غريبة تحت ظلال النخيل .
إب نيوز ٢٩ فبراير
عفـــاف الــــبعداني
غريبة تحت ظلال النخيل أجوب الكون فكرًا وخيالاً ويرشدني الخرير والحقل أحميه من غزو دخيل من هروب اليعسوب الكبيرحين يتخلى عن مملكته ويشرع بالرحيل، وتارة أتمرد وأركض بعيدًا ولا أرى الغديرأنتظر هطول القمر ﻷذهب معه وأطير
غريبة كجزيرة لاتحدها البحاركزهرةحنطها الدماركتفاحةمربعة نضجت في قلب المحار
غريبة كقمر يتسكع في آخر النهار كصحراء لا يعلو جبينها الغبار ككوب قهوةصابرة تحتضن ذارت الملح بوقار
غريبة كشجرة تسلقت الجبل وهي مفزوعة تخاف من فأس الحطاب ومن عود كبريت بيد طفل مازال يرى الحياة أكذوبة ، غريبة كمدينة ضائعة عاصمتها موجودة ، كفراشة ترسم البساتين وتلون الزهور وهي موجوعة
غريبة مع الفرح لايشبهني ولاأشبهه لايعرفني ولاأعرفه أعترف أنه مر بقربي يومًا ولم أكن ﻷظلمه ولكنه بات مع الجاهلين ولم أعدأذكره ولست مصرة ﻷوقفه وأسأله وأعرفه
غريبة ياأنا وأشبه عصافير الدنى أبحر في زرقة السماءوأقف على عش السحابات بعيدًا عن عواء بغيض تقلد عليّ وتمردا ، وأروم بحديث شيق مع الغروب ﻷعرف ما يعني له المساءولماذا يهرع منا صوب الانتهاء وماسرجماله العَبق في شفق السماء
والبحر الغائر تركته يصيح يهيج متلعثماً إلى الوراء وزبده يطفو على شط من اللظى فرجعت بجناح منهك ﻷعلمه أصول البقاء ومامعنى الصمت في زمن البكاء ومضيت من جديد كعابر يجتحف سنابل اﻷمس ويبحث من جديد أين حديقة الصبا هل حقاً غادرت إلى الفضاء هل حقا ذهبت مع نيزك سماوي ،
غريبة الشعور أدقق لماذا يمشي النمل بسرعة وهل عندهم تتشاجر اﻷخوة وهل الحاكم يكرر خطابات النظام لﻷفراد جمة هل يسهر الليل ليراقب القطيع عنوة ويطفئ السراج ويدعوا الله في حالك الظلمةوهل ياترى هذا هوسر نجاح المهمة؟
وتمتد حواجز أسئلتي ،بدقة ثائرلم يكترث للعناءبقي وحيدًا يجمع القطرات من أوراق الندى ويتنقل بين رحيقات حقولنا ليروي الحارس الصغير عندليبنا وحين يسألوني لماذا ؟وكيف! ومن أنا ، تعلثم الشعور ونسيت وغديت أسال نفسي بينهم فعلا ًمن أنا ؟؟
غريبة فعلاً لم أعرف حدود تفاصيلي ولم أجدني هناك ولاهنا ولازلت أبحث عني في بقاع الدنى وأرجع إلى ظلال النخيل وأسألها من أنا وهل تتشابه أسماءنا فلربما أعود وأجدني هنا.