قبل أن ألعن (الحوثي) – اقنعوني أولاً !
إب نيوز ١٧ فبراير
بقلم الشيخ /عبدالمنان السُنبلي.
اقنعوني أن ما فعله الإماراتيون طوال خمس سنواتٍ في الجنوب هو من أجلكم أنتم وشرعيتكم كما جاء في البرنامج المعلن للعاصفة، وسألعن الحوثي وأعترف بكم وبشرعيتكم الآن !
المصيبة هي أنكم تعلمون علم اليقين أنكم أول من يستهدفه الإماراتيون، ومع ذلك لا تجدون حرجاً في الثناء عليهم وشكرهم على صنيعهم ومعروفهم الذي لن تنسوه لهم ما حييتم بحسب الكثيرين منكم !
أي معروفٍ وأي صنيعٍ هذا الذي تتحدثون عنه ؟!
حتى الحماقة نفسها والله تترفع أن تتلبس عقولكم لما رأت من فضائع تفكيركم وفداحة غباءكم !
ولانكم بالتاكيد ستفشلون باقناعي من هذا الباب ساخفف عنكم قليلاً وأقول :
اقنعوني أن السعودية ما جاءت اليوم تنفق مئات المليارات من الدولارات معرضةً بذلك اقتصادها وأمنها القومي للخطر إلا من أجلكم أنتم وشرعيتكم المزعومة، وساعترف بكم وبشرعيتكم الآن !
المصيبة أنكم تعلمون عين اليقين أن السعوديين إنما يستخدمونكم اليوم وسيضَّحون بكم غداً، ومع ذلك لم تشكروا الله على نعمة الوطن كما شكرتموهم على تدميرهم للوطن !
أي كرمٍ وأفضالٍ هذه التي تشكرونها ؟!
حتى الغباء نفسه والله يتنزه عن مقاربة أحلامكم لما رأى فيها من سفهٍ وطيشٍ ورعونة !
ولانكم ستفشلون للمرة الثانية في إقناعي، سأخفف عنكم العبء قليلاً وأقول :
لا تقنعوني ،
فقط اقنعوا أنفسكم أن الإماراتيين والسعوديين ومن وراءهم ما جاءوا يضربون أكباد الإبل ويتحملون المشاق والاعباء إلا من أجلكم وشرعيتكم، وسأعترف بكم وبشرعيتكم الآن !
المصيبة الاكبر هي انكم تعلمون حق اليقين أنهم ما جاءوا لعينيكم ولا لعيني شرعيتكم، ومع ذلك تتغابون وتتعامون عن كل ذلك ليس من أجل أنفسكم وشرعيتكم ولكن من أجلهم هم وأطماعهم في بلادكم وشعبكم !
أي وطنيةٍ هذه التي تجعلكم لا تفكرون إلا في حدود ونطاق أنفسكم ومصالح غيركم ؟!
حتى الأنانية نفسها والله تنأى بنفسها أن تقترب من نفوسكم الأمارة بالسوء في كل شئٍ له علاقة بعلاقتكم بالوطن !
ولأنكم حتماً ستفشلون حتى في إقناع أنفسكم ، فلم يعد في جعبتي ما يمكن أن أخايركم به إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفي اليوم الذي صدَّقتم فيه أنكم أصحاب شرعية حقيقية وأنكم أحق بتمثيل الشعب من الشعب نفسه خاصةً وأنتم هناك تقعدون في مرابض الإثم ..
حسبنا الله.
#معركة_القواصم