هــــــــــــــذا أنــــــــا .
إب نيوز ١٩ فبراير
———————————
*عفاف البعداني
هذا أنا حاكم بقرية كتبها صغيرة سكانها مابين الزرافات الطويلة والزهور القصيرة أصواتهم عديلة وإن غضبت زئيرة ثيابهم من الحضارات القديمة وتلاميذها بريئون من فلم اللغوواللهو والجرمية.
هذا أنا أعشق عش الشجرة أكثر من قصر تحت ْ الحَجَرة فهناك أكون قريبةمن الهواء والخيال والفضاءوهناك سأقتاد بسجون وحشية تلفهاحبال الفناء.
هذا أنا صديقي كتاب ورفيقي قلم أسود كل ماحولي أبعث له باقة من الحياة فالجدارن عندي تتحدث واﻷلوان تلعب والساعة لاتكذب والشمع من الحرارة يذوب ويرسب والفنجان من راحة اليد يشرب وكل ماحولي يشرد معي ويكتب حتى النوافذ لهاعندي جناحان والقنديل له عندي صباحان والليل في
صمته له جوابان
هذا أنا أخاف الزحام وأبتعد عن الضوء لاتديرني أفكار الجماعة أركض وراء التمرد الراقي وأحب الغروب والمشي في طُرق ريفية ليست سوية ،أجتاز اﻷحجارواﻷشجار ولاتهمني اﻷشواك الطويلة ﻷكون مخالفاً من الدرجة الأولى وأصل هناك حيث القمم العالية والجبال الراسية وببرهة الحين يأتي الغروب لنحكي معًا قصة اليوم وبعدها نودع الشمس في رثاء ونتصافح بمحكمة اﻹختباء
هذا أنا لاأنتظر الثمارحتى تسقط بل أُمسكها براحة يدي فتنضج ومن حنان يدي هي تصدق وأقدمها لجائعي نيسان وفاقدي شعور ابتهاج الزمان وهناك من له بالعرفان عين وهناك من له عينان.
هذا أنا لا أحب الشهرةولاالظهورفي مسرح معلوم ولاالتصفيق عند قرع الطبول ولا اﻹسهاب بالكلام حتى يظن الغصن الجميل من كثافة المدح أنه مكسور أحب الظهور ولكن بطريقة منمقة بطريقة هادئة كظهور القمربدرًا والشمس نائمة كنوره الذي يلفت المتأمليين وأنظارهم حائرة لا سؤال يطرح ولاجواب يرد والعيون تبدو بثورتها هادئة،
هذاأنا أحب العمل لأوقات طويلة وبجهود وفيرة فالشاي بقربي يبرد واﻷوراق الفارغة من الرياح تطير وتهرب والمجادلات والحوارات المهلكة من تغافلي وترفعي تنوح و تشرد وملاذي وراحتي حين يقوم الصوت قائلاً: رددي يالله وكوني مع الله واحذري من نية تخونك وتكون لغير الله تشقى ترصد.
هذا أنا خيالية بشكل مفرط وكأني أهرب من واقعي المتحجر فلازلت مقتنعةأن العصفور عندما يغرد في الصباح أن الجميع بخيروعلى مايرام مع أني أدرك أن هناك ملايين من البشر تغرد بمعزوفة أوتارها حادة ومؤلمة مع أني أدرك أن هناك من يتنفسوا تحت إمرة الاختناق ويمشون بعكازة الصبروالفرح تاركهم باشتياق تلذعهم براكين وقتًا قابعاً من عمر المشاق ولكن لربما بعد طول طود خانق عرفت أن هناك في داخلي طفلة تخاف كثيرًا وعجوز حكيمة تدقق في اﻷمور طويلا وكلاهم مازالو يسكنون في بيت زهوري الطلوع
هذا أنا لاأتتبع أخبار الحكام بكثرة ولاأحب حفظ أسماء المدراء وحصرميزانية الوزراءكل همي أن وطني لايحتضن خائنا، ولايحجب عالمًا،و صبحه ليس ذابلاً، وقدسنا في كنف العروبة جاثمًا، كل همي أن عامل النظافة ليس جائعًا، والمشرد ليس في الرصيف باردًا، والطفل في حضن أمه ينام ويغفوا هادئاً لاتفزعه مدفعية ولا تؤذيه شضايا بارودية.
هذا أنا أحب أن تنطلق كلماتي إلى الزمن البعيد وتمتزج خلجاتي بالتأريخ القديم وتترعرع كتاباتي في الوطنية فتطوف بفلسطين والشام وتحلق في العراق ولبنان ومصر والسوادن لتبني بينهم جسرًا طويل من بلادي الوحيدة يمن اﻹيمان.
هذا أنا أعترف بفكري أنه مازل صغير وسأبقى أربت عليه غدًا ياخافقي ستصير كبير وستمضي قدمًا نحو المسير غدٍا يادميتي الصغيرة ستكبرين وستقرأين كتبي وستشرق شمسي ولن تقف الرياح ضدي ولن تبكي على ورقي.
هذا أنا مستغربة ومتعجبة من مشاعر في أخر اليل ترميني وتتحدث معك أيتها الدمية الصغيرة عنما هو يبريني وأنا الذي عاهدت نفسي أن جرحي ووجعي يعيش ويموت فيني لاتعرفه سوى نفسي ولكن هاهو اليوم ينسيني ويبوح لك سعة ورحابةًبكل ماهو يعنيني فلتسعدي أيتها الدمية الصغيرةغدا هو ميلادنا الموعود وارفعي الوشاح من عينيك فأنا قوية ولاداعي بأن تبكيني وترثيني.