ماذا عن المستقبل؟!
إب نيوز ١٨ فبراير
عبدالملك سام
عادة أنا لا أحب التجديف، تلك القرارات التي تتخذ أعتباطا نظرا لبقاء المسؤولين السابقين في أماكنهم رغم كل التغيير الذي احدثته الثورة الشعبية تحت شعار التسامح والوئام! ونحن ثرنا من أجل هذا أصلا! من أجل المستقبل الذي كنا نراه أسودا وينذر بالويل والثبور، فجائت الثورة لتبعث الأمل لدى الناس في التغيير.. هناك من يقوم بواجبه في الجبهات، فماذا عن أولئك الذين فضلوا القعود؟! أليس البلد بلد الجميع؟! فلماذا لا ينخرطوا – على الأقل – في عمل يفيد البلد الذي اتفقنا أنه بلد الجميع؟! فكلنا يمنيين وكلنا أخوة..
هؤلاء لولم يتحركوا في هذه الظروف فمتى؟! لدينا جميعا أحلام نود تحقيقها، ولكن في ظل حالة اللا مبالاة التي يرتع فيها الكثيرين فلابد من عمل يدفع بهؤلاء لعمل الصحيح، او على الأقل يتركوا عملية التدمير لما تبقى، وبأمكان أي واحد منا أن يقوم بجوله في الشوارع والمؤسسات ليشاهد تلك الممارسات اللا مسؤولة.. هناك من يفسد شوارعنا، وهناك من يسيء للناس ويحملهم التعب، هناك من ينشر القذارة، وهناك من يسبب الزحام، وهناك من يعبث بكل ما حوله، وهناك من ومن ومن …..الخ، وأذا ما تحدثت أليه يقول لك في فجاجة: أنا حررررر! لو كنت حرا يا عزيزي ما كنت فعلت ما تفعل، أنت في الحقيقة عبد سيء الخلق، فالأنسان الحر لا يمكن أن يكون على شاكلتك، وأقترح على حكومتنا التي تبحث عن إيرادات في ظل الحصار أن تلتفت لهذا الجانب الذي يقدم مصلحة لها وللناس أيضا، فهؤلاء اكثر من الهم على القلب، وستجدهم في كل مكان يوفرون دخلا لا بأس به، فما رأيكم؟!
لدينا أيضا خطوة كفيلة بتطوير حياتنا، وضمان لمستقبل أجيالنا، فنحن بحاجة لنظام تعليمي جديد، نظام يتفق مع تصورنا لبلدنا بعد النصر المؤزر بأذن الله الذي لاحت بشائره، ولدينا أربع سنوات فقط هي ما نحتاجه لإحداث هذا التغيير، والموضوع ليس بهذه الصعوبة ولا نحتاج للجان أخرى، هات منهجا للمواد “العلمية” من دولة متقدمة وقم بترجمته وفرضه ولا بأس بتغيير مقبول في المواد الأدبية، ولا تنتظر لأي ردة فعل. هات نجارا جيدا وأفتح له ورشة تعليمية، وكذلك حداد وسباك وكهربائي و و و وهكذا. قم بأستبعاد أي شخص يتقاعس عن اداء عمله فنحن في غنى عن المزيد من الصعاليك الذين لا عمل لهم، خذ تاجرا ناجحا وعينه نائب وزير التجارة، ومزارعا مجدا وعينه نائب وزير زراعة وهكذا.. نحن في مرحلة يجب ان تعلن فيها حالة طوارئ في جميع المجالات.. الناس اذا رأت من يحاول تحسين حياتها ستنطلق، ولا تصدقوا ما كان يحاول النظام البائد أن يزرعه في قلوب الناس من يأس وتصغير وأحتقار لأنفسهم ولكل القيم الجميلة كالأمانة والكرامة والحق.
لدينا آلاف العاطلين، قم بألحاقهم بدورات بناء تشمل كل المجالات وأنشرهم في كل مكان، أما رواتبهم فستحصل عليها من خلال عملهم، فعندما تتنظم الأعمال كما يجب ستنتعش التجارة والأعمال، أما الأستمرار على ما نسميه “مداراة” فأنا أؤكد لكم انها لن تصل بنا إلى أي مكان.. صدقوني الوقت ليس وقت أستغلال الفرص للبروز والأستحواذ على ما يمكن او التقاعس، فعندما يتغير الوضع سنستفيد كلنا، والأهم اننا سنكون ممن يعمل عملا يرضي الله عنا لننعم بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، فلا فائدة لصلاة لمن يرتشي، ولا فائدة لصلاة لمن يصعب حياة الناس، ولا فائدة لصلاة لمن لا يزكي ويتصدق ويرعى الضعفاء والمساكين، ولا فائدة لصلاة لمن لا يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه، لا تصدق من يخبرك أن الله لا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكل عمل لابد أن تجد جزاءه العادل في العاجل أو الآجل.. ودمتم بود.