لا جديد تحت الشمس !
إب نيوز ١٧ فبراير
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السُنبلي.
في كتابه (مكان تحت الشمس) يقول رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) أن الإضطرابات في الشرق الأوسط ليس سببها الصراع العربي الإسرائيلي وإنما هو الصراعات العربية العربية مصوراً العرب بأنهم أهل فوضى وحروب ولا يمكن لهم تقبل فكرة الديمقراطية أو التعاطي معها إلا شكلاً .
أنا هنا بالطبع لا اتحدث عن كتاب أُصدر حديثاً، وإنما عن كتابٍ صدرت النسخة الأولى منه في منتصف تسعينيات القرن الماضي والذي يعد محصلة أفكار عقودٍ وسنينٍ خلت تحكي عن حقبةٍ من الزمن لم يكن العرب متوافقين ومتضامنين كما كانوا في تلك الحقبة ! فكيف ولماذا استبق (نتنياهو) سرد حكاية الإضطرابات العربية – العربية في ذلك الوقت قبل أوانها ؟ هل كان يتنبأ بذلك أم ماذا ؟
من المعروف عن زعماء العرب أنهم إذا تفرغوا لكتابة كتابٍ فإنهم لا يفعلون ذلك إلا لكتابة مذكراتهم فقط والتي تجعلهم – وقد أداروا للمستقبل ظهورهم – يعودون بالذاكرة إلى الخلف ليوردوا فيها حكايات كفاحٍ وبطولاتٍ لم نرَ في الحقيقة لها يوماً أثراً واحداً إلا في وسائل الإعلام، إلا ان لبعض نظرائهم من الزعماء والقادة في العالم وخصوصاً المتحضر منه طريقتهم الخاصة في الكتابة، فهم حين يكتبون لا يعودون إلى الماضي بقدر ما يحاولون إستشراف المستقبل وإستقراءه من خلال تجارب الماضي ومعايشة الحاضر ليضعوا بناءً على ذلك الخطط والبرامج المستقبلية لهم ولشعوبهم حتى وإن كانوا يكتبون مذكراتهم !
فهاهو (نتنياهو) وقد اصبح اليوم رئيس حكومة الكيان الصهيوني يعيش واقعاً ملموساً ما أراده ذات يوم وأورد ذكره في كتابه (مكان تحت الشمس) كما لو أن له (يداً) فيما يحصل اليوم في المنطقة هي نفسها (اليد) التي أمسكت يوماً قلماً للإعداد والتخطيط لهذا !
فالإضطرابات والفوضى قد عمت المنطقة بأشرافٍ ورعايةٍ أمريكيةٍ إسرائيليةٍ غير مباشرةٍ وأيادٍ وأدواتٍ عربية – عربية في الوقت الذي لم يعد هنالك ذكرٌ لوجود صراعٍ بين العرب وإسرائيل، بل على العكس من ذلك فقد أصبحت إسرائيل اليوم حليفاً وصديقاً مقرباً للكثير من العرب الذين يتنافسون ويتسابقون اليوم إلى خطب ودها والفوز برضاها ! وإلا ماذا يعني تزامن هذه الاحداث في المنطقة مع وجود (نتنياهو) في رئاسة حكومة الكيان الصهيوني ؟!
فهل الفوضى التي تعيشها المنطقة اليوم بما فيها (ربيع العرب المزعوم) قد ولدت فعلاً من رحم بنات أفكار صاحب (مكان تحت الشمس) ؟!
من يدري ؟!
المفارقة العجيبة هي أنه وفي الوقت الذي كتب فيه نتنياهو كتابه (مكان تحت الشمس) نجد من المفكرين العرب من كتب كتاب (لا جديد تحت الشمس)، وهنا يكمن الفارق طبعاً بين العقليتين والطموحَين !
#معركة_القواصم