ثمار الصمود .
إب نيوز ٢١ فبراير
بلقيس علي السلطان
أفاقت اليمن صبيحة ال26 من مارس على عدوان كوني غاشم كانت أول انجازاته حصد ارواح العشرات من المواطنيين الأبرياء ، والذين يتسائلون بأي ذنب قتلنا ؟
توالت إعتداءت العدوان على اليمن فلم يبقوا شيئا دون أن يكون في مرمى أهدافهم ، الجميع بلا استثناء …الطفل والمرأة ، الشيخ والشاب ، وجميع البنى التحتية من مؤسسات ومدارس ومستشفيات وجسور …إبادة شاملة وتدمير كلي لكل شئ …!
قابل كل ذلك الطغيان والخبث صمود أسطوري للشعب الأبيّ الذي يأبى الذل والوصاية ، ويأبى الظلم ويمقت الظالمين ، فلم يتوقف الشعب عن الحياة بل تحدوا كل ذلك العدوان وجعلوا شريان الحياة يسري في جميع المؤسسات بالرغم من المعاناة التي سببها المتحالفون الخبثاء ، فبات الطفل يحمل حقيبته ويذهب لمدرسته غير آبهٍ لازيز طائراتهم وصوت الإنفجارات ، فهو يريد أن يكمل مشوار وعيه من أجل أن يتصدى لكل ذلك الطغيان ، وكذلك الموظفون الشرفاء كل يتجه إلى عمله ومكتبه بالرغم من تطاول العدوان على قوته وراتبه وهمه هو أن تبقى الدولة تنبض بالحياة وأن لا تنقطع شرايينها كما خطط العدوان لذلك ، وترى الإعلامي الوطني الذي يحمل في داخله هم الأمة وسبل توصيل الحقيقة إليها وبث الوعي وتبديد الشائعات المزيفة بالرغم من استهداف العدوان للمؤسسة الإعلامية بمختلف تفرعاتها ولم يعتق حتى أبراج البث لمعرفته بمدى أهمية هذه المؤسسة الشامخة .
تجلى الظلم والطغيان بأوضح وأقبح صوره ، وبالمقابل تجلى الصمود والتضحيات بأبهى وأجمل صوره كما لم يكتب في التاريخ والأساطير بمثل احداثه ، وكان لا بد لذلك الصمود والصبر من ثمار تجنى ، وحقائق تروى ، فهاهي دماء الشهداء تنتصر في تحقيق الانتصارات التي تعجز الكلمات عن وصفها ، وهاهو صمود الشعب الحر يزهر بشائر النصر ، وهاهم رجال الرجال بعد خمسة أعوام من المعاناة والصبر يرسمون الفرحة والأمل على وجهٍ أتعبها الحزن والأسى ، فقد جمعوا الصمود والتضحيات ووضعوها ذخيرة ووقود لبنادقهم ولصواريخهم ولدفاعاتهم الجوية ، فأثمرت بنصر من الله وبالبنيان المرصوص وأحبطوا أعمال الخونة والمرجفين ، واسقطوا فخر الصناعات الحربية الجوية وأحرقوا شركات النفط التي كانت سبباً في دعم العدوان وبغيه ، ونسفوا المطارات والمدارج التي كانت تقلع منها الطائرات التي اختطفت أرواح الأبرياء ، ومازال في جعبتهم الكثير والكثير ، وطالما وجد الصمود والثبات سيوجد النصر والتضحيات ، فسلام على الصامدين والمؤمنيين ، وعلى رجال الله المجاهدين والمرابطين وعلى شهدائنا الفائزين وعلى جرحانا الصابرين وأسرانا المستبسلين، وعلى قائدنا الحكيم الشجاع الأمين ، والعاقبة للمتقين
.