فقد خانوا الله من قبل .
إب نيوز ١٩ فبراير
بقلم ـ دينا الرميمة
تتساقط اوراق العدوان على اليمن واحدة تلو الأخرى، وتُمنى بالفشل الذريع أمام صمود ووعي الشعب اليمني الذي كان هو المستهدف بها لقتلهِ وتركيعهِ وإخضاعهِ للأجنبي.
برغم كل تفننهم حد الإبداع في إيلام اليمنيين دون تفريق، وطالما لا وجود في عقلية الانسان اليمني الحر شيء اسمهُ الاستسلام، فلا بد أن يباد الجميع، وبأية طريقة كانت!
فمن القتل لمجرد القتل، والحرب الاقتصادية المتمثلة بقطع الرواتب، والحصار لأبسط مقومات الحياة التي أوجدت للجوع بيئة خصبة تهدي للموت منها ما شاءت، إلى الحرب البيولوجية التي تسببت في انتشار الأمراض التي لا علاج لها إلا الموت الذي كان المنقذ منها، ومحاولتها بشتى الطرق خلخلة الأمن في المناطق التي ليست تحت سيطرتها، لتجعلها نموذجاً سيئاً لا يقل سوءاً عن مناطق سيطرتها، مستخدمة بعض ممن سلبتهم هويتهم وانتماءهم للأرض، ومنحتهم لقب الخيانة الذي ارتضوه بكل فخر، واستخدمتهم كمعاول هدم يُدمرون أرضهم، ويقتلون شعبهم دون أن يرف لهم جفن، متناسين يمنيتهم، فأصحبوا كالبلاء على اليمن ينخر فيها كفيروس كامن، وأحياناً كان البعض يعطيهم العذر بأنها الحاجة وقلة ذات اليد، بسبب ظروف العدوان، جعلتهم يلهثون وراء المال، ويرمون بأنفسهم وأبناء وطنهم إلى جحيم الإحتلال.
مع أن خيانة الوطن من أقبح صور الخيانة، وأشدها فظاعة وبشاعة، لا يقوم بها إلا السفلة والمنحطين والرخاص، فليس هناك أي مبرر يسوغ لهم فعلتهم الشنيعة، لكن ماذا في حال ما كان الخونة قيادات دولة، ويعملون في أهم وزارتين فيها “الداخلية والدفاع”؟ فماذا سيكون التبرير؟
هذا ما كُشف عنه في العملية الأمنية “فأحبط أعمالهم”، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، وتم خلالها إلقاء القبض على خليتين من منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز ألأمن القومي، وبعض منتسبي الجانب التربوي، إحداهما تابعة للاستخبارات السعودية، والثانية تابعة للإمارات!
تحت مسمى “أمل اليمن”، جندهوهم، وأغدقوا عليهم خيراتهم المدنسة لإحداث حالة من الفوضى وانتفاضة عارمة في كل المدن التي لم يغب عنها الأمن والأمان، وكان له من الرجال من وضعوا اليمن بين جفني أعينهم، يحفظونها من ذرة غبار تحاول أن تعكر حياتهم، وكانوا متيقظين لكل ما يحاك لشعبهم وأرضهم من قبل خونة أرادوا تسليمها لقمة سائغة بين فكي ثعلب جبان وماكر، فأمكن الله منهم، وأحبط أعمالهم، وانفضحت نواياهم المأجورة بريالات ودراهم بخسة، ولم يكونوا إلا بقايا نظام هالك ظل طيلة فترة حكمه الـ 33 عاماً، يفرخ الفاسدين في كل مفاصل الدولة، من هم على شاكلته بالخبث والدناءة وبيع الوطن، فأردته أمانيه إلى سوء العاقبة، وإلى نفس عاقبته يُساق كل الخونة، وتبقى الوطنية شعاراً سامياً لا تليق إلا بكل من بذل دمه لأجل وطن لطالما تلقى الضربات الموجعة من القريب والبعيد، وبكل عزة وشموخ يأبى السقوط، لأنه أنجب الأحرار الأبطال الذين داسوا ويدوسون على كل مخطط قذر عاد على منفذه بالخسارة والخزي والعار، ولاحقته لعنات دماء وأرواح سقطت ظلماً، ودعوات وطن منحه شرف الانتماء له وهو لا يستحق.