أحمد بلحاف: مطامع السعودية ستُدفَن في رمال المهرة
إب نيوز ٢١ فبراير /متابعات
على رغم تحويل السعودية محافظة المهرة إلى معسكر مفتوح، واستخدامها أساليب القمع والترهيب بوجه أهاليها، إلا أن احتجاجات «المهريين» لن تتوقف إلا برحيل القوات المحتلة، وفق ما يؤكد مسؤول دائرة التواصل الخارجية في «لجنة اعتصام قبائل وأبناء المهرة» أحمد بلحاف. ويصف بلحاف، في حوار مع «الأخبار»، السعودية، بأنها «دولة محتلة تمارس الإرهاب ضدّ أصحاب الأرض»، مشدّداً على أنه «لا شرعية لِمَن ينبطح لها»، في إشارة إلى حكومة عبد ربه منصور هادي، وما قد تكون أقدمت عليه من صفقات خفيّة لا تلزم «المهريين» بشيء.
كيف تنظرون إلى التحركات العسكرية السعودية في محافظة المهرة، وتحديداً إلى الفصل الأخير منها الذي شهده منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عُمان؟
– أولاً، تحرك السعودية العسكري يهدف إلى السيطرة الكاملة على المنافذ البرية والبحرية في المهرة، تمهيداً لمشروع الأنبوب النفطي الذي تسعى المملكة إلى مدّه عبر المحافظة إلى البحر العربي، وتحديداً من خلال ميناء نشطون الذي يسيطر عليه الاحتلال، وحَوّله إلى قاعدة عسكرية من أجل تأمين الأنبوب. ثانياً، السعودية ترغب في إخضاع الشعب اليمني، عبر محاصرته اقتصادياً وجعله في حاجة دائمة إليها، وذلك من خلال محاربة المؤسسات والجهات الإيرادية. وفي هذا الإطار، يجد الاحتلال أن منفذ شحن الحدودي مع عُمان يمثّل معبراً إنسانياً ورافداً اقتصادياً قوياً لمحافظة المهرة واليمن عموماً، حيث إن كثيراً من الحالات الإنسانية لا تجد ممراً للعبور إلى الخارج غير منفذ شحن، وأيضاً البضائع والسلع التجارية تأتي عبر المنفذ، لتعزّز الاقتصاد المحلي وتنعكس على المواطن في جانب الخدمات والمرتبات. ولكن هذا الجانب أصيب بالتدهور نتيجة تدخلات الاحتلال السعودي، وفرضه قيوداً على الحركة التجارية، إلى أن وصل به الأمر إلى أن يغلق المنفذ، الأمر الذي جعل أبناء المهرة ينتفضون في وجهه. ونؤكد للجميع أن مطامع السعودية ستُدفن في رمال المهرة، ولن تتوقف احتجاجات أبناء المحافظة إلا برحيل القوات المحتلة.
ألا تخشون من أن تعمد السعودية إلى استخدام أساليب أكثر شراسة في مواجهة المطالبات المتصاعدة برحيلها؟
هي تستخدم ذلك لإرهاب الأهالي، لأنها تدرك أنها غير مقبولة لديهم، ولو كان وجودها فعلاً لأجل أعمال داعمة للجانب الإنساني والتنموي، لما وصل الأمر بها إلى استخدام هذه الأساليب والطرق القمعية، والتي تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وتؤكد للعالم أجمع أنها دولة محتلة تمارس الإرهاب ضد أصحاب الأرض. ورغم ذلك، أبناء المهرة لن يظلّوا مكتوفي الأيدي، وسيدافعون عن أرضهم بكلّ الخيارات الممكنة والمتاحة، لأن هذه قضية احتلال واعتداء سافر، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي لإيقاف السعودية عن تحركاتها الصبيانية واعتداءاتها فلن نتوانى لحظة واحدة عن الدفاع عن أرضنا.
ما هي تقديراتكم لحجم الوجود العسكري السعودي في المهرة؟
– حوّلت السعودية محافظة المهرة المسالمة الآمنة، التي لم تعانِ حروباً أو اضطرابات أمنية، إلى معسكر مفتوح، من دون أن يكون هناك أي مبرّر على الأرض يستدعي نقل ترسانة عسكرية إليها، وإنشاء 33 معسكراً على أراضيها، وخلق ميليشيات موالية للاحتلال فيها. في المهرة اليوم أكثر من 180 دبابة، وعشرات الآليات العسكرية الحديثة، وأكثر من 2000 جندي سعودي داخل قواعد في المحافظة؛ أبرزها في مطار الغيضة.
وبالنسبة إلى السجون السرية السعودية في المهرة، ما معلوماتكم في شأنها؟ وما سرّ نقل معتقلين من الغيضة إلى الرياض؟
– ثمة سجون سرية داخل القاعدة السعودية في مطار الغيضة، وفي قواعد أخرى أيضاً. كذلك، الميليشيات التابعة للاحتلال تمتلك سجوناً سرية في مدينة الغيضة، والقصر الجمهوري يحتوي هو الآخر على سجون سرية. هذا المؤكد، ولكن لا تزال هناك سجون لا نعلم أماكنها بالتحديد، وهذا الأمر قيد البحث. أما عن نقل الاحتلال المعتقلين من الغيضة إلى الرياض، فهو أسلوب ترهيب وتخويف، يقوم على اختلاق تهم باطلة.
هل حاولت الرياض التحاور مع لجنة الاعتصام؟
– نعم، في تموز/ يوليو 2018، تمّ الاتفاق مع الجانب السعودي على عدة نقاط، ومنها إنهاء وجود المعسكرات والميليشيات، وعدم مضايقة المجلس المحلي في المحافظة أو منازعته في مهمّاته، والاكتفاء بوجود بعض القوات السعودية في جزء من مطار الغيضة. إلا أن السعودية نكثت العهد، والتَفّت على كلّ نقاط الاتفاق، وتدخلت وتمادت في التدخل في شؤون المحافظة، وعملت على توزيع الأسلحة والأموال في محاولة خلق شرخ اجتماعي بين القبائل.
على ذكر القب%A