وليد الكعبة .
إب نيوز ٨ مارس
أم الصادق الشريف
أقل واجب على كل كاتب وكاتبة أن يكتب عن ذلك الرجل الذي يمثل تاريخاً مشرقاً ومشرفاً لكل مسلم بل ولكل إنسان فهو كما وصف بأنه صوت العدالة الإنسانية..
كل من قرأ التاريخ فقد قرأ التمهيد للنبوة منذ أن كانوا في أصلاب الإباء كالطهارة والاصطفاء …إلخ
فكذلك الإمامة وولاية الأمر كل من قرأ التاريخ فقد رأى كيف كان التمهيد لها…
وهنا نذكر مختصراً من التمهيد الإلهي لولاية أمر الأمة الإسلامية:
*ولادته*
لم تكن ولادة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) كبقية البشر، وذلك أنه عليه السلام ذهبت به أمه فاطمة بنت أسد مربية رسول الله وكفلته بعد أمه آمنة عليهما السلام، فبإلهام رباني توجهت للكعبة فانشقت وانفتحت لها فدخلتها وولدت ابنها علي داخلها، وهذا الحدث التاريخي الذي لو حصل لأحد غيره لملأ كتب التاريخ الأموي والعباسي والوهابي والعفاشي …
حدث ذكرته مصادر ماتسمى الصحاح والمسانيد المعتبرة عند اخوتنا من أهل السنة بشكل موجز وعابر إلا انه كاف من مثل هذه المصادر، إضافة إلى اجماع الشيعة، وهذه ميزة تستوجب الإنصاف في حق سيد الأوصياء …
*تربيته*
ذكرت كتب التاريخ أن خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد(صلوات الله عليه وآله) أخذ عليا عنده ورباه وسقاه العلم والفهم والعصمة منذ طفولته حتى أنه يذهب يتعبد معه في غار حراء حتى نزل الوحي …إلخ.
واشتهر عنه بأنه لم يسجد لصنم كغيره، ولهذا امتاز ب:”كرم الله وجهه”، وهذه ميزة امتاز بها عن غيره من الصحابة, فأن كانت الصحبة تعد فضيلة فأي صحبة غيرهاأكثر من صحبة من الطفولة إلى خطبة غدير خم والى تكفين ودفن سيد البشر وهو يرتقي به أمام كل من سمع ورأى والمنصف يتأمل …
*زوجته*
زوجته هي سيدة نساء العالمين خطبها كل كبار الصحابة وردهم أبيها سيد الرسل بأنه لا يسبق ربه في أي أمر حتى جاء الأمر: أن كفوء فاطمة هو علي(سلام الله عليهما).
وفاطمة الزهراء لا ينكر فضلها مسلم والاقتران بها شرف لا يعادله أي شرف بالدنيا، وهذا الشرف كان نصيب ابن عمها علي بن ابي طالب بأمر إلاهي وتبريك نبوي….
*ابناؤه*
باجماع المسلمين أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما في أية المباهلة هم أبناء النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي أية التطهير مطهرين من الرجس تطهيرا …
وهما الكوثر ومنهما الذرية الكثيرة المباركة وشانئ جدهما كان هو الأبتر…
فمن زوجته سيدة نساء العالمين وأبنائه سيدا شباب أهل الجنة فمن ذا الذي ينافسه مقام ولاية أمر الأمة بغض النظر عن حادثة غدير خم…إلخ
*شجاعته*
اشتهر أنه(عليه السلام) حامل راية الإسلام ضد الشرك، ولهذا نجد احفاد أبو سفيان قائد الشرك حاقدين عليه وعلى اتباعه…
ونذكر هنا من شجاعته فقط ضربته عمر بن عبد ود العامري الذي ارتجز هل من مبارز ولم يجبه غير علي رغم صغر سنه، ووصف من لاينطق عن الهواء ضربته عمر بأنها تعادل عبادة الثقلين الى يوم القيامة…
وفي معركة خيبر التي بالاجماع ان من لا ينطق عن الهوى قال حينها بعد انهزام كل الحاضرين قال صلوات الله عليه وآله حديث لو قيل في غيره لاصبح حيثما وصل تراب نعليه مزارا:
(لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه).
وبالفعل فتح حصن خيبر على يديه، ولهذا اليهود يبذلون أقصى الجهود ضد شيعته في كل عصر لان الفتح لن يكون إلا على أيديهم وهذا ما أثبته الامام الخميني وحزب الله وأنصار الله ومن كذب فاليطلع…
*علمه*
اشتهر علم الإمام علي(عليه السلام) حتى أنها روت الصحاح حديث عمر لما قال: لولا علي لهلك عمر.
وفي حديث متواتر قال رسول الله(صلوات الله عليه وآله):’انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فاليأت مع الباب”….
*عبادته*
اشتهر عن علي خشوعة وتذلله بين يدي خالقه حتى أنه إذا أرادوا إخراج السهم من جسده الطاهر فيكون حال صلاته لانه لا يشعر بالألم عند مناجاة رب العالمين ..
بل ابن ملجم عليه اللعنة لم يجروء على قتله إلا وهو في حال مناجانته لله رب العالمين أثناء صلاته…
*شهادته*
حتى شهادته كانت مميزة بأنها في محراب المسجد، في أطهر بقعة، وفي أفضل حال، ووصف من لا ينطق عن الهوى أن قاتله أشقاء الأولين والاخرين، لانه خسر الأمة رجلا كعلي(عليه السلام) …
هذا مختصر عن فضائل امتاز بها عن بقية الصحابة لولم يكن منها إلا واحدة لجعلته الأفضل والأولى بولاية أمر الأمة …
واختم بما يربطنا به في ميدان المواجهة مع أعدائنا
فأقول:
إن ولاية وليد الكعبة هي سر الغلبة، هي سر الانتصار هي سر عدم الخنوع والانبطاح لمن ضربت عليهم الذلة والمسكنة..
وانصح اخوتنا في سوريا الحبيبة قيادة وشعبا بإعلان ولايته رسمياً ويكون شعارهم “لبيك يا علي”، وان يرفعوا رسميا وبلا خوف ولا خجل من رفع يده خاتم الانبياء في غدير خم، فلو كانوا رافعين عليا لما استمر العدوان على سوريا تسع سنوات ولما احتاجوا روسيا ولا غيرها…
كذلك انصح بها اخوتنا الفلسطينين فلو أعلنوا ولاية من قال الله فيه:
(….إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله الغالبون).
هذه الآيات وماقبلها تتحدث عن الجهاد وربطه بالولاية… ٱيات تنهى عن ولاية اليهود والذين اشركوا… وتأمر بولاية من ولايته سر الغلبة…
الله لم يخلق الناس ويتركهم دون دليل لحياتهم وعندما يقول أصدق القائلين:”وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.
جعل لهذا النصر شروط ولم يتركها سراً بل أخبرهم بها، وبين صفات المنافقين الذين لا ينالون نصر الله وأمده بأنهم الذين يبتغون العزة من أعدائه… وكما قال لمن قبلهم لاتشربوا من هذا الماء وهم عطاشاء، وهو ارحم الراحمين، وقال لآخرين لا تصطادوا السمك في يوم معلوم ويكثر فيه السمك وهو الحكيم العظيم…
فالقرٱن الكريم لا يذكر القصص للتسلية إنما لأجل العضة والعبرة…هذا الاختبار الإلهي للتمحيص، لتمييز الخبيث من الطيب، لتمييز من لا يكن كابليس الذي عبدالله سته الف سنة وخسرها وخسر الدنيا والآخرة كبراً أن يسجد لمخلوق يظن نفسه خير منه…
وهكذا هم ٱل محمد لتمييز المؤمنين الطائعين بلا شروط…