العام السادس و الترسانه الحربيه في اليمن .
إب نيوز ٢٨ فبراير
خلود_الشرفي
و مع مرور الأيام سريعا تحمل في طياتها الكثير من الأحداث الرهيبةو المفاجأت ؛ فإن مرور هذه الإيام نفسها ليس امراً عادياً بالنسبة للشعب اليمني الصامد الأبي ، نعم إن ايام اليمن ليست ايام عاديه ، و لا يجوز أن نقرنها بأيام الدول الأخرى.. بل إن الشعب اليمني نفسه ليس عاديا، و لن يكون شعباً عادياً ابداً ..
أن الشعب اليمني مختلف تمام الإختلاف ، و متميز اشد التمايز عن سائر الشعوب في كل الدول الأخرى ..
و بغضّ النظر عن الحرب و العدوان الهمجي الذي ادخل الحزن و البؤس الى كل بيت و كل حارة و كل طريق ..فإن ذلك مما عززَ قوة اليمنين، و وحدّ كلمتهم ، و جمع شملهم ؛ بعد سنوات من الشِتات والتفرقه و التمزق و الذي شحن حياتهم بها النظام السابق الخائن العميل ..
و هنا لابد أن نعرف أن من مظاهر رحمة الله سبحانه و تعالى بنا ، وعجائب قدرته أن جعل هذه الحرب رغم بشاعتها وفضاعتها، و ماخلفته من مآسي وجراح؛ لصالح الشعب اليمني اكثر مما هي عليه ، وصدق الله العظيم القائل ” و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين”
و لاشك أن ايام اليمن كلها كفاح ، كلها نضال ، جِلها جهاد و استشهاد ..معظمها فتح و انتصار، فمنذ أن بدأ هذا العدوان الغاشم على اليمن ، و الشعب اليمني يعيش ايام عاشورائية ، و ليالٍ كربلائية .. تضحية و جهاد ، صمود و انتصارات ، ملاحم اسطورية تفوق الخيال ، و يقوم لها التاريخ إجلالاً و إكباراً ،و يقف عندها الإنسان مذهولاً مدهوشاً و هو يرى معجزات عهد الرسالة ماثلة أمام عينيه ، على مرأى منه و مسمع ، و يلحظ التأييد الإلهي ، و السكينة المنزلةّ على هذا الشعب العزيز الكادح كما قال عنه السيد العظيم “الحسن نصر الله ” ..هذا الشعب العظيم الذي يقدم كل يوم فلذات اكباده ، و ثمرات فؤاده ، في سبيل الله تعالى ؛ و على مدار خمس سنوات من الحرب الضروس ، و الصمود الإسطوري ..
نعم لقد تغيرت حياة الشعب اليمني جذرياً مع هذا العدوان ، و تخالفت الموازيين ، و ظهر المستور ، و انكشفت النوايا ،واصبح الناس في امر عجيب من الغربلة الإلهية ، و التأييد الإلهي في وقت واحد ، و ظهر وبشكل واضح وجلي المؤمن والمنافق ، و المجاهد و العميل ، و الوفي و الخائن ؛ و هناك و على مدار خمس سنوات من التضحية و الفداء ، و الصمود و الإنتصارات الذي يكرمنا الله سبحانه و تعالى بها كل يوم ، و كل ساعة؛ فإن دخول العام السادس من العدوان و اليمن قد اصبح يمتلك اقوى منظومة دفاعية في العالم ، و اضخم ترسانة صمود عرفها التاريخ ؛ رغم الحرب و الحصار، وشحة الموارد، وقلة الإمكانيات، فإن هذا بحدّ ذاته يُعتبر نصراً كبيراً لليمنين ، وعاماً باليستياً جديداً مبشراً بالنصر و الفتح المبين في القريب العاجل بإذن الله تعالى ..و ماالنصر إلاّ من عندِ اللهِ.
و العاقبة للمتقين