ماذا بعد مكة ؟!
إب نيوز ٧ مارس
أميرة السلطان
جرت سُنة الله سبحانه وتعالى في الحياة أن يصطفي من بين مساجد الأرض مكة البيت الحرام لتكون قِبلة تهوي إليها الأرواح وطمأنينة لتلك النفوس وراحة لأجساد قد أرهقتها الحياة ومشاكلها .
فكانت هي المحطة التي يرمي بها الإنسان همومة وذنوبه ليعيش فيها معنى العشق الإلهي .
فأمر الله إبراهيم برفع قواعده وإرساء دعائمه من جديد وبعد أن أكمل إبراهيم عليه السلام الأمر الإلهي رفع يده إلى السماء قائلا {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}
فكان هذا البلد أمنا بدعوة من إبراهيم الخليل عليه السلام .
فكانت هي المكان الأقدس في العالم ، يأتي إليها الناس من كل حدبٍ وصوب، فكانت زيارة هذا المكان المقدس هي هدف كل إنسان غنيه وفقيرة ، كبيرة وصغيرة ، حتى أصبح الناس لا يتفاخرون إلا بزيارته ، ولا ترتاح الأنفس إلا إذا أطلق عليهم لقب ( حج) .
ما فعله آل سعود يوم أمس من إغلاق للحرم المكي يعد جريمةٌ كبيرة في حق الإسلام والمسلمين ، وبأي حق قاموا بذلك ?!
إذا كان آل سعود فعلاً خائفون على الناس وعلى ارواحهم من مكة لكي لا تنتقل العدوى فلماذا لا يغلقون الجامعات والمدارس ?!
لماذا لا يغلقون المراقص وصالات القمار ?!
لماذا لا يغلقون النوادي والكافيهات ?!
تساؤلات كثيرة ، لماذا ?! ولماذا ?!
ماذا بعد مكة يا عرب ?!
وما هو الحدث الذي تنتظرون لكي يُحرك لديكم الغيرةَ والحمية على مقدساتكم ?!
بالأمس القريب كان بيع القدس ولم يَحرك هذا الحدث لديكم أي مشاعر ! وهي القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ?!
وقَبلهُ زيارةٌ للمسجد النبوي من قِبل مسخ يهودي ! وكسابقه لم يحرك هذا الأمر لديكم أي موقف !!
واليوم مكة تغلق !?
الحرم المكي تُغلق أبوابه والتي ظلت لأعوام عديدة وسنين مديدة مشرعةً لكل زائرٍ ولكل محب .
ماذا بعد مكه ?!
لماذا أصبحت أمة الإسلام هكذا ? لماذا الذل ودينكم يرفض الذل ?
لماذا الخنوع والاستكانة ودينكم يمقتهما ?!
هل أنتم فعلا أمة تنتمون إلى الإسلام أم أصبحتم تحملونه اسماً أما قيما ومبادئا فقد ماتت?!
لا تنتظروا بعد هذا الحدث أن يعزكم الله أو يكرمكم أو يرفع من شأنكم لأن الله العزيز لا يمنح عزته إلا لأناس أعزاء، ورب العرش قوي متين ولا يمنح تلك القوة لضعيف .
اتتظروا بعد هذا الحدث الذل والهوان والدوس بالأقدام من قبل عدو لن يرقب فيكم إلا ولا ذمة
#مكة_ليست_ملكاً_لآل _سعود
#اتحاد_كاتبات_اليمن