عملية الردع الثالثة ..آخر رسائل السلام !!
إب نيوز ٢٩ فبراير
هناء الوزير
أقول لنفسي ولكم؛ نحن أهل العزة والفخر، نحن الأباة الشامخين فلنرفعِ الرؤوسَ عاليًا فقد فرضنا وبقوة معادلة فرض السلام بالقوة ومن لم يفهم لغة السلام المشرف والعادل ،سيفهم لغة سلام الأقوياء
فالحمد لله بكرةً وأصيلا…
ضربة “توازن الردع” الثالثة تأتي في إطار فرض أفضل خيارات السلام ،فما كان للعدو الغاشم أن يعي حقيقة مبادرات الأقوياء إلا بضربات قاصمة توقف إنتاج النفط السعودي ،وترفع كُلفة استمرار العدوان حتى يتجاوز مؤشر ما حققه من انجازاته أو انتصاراته الوهمية والاجرامية
ففي الوقت الذي هزت قوة الردع اليمنية المنطقة الشرقية في السعودية، بعملية هي أكبر وأهم عمليات سلاح الجو المسير منذ بدء العدوان حتى الآن، حيث اطلق سلاح الجو المسير أثنتا عشرة طائرة مسيرة طوت المسافات ، وعبرت الحدود ،وإلى جانبها صواريخ قدس المجنحة وصاروخ ذو الفقار بعيدة المدى وشديدة الانفجار، على مصفاة ومنشآت ينبع الاستراتيجية والتابعة لشركة “أرامكو” النفطية، على بعد أكثر من ألف كيلو متر من حدود المملكة مع اليمن.. عملية بلغت من الدقة والضخامة إلى حد أن النظام السعودي وجد نفسه عاجزا أمامها بشكل كامل عن أي إنكار أو تضليل،بل وانطلق يستجدي عطف الأمم المتخدة شاكيا الضربات اليمنية التي أصابته في مقتل في تهديد خطير لاقتصادها المعتمد بشكل أساسي ورئيسي على النفط الذي بات مهددا بالانهيار أكثر من أي وقت مضى ،وتعرض هيبة مملكة النفط بالتهاو ي والسقوط سريعا في وحل حماقاتها ،إذ سرعان ما تحول المصفاتان المستهدفتان إلى مسرح حرائق كبرى وانفجارات متواصلة تناولتها عدسات الكاميرا بالتوثيق من كل زاوية، وبثتها مختلف وسائل الإعلام حول العالم، حتى أن الأقمار الصناعية نفسها وثقت تصاعد الأدخنة منهما، فيما أكدت وكالات الأنباء الدولية توقف صادرات النفط السعودية، وهو الأمر الذي أوصل الرسالة الأبرز للعملية إلى السعودية ثم إلى رعاتها في الغرب بصورة واضحة ومختصرة ولا تحتاج إلى تحليل: فاستمرار العدوان يعني نهاية الاقتصاد السعودي،.وقد تصبح أرامكو -وهي عصب الاقتصاد السعودي – في عشية وضحاها إلى خبر كان، فما يحمله أبطال الجيش واللجان في جعبتهم من مفاجأت نوعية كفيل بأن تثبت مرحلة توازن الردع ،وفرض خيارات أكثر قوة وأشد إيلاما للعدو
فحين أطلقت القوات المسلحة على العملية اسم “عملية توازن الردع الثانية” لتؤكد على استمرار مرحلة التصعيد العسكري الجديدة التي تم تدشينها قبل أقل من شهر واحد بعملية “توازن الردع الأولى” التي استهدفت حقل “الشيبة” النفطي بنفس العدد من الطائرات المسيرة، وبعد هاتين العمليتين أكبر وأوسع عمليتين لسلاح الجو المسير منذ بدء العدوان وحتى الآن.
وهكذا تأتي ضربات عملية توازان الردع الأولى التي استهدفت مصفاتي “بقيق” و “خريص” وانتاج 8 ملايين برميل يوميا
ثم عملية توازن الردع الثانية التي حملت رسالة شديدة الوقع من حيث نوعية أهدافها، فمصفاة “بقيق” النفطية تعتبر واحدة من أبرز وأهم منشآت شركة أرامكو في السعودية، يتم فيها معالجة 70% من إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية، وتضم أكبر معمل لتركيز الزيت ينتج يوميا أكثر من 7 ملايين برميل يوميا.
أما مصفاة “خريص” فتنتج يوميا أكثر من مليون ومائتي برميل من الزيت يوميا، وهي تقع إلى جوار حقل الغوار النفطي المعروف كأكبر حقل في العالم.
ثم عملية الردع الثالثة التي استهدفت مصافي النفط في ينبع كآخر رسالة من رسائل السلام المشرف
وفقا لذلك، فإن هذه العمليات تعد نوعية وفعالة وقادرة على شل قدرة السعودية على إنتاج ثمانية ملايين برميل يوميا، بحسب المعلومات المثبتة، وبحسب ما ذكّرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمر الذي يوضح أن عمليات “توازن الردع” لم تعد مجرد تهديدات بإضعاف الاقتصاد السعودي، وإنما خطة مدروسة وناجحة لتدميره تماما، وهو ما يعني ارتفاع كلفة العدوان إلى حدود تجعل استمرار السعودية فيه أمرا انتحاريا يهدد وجودها تماما.
وفي هذا السياق أيضا، وبحسب الأرقام السابقة، فإنه من الواضح أن القدرة الإنتاجية التي استهدفتها عمليات الردع الثلاث تعادل أكثر من ستة أضعاف القدرة الانتاجية لحقل الشيبة الذي استهدفته العملية “الأولى”، وهو ما يجعل عملية الردع الثانية هي “الأكبر” عمليا ونوعيا ، لتأتي عملية الردع الثالثة التي طال انتظارها وقلوب اليمنيين تتحرق شوقا لضربات تقصم ظهر الطغيان السعودي المستكبر ويشير إلى نقطة بالغة الأهمية هي تصاعد أثر هجمات التصعيد اليمني، بمعنى أن العملية الثالثة ستكون أكثر تأثيرا، وهو ما يجعل فحوى الرسائل الاقتصادية لمعادلة “توازن الردع” أوضح أمام السعودية والولايات المتحدة (المستفيد الأكبر من النفط السعودي) في حال واصلتا الاستمرار في العدوان.
لتأتي عملية الردع الثالثة لكسر عنجهية وصلف العدوان بعد مرحلة من التهدئة وتقديم المبادرات لدعم السلام ،واصرار العدوان على التمادي في نهج الطغيان والاستهداف
ونحن بالله أقوى ونحن في خطه وبه أعز وأعلى
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) سورة محمد 35]
فالله يدعونا أن لا ندعوا للسلام بل علينا أن نفرض خيارات الأقوياء الأعلون