المدارس وخلايا العدوان .
إب نيوز ٢٣ فبراير
عبدالملك سام
في السابق قام النظام العميل بخصخصة التعليم والصحة وغيرها من المؤسسات الحكومية، وبالطبع كانت حصة الأسد من نصيب “الشلة”، وأصبح من الطبيعي أن تجد مجموعة من المدارس ملكا لفلان او أبن فلان! ثم تطور الأمر حتى وصل للجامعات والمنح، وكل هذا تحت مبرر تطوير التعليم في اليمن الذي رأيناه ينهار شيئا فشيئا، ومع الحالة المزرية تلك كان يتم منح التسهيلات للحزب والتجمع للسيطرة على المؤسسة التعليمية ككل.
وزارات التربية والتعليم العالي والجامعات والمعاهد لم تكن بمنأى عن هذا التحاصص، ولأول مرة في التاريخ نجد موجها وزاريا أو تربويا لا يستطيع القراءة والكتابة!! ووجدنا عسكريين مسجلين كتربويين يتقاضون مرتبات عدة أشخاص دون حق، وبالإمكان الرجوع لسجلات الخدمة المدنية للتأكد من الأمر لمن أراد. أما المنح فحدث ولا حرج، فلم تكن الجدارة هي ما يحكم لمن تمنح هذه المنح بل الوساطة، وهناك العديد من النوابغ والمتفوقين من سقطوا ضحية ذلك الظلم والفساد الذي مورس لعقود.
بعد عملية (فأحبط أعمالهم) أتضح مدى ما اولاه هؤلاء الخونة على المؤسسة التعليمية، فهم قد زرعوا كوادرهم فيها كثالث مؤسسة بعد المؤسسة العسكرية والأمنية، وكان أنزعاجهم بالغا لأستمرار التعليم رغم ما بذله العدوان في هذا الجانب لضمان توقف العملية التعليمية. المدرسون الأكفاء الوطنيون أخذوا على عاتقهم البقاء في مواقعهم رغم كل تلك الظروف، وأستمر التعليم في المدارس عاما بعد آخر.. هذا الأمر جعل أولئك المرتزقة يفقدون الأمل في التعليم الحكومي، فأتجهوا نحو التعليم الخاص الذي يسيطرون على جزء كبير منه، وأيضا قاموا ببعض التعديلات في خطتهم التي استهدفت التعليم الحكومي مستغلين علاقاتهم مع بعض التربويين.
نحن هنا نتكلم عن مدارس تقوم بنشر ثقافات دخيلة علينا كالأحتفالات المختلطة غير المبررة، والأصرار على ممارسات لا تمت لشعبنا ودينه وأخلاقه بصلة، وأتهام كل من يختلف معهم بالتخلف ومعاداة التطور والتقدم! لقد تسبب هؤلاء بوجود مظاهر لم تكن موجودة من قبل، وكلنا نتذكر شبكات الدعارة أياها والتي ارتبطت بمخططات استهدفت البنات أولا من طالبات وخريجات، وهذا دليل على أن هذه التوجهات حديثة، بينما نجدهم يقفون ضد مناسبات دينية تحث على الفضيلة والأخلاق والقيم! وهؤلاء يتحركون بثقة مستغلين حالة بث روح التسامح التي تتبناها القيادة مع الجميع دون أستثناء.
هنا لابد من سؤال بسيط؛ خلال عملية (فأحبط أعمالهم) تم كشف المخطط ورؤوس المخططين، فماذا عن الأذناب؟! وماهي التدابير التي اتخذتها الحكومة لمنع تكرار هذا المخطط الخطير الذي كان يستهدف البلد بأكمله؟! الموضوع يخص جبهتنا الداخلية، ويخص أجيالنا ومستقبل بلدنا، ولا يجب التهاون في هذا الأمر أبدا. نحن بحاجة للرقابة على التعليم وتغيير كل السلبيات التي تأتي بقصد او بدون قصد، فالطالب اليوم هو مستقبلا الطبيب والمهندس والضابط والمدير والقاضي …..الخ، بالمختصر فأن طلابنا اليوم هم مستقبلنا.