تلوح لك اﻷيادي وينادي لك ودادي ياعامنا اﻷول .
إب نيوز ٧ مارس
*عــــــفاف البعــــداني
كان رفيق القمر ، واﻵن هو بطل الشمس ، كان شعار اﻷمس واليوم هو قصيدة العام ، كان قرية الحدث واليوم هو مدينة الحقيقة ، إنه الصرح الذي علم أبجديتنا كيف تستقيم وعلم أرواحنا كيف تنفض الغبار من على سطوح الوطن ، علمنا أن القضية الوطنية هي العمود الذي تستند عليه شرائع الحياة ، علمنا أن العروبة التي ليس لها صوت وليس لها ثائرين هي مقبرة على قيد الحياة فالحق إن علا صوته والتوحد الذي تزاحم بوحه كفيل بأن يغير العالم بحذافيره إن صدق.
دخلنا فيه ونحن صغارا واليوم ونحن برفقته صرنا كبارا ، وحقيقةً أنا لم أكن أظن يومــــا أن مكنونات نفسي ستبوح للعالم وأن هناك من سيوصلها من نافذة إعلامية واسعة لم أظن أن هناك من سيسمعها فالعالم تارة مضتج ونصفه محتج ،
كنت أكتب حروفي وأرصها أوراق متراكمة تحت القانون العام” الذي يخبرني كل يوم عليك أن تقيمِ في كهف منسي وكوخ حجري لايعرف طريقه أحدولا يقرأه سوى دخان الحطب” .
كنت أعتقد أن الرفيف الصغير واﻷوراق البالية وحدهم من يعتنقوا بوحي بصدق ، كانت تنام سطوري طويلاً وتبحث عن النجاة في ذاكرتي المنعزلة وتختنق اﻷنفاس وحدها دون أن تستدعي طبيب الحروف ليصحح علتها فهي تظن أن الطبيب سيهزأ بها حين يرى تعبيرها السيء وحين تخبره أنها تريد أن تصبح كاتبة دهرها ومحللة عصرها سيبادر بالقهقهة.
وفي الزمن المتوسط كنت أرى كتاباتي بخط وضيع أخطاءها متراكمة شذوذها متزاحمة ألوانها قاتمة سدودها عاطشة حدائقها من الربيع هاربة واﻵن أراها بحلة جديدة مغايرة أراها تجوب اﻷرض سعيًا علها تنقض قلب مكسور وترجع أوطان ضائعة وتهدي أرواح شاردة وتصوغ حروف من بعض اﻷدبيات الطالعة.
و اﻵن وبالتحديد رأيت حروفي تطير ألقاً وأقل خطأ تحلق وعشقها يكبرفي الدقيقة ألف عام للسماء والفضاء الواسعتان ،وهذا كله ليس من صنيع نفسي بل بفضل الله وبفضل أولئك الشموع اﻵمعة في اتحاد كاتبات اليمن من إداريين ، و مشرفين ، وأعضاء تلك الشموع التي لم تدعني أقاسم نفسي وطأة اليل بل أشعلت شموعي الطافئة ، تلك التي تابعتني في كل ما أكتب وشجعتني وأسمتني أديبة وأنا مازلت على كف كتابي هزيلة.
هي من جبرت بخاطرنا بعظيم بوحها وصدقها تلك التي انتقدتنا و ساندتنا وحذرتنا وخافت علينا من رياح الشرق ،وعلقت لحروفنا وفهمت شعورنا ورصدت سطورنا بعين المطالعة .
تلك اﻷنامل التي صححت اﻷخطاء وأنحنى وتكسد ظهرها ، وقررت أن تقيم لنا دورة كي نفرق بين الظاء والضاد والهاء والتاء والفاصلة والهجاء وفعلا خرجنا بوتيرة عالية من الفائدة.
فلقد علمتنا أن النص الذي تحتشد اﻷخطاء اﻹملائية فيه يعد ضعفًا لصاحبه ولو بلغ قوة المقال مافاق التصور والخيال .
تلك العيون الساهرة والقلوب الحانية والنفوس التي تعبت في نشر الحروف بجهاد رتيب فطار نومها ولم يعد الوقت يهمها إن أخذ من يومها هي تريد أن ترى وطنها باسما وأهله في ضفة اﻷحرار .
وها أنا أكتب بخط ملؤه العرفان والتقدير والشكر ، أكتب لكم أيها الصرح الرائع في الساعة١١ ليلاً وعيني لم تعد ترى اليل ليلاً هي ترى اليل صبحًا جميلا متلألئ وسينام بسرعة حتى لايعتقد أن هذا الحدث مجرد حلم ولم يتحقق بل هو واقع وسنظل نحلم ونشرد وسترونا هناك حيث القمم العالية والروابي الراسية نبحث عن الوطن بين أفواه الغابات المحترقة ورغم الطرقات المتشققة وسنقف في أعلى قمة في تضاريس العالم لنوازي هذا الصرح الكتابي ونصدح بأعلى أصواتنا ستطيب حروفنا معك أيها الصرح الجميل وتستمر الحكاية مع قضية وطن ومن عام إلى أعوام.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
#ممنونة وبشدة لدعمكم الكبير.
#الذكري_اﻷولى_السنوية_لاتحاد_كاتبات_اليمن .