العدو يستخدم الاشاعات والحرب النفسية في المعركة .
إب نيوز ٧ مارس
بقلم / رشدي عبدالرحمن
كان ولا زال للإشاعة دور كبير في خلق بيئة من الفوضى في المجتمعات سواء بالسلم أو الحرب .
حيث وتعمل الإشاعة وخاصة في وقت الصراعات بين الدول سواء كانت صراعات عسكرية (الحروب) أو سياسية على النيل من الروح المعنوية والتشكيك في مصداقية الدول وأخبار سير المعارك في وقت ماكان هناك حرب وتعمل على التقليل من الاستعداد النفسي للحرب ومواجهتها بصمود ، وإضعاف روح الإصرار والتصميم والعزم والإرادة، من خلال خلق القصص وتزييف الأنباء وتحريفها ، والمبالغة في سرْد الحقائق وتجسيمها، واستغلال الأحداث الجارية والأمور العارضة، واستغلال الدوافع والقيم الإنسانية، واستخدام عقائد الجماعة ومُثلها وقيمها وتراثها .
وتعمل الإشاعة على نشر الأخبار بطريقة مستمرة لمساعدة السياسة الخارجية على تحقيق أهدافها وخاصة إذا ماامتلك الطرف الأخر إعلام قوي توظفه لمثل هكذا افعال ، ولرفع سمعة الدولة ومكانتها والحصول على تعاطف الدول وتأييدها، وللحصول على المعونات الاقتصادية والتبادل التجاري والاتصالات الودية وتبادل الزيارات والمبادرات الرياضية .
أيضاً تقوم بحرب نفسية ضد جيوش العدو وقواعده في ميدان القتال وفي قواعده ومعسكراته، وضد المدنيين الذين يعيشون في مناطق القتال .
وتعتبر الحرب النفسية والإشاعة أكثر خطورة من الحرب الفعلية، لأنها تستخدم أساليب متعدّدة، وتستهدف التأثيرعلى أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم، وتتسلل الحرب النفسية إلى النفس دون علم الشخص، وهي تتصف بالديمومة لأنها تمارس في أوقات السلم والحرب .
الحرب النفسية إذاً هي جزء من الحرب العسكرية وتستخدم قبل المواجهة العسكرية الفعلية وأثناءها، وبعدها لخدمة اطراف معينة في كل مرحلة لها أهدافها ومآربها ، وتصب في محصلتها في بوتقة النصر وتحقيق الهزيمة للعدو.
فالإشاعة تستخدم قبل الحرب للتمهيد لها وتهيئة الأجواء وإرهاب الخصم، جيشاً وشعبا،ً وأثناءها للتأثير على مجريات سير المعركة وإضعاف قدرة العدو على مواصلتها والتأثير سلباً على معنويات جنوده؛ وتتواصل لما بعدها للحفاظ على المكاسب وثني العدو عن التفكير في مواجهة جديدة.
وإذا كانت للحرب العسكرية قواعد وأسس تحكمها، فإن الحرب النفسية لا تخضع لقوانين أوتقاليد حربية معينة، ونتائجها غير مباشرة، ويصعب تقديرها بلغة الكم .
وفي هذا النوع من الحرب يختفي الأعداء وراء الدين والصحافة والإذاعة والأحداث والجواسيس من تتخذهم سلاحاً لإحداث فوضى تؤدي لموجة غضب في اوساط الناس ضد حكوماتهم وقاداتهم و لإحداث تغيير نفسي لدى الأعداء وتعديل آرائهم وأفكارهم، والمبالغة في سرد الحقائق واستغلال ، ونشر أخبار مضللة لخداع العدو وبث الدعاية السرية .
وتهدف الإشاعة إلى إشاعة الفرقة والانقسام وزيادة الهوة بين الجماهير وقيادتها وطلائعها وحلفائها، وكذلك بين الجنود والقادة وبين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب، واستنفاذ الطاقات في حل الخصومات والصراعات الداخلية، وكذلك إضعاف إيمان الجماهير بقضيتها وأفكارها ومبادئها، وإضعاف الثقة بالنفس وزعزعة الأمل في النصر وكثيراً من ينتصرون فيها إذا لم يكن هناك وعي بين أوساط المجتمع من شأنه أن يزيد الثقة بين الشعوب وحكامهم وقدرات جيوشهم .