هويتنا الإيمانية تكاد تذهب أدراج الرياح .
إب نيوز ٢٢ فبراير
أُميمة عثمان
وكم نكون ساذجين حيال غزوهم لنا ، وما يلقون منا سوى الانقياد لهم، والسمع والطاعة، وهذه حالة من يكون مُعرض عن ذكر الله خالي الفكر لا يعلم خطورة موقفه.
الكثير يبرر للعدو فعاله رغم عدوانيتها، وبشكلٍ خطير، وما يسمى بالحرب الناعمة، أو الحرب “الباردة”.
لا يعلم ماهي دسائس هذه الحرب التي جمّدت فينا الروح الإيمانية، وأرست دعائم الكفر والإظلال ، دون أن نشعر بالانحراف التدريجي الذي يؤدي بنا إلى مسخ هويتنا الإيمانية ، وطمس القيم والأخلاق تحت مسميات وعنواين ناعمة ، باردة .
لا نلتفت إليها باعتبارها مُسخاً أجنبي، وشوائب ضارة، لا نلتفت إليها لاقتلاعها، ورفضها، وفضحها، عناوين جذابة، براقة، مثل التحضّر، ومواكبة العصر، والتحرر… إلخ من المسميات والتلميعات الإغوائية، التي يريدون من خلالها طمس معالم الدين القويم، وطمس ومسخ هويتنا الإيمانية، وقيمنا ومبادئنا اليمانية الأصيلة ؛ ليحكموا من بعد ذلك قبضتهم على رقابنا، وخيراتنا، ويتحكّموا بجميع وشتّى مجالات الحياة، من خلال زرعهم للفكر الدخيل، العليل.
من خلال زرعهم للشوائب التي تشوب العقل وتوبئه .
لننحرف بعد ذلك تدريجياً إلى التهلكة، إلى مادون الصراط، إلى الاعوجاج والاندراج لقائمة المستعبدين، الأذلّاء المنحطّين .
هل تلاحظون ضجيج وسائل العدو الإخبارية حول البرامج والدورات والتأهيلات التي نقيمها للتوعية ؟
وهي عبارة عن دين الله، من تحفيظ القرآن، ومحاضرات قرآنية، حول القرآن وما يريده الله من عباده .
كيف أنهم ضجّوا، وتلتتوا وأوّلوا ذلك بما يخدم الأعداء، في حين صمتهم حيال فتح النوادي الليلية، والمراقص الأجنبية، لم تسمع لهم حرفاً واحداً يستنكر ذلك الفعل الدنيئ ، بل على العكس من ذلك سُمّي ذلك التصرف الهجين من مملكة الرمال بالتحرر، وأي تحررٍ هذا !! وقد أحكم العدو قبضته على حناجرهم !! أي تحررٍ هذا وقد مسخهم واستقطع اوصالهم !!
يُقال له تحرر وهو في الواقع تحرر في الخيال، وهو في واقعهم حقيقة وبال، وحيرة سؤال، وتخبطهم في الأرض .
فقد طبع الله على قلوبهم، فعلينا كشعب الإيمان والحكمة، من قال صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله “الإيمان يمان والحكمة يمانية” .
أن نتجنب الوقوع في مستنقعهم المُظلّ ، علينا أن نتجنب إغراءات العدوّ في نزع قيمنا، أن نتجنب مايُظلّنا، وأن نتمسك بهويتنا الإيمانية، وأن نتبع أعلام الهدى من أهل بيت النبوة -صلاة ربي وسلامه عليهم أجمعين- أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم، وأن يبعد عنا كل مكر يمكربنا، وكل عدو يتربص بنا ، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار ..