حان وقت وقف الحرب العبثية وتحقيق السلام العادل والمشرف للجميع .
Share
إب نيوز ٩ مارس
م. هشام شرف
من ينظر مليا في تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية والميدانية في اليمن خلال الشهرين الماضيين من العام 2020 ، وبعد مرور خمس سنوات من العدوان العسكري السعودي الغاشم والظالم على بلادنا اليمن ونتائج الحصار الجائر اللذي اودى بحياة عشرات الالاف من ابناء شعبنا اليمني الحر مسببا كارثة انسانية لم يشهدها العالم ،،يدرك بما لا يدع مجالا للشك زيف ادعاءات السعودية بشأن دعم استعادة الشرعية في اليمن، وهو المبرر المعلن الذي شن تحالف السعودية على اساسه حربه العدوانية على الشعب اليمني ،وحرمه من حقه في العيش الطبيعي الكريم كغيره من الشعوب ودمر مقدراته والبنية التحتية وخلق حالة الصراعات المحلية والاقتتال الداخلي. اهداف السعودية جارة الجمهورية اليمنية معروفة مسبقا وعلى رأسها اضعاف هذا البلد ذي الكثافة السكانية العالية بجانب الحد من قدراته في مجالات حيوية عده يأتي في مقدمتها الجانب العسكري ، وبالتالي فالمعلن هو مبرر واه يتحدث عن إعادة شرعية هلامية لا وجود لها على أرض الواقع وانما استخدمت شماعة لشن الحرب امام مجتمع المصالح الدولي. فتلك الشرعية ليست سوى تجمع مصالح لمسؤولين سابقين تقودهم منافع سلطة ومصالح ضيقة هم ومن يرتبطون بدوائرهم وحلقاتهم ومن غرروا بهم ، وهم حاليا بعيدون كل البعد عن المسرح السياسي الوطني منذ سنوات عديدة قضاها رواد المصالح اولئك في ارض الله الواسعة يحرضون على ضرب اليمن وشعبه وتحقيق مصالحهم الماليه والجري وراء سراب العودة على الدبابات السعودية.
ومع اخذ التطورات الميدانية اللتي اشرنا اليها بعين الاعتبار ،نوجه الدعوة لمجلس الامن الدولي والخمسة الكبار على وجه الخصوص لإعادة دراسة مستجدات الواقع في اليمن بجدية وعناية, والبدء بالتفكير برعاية مرحلة جديدة من الإجراءات والترتيبات والتي من شأنها دعم وتحقيق وقف شامل وملزم لاطلاق النار يشمل طيران العدوان وطلعاته الجوية بموازاة رفع للحصار القائم وفتح كافة المعابر البريه والبحرية والجوية باتجاه خلق بيئة فعلية وحقيقية لمشاورات سياسية هدفها إحلال السلام العادل والمستدام، وعبر مسارات واضحة المعالم ترعى المصالحة الداخلية بين كل الفرقاء وأطراف الصراع في اليمن وتحقق لم الشمل اليمني، ووقف التدخلات الخارجية المتهورة اللامسؤولة ومحاولة جر اليمن إلى حروب بالوكالة من شأنها إبقاء وضع الحرب واللاسلم على ماهو عليه لسنوات قادمة دون تحقيق أي اختراقات ترفع المعاناة التي يعيشها اليمن وشعبه منذ خمس سنوات .
ندعو نظامي السعودية والإمارات إلى سحب اي تواجد لقواتها ومعداتها العسكرية اللتي تغذي استمرار الحرب العبثية، ووقف دعمها لدعاة استمرار العدوان في الداخل والنظر بعقلانية وحكمة لتطورات الوضع الميداني واتخاذ قرار شجاع بالجلوس مع سلطات صنعاء لبحث الترتيبات الخاصة بإنهاء تدخلها في اليمن تحت أي مبرر أو هاجس يخصها أو بسبب مطالب جماعات انتهازية تدعي تبعيتها للنظامين والتي لا يهمها إلا استمرار مصالحها دون أدنى اعتبار لمصلحة الملايين من اليمنيين ولمصلحة تأسيس علاقات حسن جوار وأخوة مع شعبي السعودية والإمارات.
نؤكد للاخوة في الرياض وابوظبي ، أن الوقت قد حان لصنع السلام داخلي فيما بين اليمنيين، وبين اليمن والسعودية والإمارات ، واذكر هنا ان صنعاء شكلت مؤخرا فريقا وطنيا مسؤولا يعنى بمصالحة داخلية شاملة ويعمل باتجاه جمع الشمل اليمني، جنبا إلى جنب مع الدعوة التي أطلقتها صنعاء في 21 سبتمبر 2019م للسلام مع السعودية بوقف اي ضربات حربية وذلك للجلوس لصنع التهدئة والتمهيد لحالة سلام مع الطرف السعودي، وفي العلن أمام العالم وليس خلف الكواليس وجو الاشاعات والتكهنات كما حدث في أوقات سابقه .
ستكون هناك بعض الاصوات النشاز من قبل البعض ممن يدعون ملاصقة الشرعية الهلامية لمصالح الاشقاء، وستحاول حث الرياض و أبو ظبي لبدء مرحلة جديدة من الحرب العبثية في اليمن وبهدف
حصولها على مزيد من المال والسلاح متحججة بمقاومة التمدد الإيراني في اليمن، وهذا متوقع من البعض ممن اعتادوا الاغتراب السياسي المصلحي والايدولوجي العدواني تجاه اليمن وشعبه، وهنا انصح الاخوة قيادتي البلدين بوضع مصالح بلديهما وشعبيهما في المقام الاول وعدم الإصغاء لمجموعة الانتهازيين ،هواة الحروب اللامنتهية والعبثية ، والذين لاوجود لهم إلا في الفنادق وسفاراتنا المشلولة في عواصم العديد من الدول، ولا يهم تلك المجموعات سوى استمرار إشعال الحرب في اليمن والمزيد من الضحايا وخلق عدم الاستقرار واستنزاف الجيران لتحقيق أوهام لاوجود لها إلا في مخيلاتهم.
نؤكد للاخوة في الرياض وابوظبي أن اليمن وشعبه لايطمح لخلق أي عداوات أو أحقاد مع أشقائه ، كما ولا يشكل خطرا على المنطقة أو الإقليم أو العالم، وأن شؤون إدارة وحكم اليمن تعود لخيارات شعبه ومؤسساته وقواه السياسية وبرلمانه والذي سيختاره اليمنيون بكل حرية وأمام العالم وصولا لعملية سياسية ديمقراطية تجسد مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه لتحقيق أهداف تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية وعودة الحياة المدنية إلى أوضاعها الطبيعية أسوة بشعوب المنطقة .
وختاما ندعو قادة دولتي تحالف الحرب على اليمن لاتخاذ خطوات شجاعة ومسؤولة تؤدي إلى خلق واقع سلام وحسن جوار وضمانات عدم إعتداء ، مع إدراك حقيقة أن اليمن بلد شقيق مستقل ذي سيادة ولايُعادي أحد ولا يحارب بالوكالة عن أحد، ولاضير في الجلوس إلى طاولة واحدة مع أشقائكم في اليمن لصنع حالة سلام داخلي وإقليمي ووضع كل ترتيباته عبر الدول ذات الشأن بالسلام في هذا الجزء من العالم وبرعاية المجتمع الدولي، وبحيث تتمثل أولى الخطوات لبناء الثقة في الوصول للسلام بوقف الحرب العبثية ورفع الحصار ووقف دعم أي من الجماعات السياسية والمسلحة اللتي تعيش خارج نطاق التغطية اليمنية والتي تدعي شرعيتها من خارج الحدود وهي عن الشرعية أبعد ما يكون.