يوم حلت فيه نعمة الإسلام على اليمن .
إب نيوز ٢٨ فبراير
*دينا الرميمة
ثمة أحداث بارزة في التأريخ الإسلامي لها أهميتها العظمى في إتساع رقعة الإسلام وما تركته من اثراً عظيماًفي حياة المسلمين ،ماجعلها ترتقي لتصبح مناسبات دينية يحتفل بها المسلمون على مدى الف وأربعمائة سنة تقديساً وتعظيماً لها ويعملون على إحيائها بذكر أحداثها ووقائعها، “كيوم مولد النبي محمد” “صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” و”يوم الهجرة النبوية” من مكة إلى المدينة. والكثير من المناسبات الإسلامية التي لازالت ذكراها السنوية أعياداً للمسلمين حتى يومنا هذا .
وكان لنا نحن اليمنيين مناسبة دينية نحتفل بها بصفة خاصة إلى جانب المناسبات الدينية الأخرى ،
هي ذكرى “أول جمعة من شهر رجب” اليوم الذي جاء به “الإمام علي” (عليه السلام) مبعوثاً إلى اليمن لدعوة اليمنيين إلى الإسلام ” وتبليغهم دعوة “لنبي محمد ” إلى الناس كافة.
وماأن وصل الإمام علي إلى اليمن وحط رحاله في همدان إلا وأستجابت هذه القبيلة للدعوة فور سماعها لرسالة النبي الكريم وفيهم قال الأمام علي ( لو كنت خازن بباب جنة !لقلت لهمدان إدخلوا بسلام )،
ومن هناك تحرك إلىصنعاء وإلى كل المناطق في اليمن ولقى قبولاً كبيراً بين اليمنيين الذين دخلوا في دين الله أفواجاً وجماعات وحينها أرسل رسالته إلى “النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم” يخبره خبر إسلام أهل اليمن ففرح فرحاً عظيماً وخر ساجداً لله ،وبعدها وصف أهل اليمن بقوله ( آتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وآلين أفئدة ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية وأنا رجل يماني) .
وكأن هذا القول بمثابة تتويج للإيمان بالهوية اليمانية ومنحة خصها بهم دون سواهم ،وظل اليمنيون متمسكون بها غير متنكرين لها ورسخوا في عقلوهم مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحقة،
وفعلاً كان لرقة قلوب أهل اليمن ولينها دور كبير في الإسلام ونصرته ممايدل أن وصف النبي لهم بهذا الوصف كان من باب علم ودراية لما سيضيفه إنتماء أهل اليمن للدعوة الإسلامية من خير عظيم،
حيث منحتهم هذه الصفة جوانب روحية وأخلاقية تجسدت في واقع اليمنيين وهيأت هذا الشعب ليكون قريباً من الله واثقاً ومؤمناً به ومحبا لرسوله معظماً له ولصحابته الأخيار ولكل أولياء الله ،
فأكسب إنتماء اليمنيين للإسلام منذ اليوم الاول لإسلامهم تفانيهم في التحرر من التبعية والعبودية لغير الله، والالتزام الروحي والأخلاقي في الدفاع عن الإسلام والوقوف في وجه كل أعداء رسوله وآل بيته ،
ولهذا أعتبر اليمنيون أن دخولهم في الإسلام هو نعمة عظيمة منّ الله بها عليهم فعظموا يوم دخولهم فيه وأعتبروه عيداً يحتفون به ويحيونه بالذكر والتسبيح ويعطرونه بسيرة وصول الأمام علي إلى اليمن ،
وارتبطوا فيه ارتباطاً وثيقاً وكان هو مولاهم الذي والاه رسولهم العظيم ،مؤكدين في هذا هذا اليوم علىترسيخ هويتهم الإيمانية بثقافته الحقيقية ، وتجسيدها في صناعة هذا الشعب في ماضيه وحاضره ومستقبله .
إلى جاء الفكر الوهابي التكفيري بثقافات دخيله وهدامة للدين الاسلامي وجعلوا من كل من يخالف افكارهم هو الكفر المحض ومن يعظم رسول الله ويحتفي بيوم مولده هو المبتدع والمحدث في الدين ماليس منه ووجب قتله وتعزيره ومن يحتفل بالمناسبات الدينية ويعظم أولياء الله هو الخارج عن الملة الوهابية !
فجروا المساجد وأضرحة الصالحين وعمدوا على بناء مساجداً ضراراً ينفثون عبرها سموهم الوهابية الداعشية إلى عقول متبعيهم لحرف الدين الإسلامي عن مساره الصحيح، واستعباد اتباعهم بفتات أرباب المال مستغلين ظروف معيشتهم وبهم عملوا على نشر البغضاء وبشتى الطرق حاولوا سلب القلوب رقتها ولينها ورحمتها حتى يتمكنوا من النيل من الهوية الايمانية وبالتالي السيطرة على اليمن أرضاً وشعباً ،لكن وبحمد الله هم لم يتمكنوا إلا من القلوب الضعيفة إيمانها بالله والمتنكرة لفضله ونعمته فأصبحت تابعة ذليلة يجرونها إلى الكفر والتطبيع مع اليهود بسلام وبهم يقتلون أبناء شعبهم ويدمرون وطناً له تأريخه وعراقته !.
بينمافشلوا فشلاً ذريعاً من التمكن من الهوية الإيمانية المتجذرة في قلوب اليمنيين من تصدوا لكل محاولات طمس معالم هويتهم الإيمانية واستطاعوا أن يتغلبوا على خبث وخبيث هذا العالم المتساقط عليهم كالعبوس القمطرير في حرب تجمع عليهم فيها كل شذاذ الأرض، وكان الله معهم ونصرهم وأصبحوا هم من يملكون زمام هذه الحرب الظالمة والأحداث والمستجدات التي نعيشها في هذه الأيام هي خير شاهد ودليل !
وهانحن اليوم ونحن نحيا في زمن العولمة والهويات الممزقة المستبدلة بثقافات وخرافات ليست من الإسلام ولا تشابهه مازلنانحن اليمنيين متمسكون بهويتنا وبيوم حلول نعمة الله علينا وبهذا المناسبة العظيمة مازلنا نحتفل ونحدث بنعمة الله علينا مؤكدين صدق إنتماءنا للإسلام وافتخارنا بشرف هذا اليوم الذي نور الله به قلوبنا بنور الإسلام وأنار بالإسلام دروبنا وسنحتفل فيه ماحيينا ومابقينا وبقي الليل والنهار وكما تورثناه من أجدادنا الأنصار سنورثه لأجيالنا القادمة وأما من يعتبر فعلنا هذا كفراً أو بدعة فعليه أن يراجع إيمانه وهويته ويراجع تأريخ أجداده وليكف أذاه وشره عنا .