معركة الساحل الغربي قادمة وحاسمة وفاصلة.. واليمن مقبرة للغزاة الجدد في البحر.. والأنصار وحلفائهم أسياد الميدان بعد إقامة الحجة .
إب نيوز ٢١ فبراير
ليس رجماً بالغيب أو معلومات وتحليل وقراءات من هنا وهناك، فقط وبتتبع واستيعاب إستراتيجية العدو الإسرائيلي من باب المندب والساحل الغربي للبحر الأحمر، هناك حيث يختنق الكيان العبري في حالة السِّلم ويُقتل وينتهي في زمن الحرب، ففي حالة اللا حرب بوارج وقوارب محور المقاومة بالاستنزاف وإيصال السلاح والرجال إلى مقاومة فلسطين بعد تطويع الساحل الشرقي للبحر الأحمر بالكامل للصهيونية وآخرها كان الشريط الساحلي الشرقي للسودان، فأصبح السوداني والسعودي شرطي أمن ومرور للكيان الغاصب لفلسطين، وفي حالة الحرب بوارج وزوارق محور المقاومة قادرة على تنفيذ الإنزال البحري في جنوب فلسطين المحتلة ميناء إيلات، ومع قوم مؤمنين ربانيين سيتمزق بيت العنكبوت بيت أرض الميعاد والشمس والعسل واللبن لقوم يعشقون الحياة والمال، اليهود الصهاينة، والعكس صحيح فحرمان بوارج محور المقاومة من سواحل البحر الأحمر الغربي يبعث الأمن والأمان والاستقرار للكيان العبري، بل والطموح بمملكة يهودا والسامرة من النيل للفرات، والطموح أكبر بمملكة أكسوم اليهودية المزعومة على ضفتي البحر الأحمر الشرقي والغربي ولو بكيانات وحكام من أصول يهودية كالسعودية.
منذ اليوم الأول وسنة العدوان الأولى قلنا أن معركة الساحل الغربي هي الفاصلة والحاسمة، قلناها والساحل الغربي لايزال بالكامل تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وكذلك لايزال زعيم الفتنة في صنعاء بنصف وطنية ونصف خيانة، وكذلك لايزال طارق عفاش في صنعاء يهدد وينذر بالإعلام بنصف وطنية ضد العدوان، ولاحقاً النصف الخائن يتغلب على النصف الوطني، فالوطنية لا تقبل الوسطية والاعتدال، نظرية بردونية أكدها الواقع، فالزعيم صريع للفتنة الموءودة، والحرس العائلي ينسحب من الساحل الغربي، فالزعيم مات والوطن كذلك، وخليك في البيت حتى حين معلوم بالمهام اليهودية التالية، وطوارق الليل بالهرب من صنعاء بسواد شراشف الظلام إلى فنادق العدوان، والمهام الصهيونية المتجددة للعفافيش إرجاف وفتن في المؤسسات والشارع والمدارس وتحشيد عسكري للساحل الغربي وبكيان مناطقي للجبال والساحل بعد استحالة صناعة وطبع واستخراج نسخة مناطقية عنصرية متوحشة في ساحل تهامة، على غرار عنصرية الجنوب وعنصرية تعز المدينة.
وكانت الأهداف المعلنة جمهورية صنعاء والحديدة ومن غنى رقص، والأهداف غير المعلنة كيان في شريط الساحل الغربي ببقايا عائلة عفاش، وكلاء شركات النفط الغربية، يلتقي مع شمال الساحل الغربي بكيان بن سعود، ومن الجنوب يتواصل مع كيانات مناطقية لم تتشكل بعد رسمياً وتشكلت على واقع الميدان بقوات النخب المناطقية ومجلس الضالع ولحج، وليصبح البحر الأحمر كما يُراد له أن يكون بحيرة صهيونية من الشرق والغرب، ولا مكان فيه لمحور المقاومة، محور ميليشيات ومجوس وإرهاب شيعي بعد الإرهاب السني والإسلام إرهاب، وهكذا عدة عصافير بمقلاع بني صهيون.
وتأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الخائن طارق بن عفاش ومعه تكفير سلفية أقزام الجنوب العربي الإنجليزي بصمود الحديدة الأسطوري ومجزرة المطار لمدرعات الخونة، والخطة العسكرية التاريخية الفريدة من نوعها عبر حفيد الرسول الأعظم، القائد العلم المنفرد بعيداً بعوالم ومدارس العسكر والجيوش عبر الزمن، القائد العسكري الإستراتيجي الوحيد وبخلاف الأبجديات العسكرية أذاع خطته العسكرية وعلى الهواء مباشرةً، دفاعاً بالانتشار في الساحل الغربي وابتلاع أقوى هجمة عسكرية محكمة التخطيط والتدبير والكيد والنوايا والأهداف وبمشاركة فاعلة للكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وفي أكثر المناطق المنبسطة السهلة، وهجوماً بتحذير القائد من خيارات لم يحبذ الحديث عنها، الخطة العسكرية التي لا ولن يفيها منهاجاً كاملاً في أكاديميات ومدراس العالم العسكرية.
وليظهر بعدها هادي الدنبوع وقوله أن “المدن مقبرة للجيوش كما قال النابليون”، يقصد “نابليون بونابرت”، فكان اتفاق استوكهولم كمحطة لإعادة ترتيب وتدوير الأوراق المتسخة الخائنة جنوباً وشمالاً، بخلق واقع كيانات ممزقة للوطن جنوباً باتفاق الرياض بمجلس مناطقية الضالع ولحج، واحتلال سعودي مباشر للمهرة وغير مباشر لحضرموت، والعمل على تمكين العفافيش من الساحل، وبزخم عفاشي مشبوه، فالسفير الأسير أثناء أربع سنوات عدوان، أحمد علي عبدالله صالح أصبح حراً ويتجول بكل حرية في عواصم العالم وبصفة نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء المجلس السياسي الأعلى يقابل سفراء ومسؤولين عرب وأمميين ذات العلاقة بما يسمونه أزمة اليمن، ما أعطى زخماً وهمياً لعفافيش الداخل بالتحشيد العسكري للساحل الغربي، والتحشيد كان دون المستوى المطلوب صهيونياً، وقد يرتفع المنسوب بتعيين أحمد علي عفاش في منصب رفيع لشرعية الفنادق بعد رفع العقوبات الدولية على الأسير النائب، بما يضمن مزيداً من تحشيد العفافيش إلى مقابرهم في الساحل، تماماً كما كان زخم التحشيد إلى نهم بعد تعيين جنرال الدواعش نائباً لهادي الدنبوع، وبعد تحشيد وتخندق وأسلحة من كل مصانع وبلدان العالم، ومرتزقة من كل جغرافيا المناطق المحررة والمحتلة انتهت أسطورة نهم في أربعة أيام بيضاء وخمسة ليالٍ سوداء على تحالف شرعية الفنادق، ولاحقاً إخوان الإنجليز في مأرب بالتمسكن لغرض في نفس بني صهيون لحشد كل دواعش الجنوب وتعز والبيضاء إلى مدافنهم في مأرب الأصالة والعراقة، بالتوازي مع زخم عفافيش الثورات الصفراء الموءودة بعملية “فأحبط أعمالهم” ومعنويات العفافيش إلى الحضيض.
ورفع معنوياتهم مطلوبة لإشعال معركة الساحل الغربي، وبالتالي قد نشهد قرار للصهيونية العالمية ممهور بختم قرار جمهوري يصدر من القصر الملكي السعودي بتعيين السفير الأسير النائب في منصب رفيع بشرعية الخيانة قد يطيح بالجنرال العجوز كحد أعلى وبحد أدنى المقدشي وما بينهما معين عبدالملك، بما يضمن ويكفل ليس بزخم تحشيد عفافيش العائلة للساحل بل بنحر وانتحار جناح مؤتمر الداخل بانسحاب مؤتمر صنعاء من دولة وحكومة المجلس السياسي لإحداث إرباك في المشهد العام سياسياً وشعبياً أصفر في الشارع، وعسكرياً في الجبهات خاصة الساحل الغربي بعفافيش العائلة، وحتى داعشياً في مأرب والجوف، وللمرجفين دور ما في المؤسسات، وعندها تكون حُجّة الله والدين والوطنية والقومية والقيم الأخلاقية والإنسانية قد أقامها الأنصار على حلف الظالمين والخونة والمرجفين والمفسدين بالداخل والخارج.
وأشد المعارك شراسة ستكون في الساحل الغربي الحديدة، الساحل الوحيد من البحر الأحمر الّذي أَستعصى على الصهيونية، الشريط الساحلي الغربي لليمن مطلب صهيوني بامتياز وبكيان موالي للغرب واليهود وبالوصي السعودي وخونة بقايا عائلة عفاش، وما المانع من تفجير الوضع عسكرياً في الساحل ولمصلحة إسرائيل طالما والحجر من السعودي والدم من العفاشي وربما الإفريقي المسيحي وربما مصري سيسي، بل نجزم بالثقافة القرآنية أن الكيان الصهيوني لن يوفر فرصة انتهاز العنصر البشري في الساحل الغربي اليمني، العنصر البشري الخائن الذي لم يجده في الداخل التهامي الوطني وظل يبحث عنه في سواحل اليمن منذ جريمته النكراء في المدينة السكنية بالمخأ وحتى اليوم، وبعبارة أكثر وضوحاً نقول “إسرائيل بذروة الحاجة لكل قطرة دم خائنة لكل جمجمة مرتزق ولن توفر أي فرصة لاستثمارها”، فالعكس من ذلك يعني محور مقاومة متفرغ لها من يمننا وشامنا، ويعني انهيار جميع خطوط دفاعها التكفيرية وغير التكفيرية، وما دفعها بأردوغان في سوريا وفي هذا التوقيت الذي أعلن محور المقاومة فيه إستراتيجية ينتهي مطافها بطرد القوات الأمريكية من المنطقة، إلا صرخة استغاثة منها عساها تؤجل وعد الآخرة القادم بالتسخين والتبريد، فالتسخين يعجل النصر وينهي ماتبقى للكيان الصهيوني من خطوط دفاعية متقدمة، والتبريد يعني تفرغ محور المقاومة لها، وليصبح فعلياً كيان ما بين النارين يمننا وشامنا بعد أحلام كيان ما بين النهرين.
إذن، لا رهبة وخوف وجزع من عفافيش الساحل فهم أول المغادرين من ميدان معركة الساحل مع أول صليل وقعقعة للسيوف، وهنا قد نرى انضمام كتائب بقضها وقضيضها للأنصار، نعم انضمام لا استسلام، انضمام للأنصار والقتال معاً ضد العدوان، ما قد يؤدي بالصهيونية العالمية بدفع جيوش إفريقية مسيحية قد يتورط فيها جيش مصر السيسي لميدان معركة الساحل الغربي، ولا يهم هنا المبررات لقوم الخيانة والانبطاح، فمن وصل إلى مستويات العهر لن يتوارى عن فعل أي شيء في سبيل رضى عاهر أمريكا وفاجر إسرائيل، والمجازر الجوية للعدو ستكون سيدة الميدان بما يهز ضمير الإنسانية، وسيقابلها مقابر للغزاة في البحر والساحل واليمن مقبرة للغزاة في البحر بعد البر والجبال والسواحل، مع ضربات صاروخية مؤلمة في عمق العدو في أبو ظبي ودبي ومنابع ضروع البقرة العجوز لكيان بن سعود ومواطن أخرى تحبونها، ولن تكون تل أبيب في مأمن من الضربات الصاروخية والطيران المسير، نعم معركة الساحل الغربي هي المعركة الفاصلة والحاسمة، وكل أوراق العدوان بالداخل سيتم كشفها وستحترق وستتحول هباءاً منثوراً، وسينتصر فيها القوم المؤمنين المجاهدين، وإن الله على نصرهم لقدير، وكما هي سنة الله تعالى في كشف المنافقين وسقوطهم، جرت سنة الله تعالى في مرحلة ما قبل الانتصار أن يُري عباده المؤمنين من آياته ما لم يروه من قبل، إنكسار أكبر شركة ربحية على وجه الأرض أرامكو في ضربة بقيق وخريص، وعملية نصر من الله، وعملية البنيان المرصوص، كل تلك المتغيرات بعد خمس سنوات عدوان وحصار وعهر وفجور، متغيرات لها من الدلالات العسكرية والاقتصادية والاستخبارية والإستراتيجية ما فتح وما رزق، إنها مرحلة “وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ”، فسلاماً على المؤمنين شهداءً وجرحى وأسرى ومفقودين ومجاهدين والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ جميل أنعم العبسي