الأَسْـوَاقُ المحلية تودّع الركود والمستهلك يقابلُ قساوة الظروف بالتقشف الاجباري.
إب نيوز 5 يونيو
للعام الثاني على التوالي يستقبلُ الشَّـعْـبُ الـيَـمَـنيُّ شهرَ رَمْـضَـانَ الكريم في ظلّ حصارٍ خانق وعُـدْوَان سافر إلّا أنه صلف العدو لم يفقد الـيَـمَـني فرحتَه بشهر الخير والرحمة والغفران ولم يثنِه عن استقبال الشهر الكريم وفق العادات والتقاليد الاستهلاكية الموسمية رغم الظروف الاقْتصَـادية والمعيشية إلَـى التفاصيل:
شهدت أَسْـوَاق العاصمة صنعاء حراكاً تجارياً غاضب خلال اليومين الماضين هو الأول منذ بدأ العُـدْوَان، وعلى غير ما كان يتوقعهُ العدو وأَدَوَاته والطابور الخامس من المغالين والمتلاعبين والمضاربين بالأَسْعَـار، فقدت بدت الأَسْعَـار مناسبة رغم وجود بعض ارتفاعات في أَسْعَـار عددٍ من المواد التي لا تشكل أَهميّة استهلاكية طيلة العام وحتى في شهر رَمْـضَـانَ المبارك.
“صدى المسيرة” وخلال جولة ميدانية للأَسْـوَاق المحلية في العاصمة صنعاء وجدت تزايدَ الاقبال على الأَسْـوَاق الحديثة، في حين حافظت الأَسْـوَاق القديمة على ألقها وخصوصيتها إلّا أن الأَسْـوَاق الحديثة بدت أقل استغلالاً للمستهلك وأَكْثَر حماسةً لاستقطاب المستهلكين، ومن خلال الجولة الميدانية لوحظ تداعيات العُـدْوَان والحصار على قدرات المستهلك الـيَـمَـني، حيث تباينت متطلبات المستهلكين بين المواد الأَسَــاسية والقليل من المواد الكمالية والموسمية التي تستهلك خلال شهر رَمْـضَـانَ الكريم، كما لوحظ مدى تراجع المعروض من المنتجات المحلية أَمَـام المنتجات الأجنبية المتواجدة في السوق المحلي بسبب التدمير الممنهج للمصانع الانتاجية الـيَـمَـنية وتوقف الآلاف من المعامل والمصانع الخفيفة جراء الحصار، مما أَدَّى إلَـى تراجع المنتج المحلي في السوق المحلي أَمَـام المنتجات الأجنبية التي كادت تسيطر على الأَسْـوَاق المحلية.
الثقافة الاستهلاكية التي انعدمت طيلة السنوات الماضية كانت حاضرةً لدى المستهلك الـيَـمَـني الذي أكّد أنه يعيشُ في حالة تقشف اجباري جراء تراجع مستويات الدخل وفقدان الملايين من الـيَـمَـنيين أَعْمَـالهم جراء العُـدْوَان والحصار، وهو ما انعكس سلباً على الأَوْضَـاع المعيشية للمواطن الـيَـمَـني، وأجبره على التخلي عن عدد من السلع والمنتجات الكمالية مقابل توفير السلع الأَسَــاسية التي لا يمكن العيش بدونها.
الاقبالُ عن احتياجات شهر رَمْـضَـانَ من السلع والمنتجات في السوق المحلي من قبل المستهلك أخذ العام الجاري طابعاً خاصاً، حيث وضع المستهلك أَكْثَرَ من اعتبار في حال شراء كميات كبيرة من المنتجات والسلع في ظلّ تواصُل انعدام الكهرباء والذي يؤدّي في العادة إلَـى ارتفاع الفاقد في الطعام في ظلّ وجود الآلاف من المواطنين الذين باتوا بأمسّ الحاجة إلَـى المساعدة والعون.
ومن خلال الجولة الميدانية لوحظ تنامي مخاوف المستهلكين من ارتفاعات أُخْـرَى في أَسْعَـار الغاز المنزلي والمشتقات النفطية في ظلّ وقوف العُـدْوَان وأَدَوَاته، أكان من خلال احتجاز شحنات الوقود التابعة للقطاع الخاص بحراً أَوْ القرصنة البرية التي يقوم بها أَدَوَات العُـدْوَان ومرتزقته في محافظة مأرب والذين تعمدوا منذ أَيَّـام قطع الطريق أَمَـام امدادات الوقود والغاز، في محاولة منهم افتعال أَزْمَـة مشتقات نفطية وغاز منزلي لأغْرَاض سياسية رخيصة.
وفي إطار استقبال الشهر الكريم استعد الآلاف من العاملين في صناعة المأكولات الخفيفة والحلويات التي يتصاعد مستوى الاقبال عليها خلال شهر رَمْـضَـانَ المبارك من كُلّ عام والتي توفر الآلاف من فرص العمل للعاطلين عن العمل، حيث اتجه الآلاف نحو صناعة رقائق السنبوسة، التي تستهلكُ بكميات تجارية خلال شهر رَمْـضَـانَ.
وخلال الجولة الميدانية إلَـى عدد من شوارع العاصمة، فإن “صدى المسيرة” شاهدت مدى الحراك التجاري الذي تزامن مع دخول شهر رَمْـضَـانَ، خُصُوْصاً في صناعة الأغذية كالسنبوسة التي تتطلب عشرة عمال في كُلّ معمل من معامل صناعتها المؤقتة، بالإضافة إلَـى أن هناك من يعمل على بيع السنبوسة جاهزةً في الأَسْـوَاق العامة، بالإضافة إلَـى الحلويات الشَّـعْـبية التي يرتبط استهلاكها بكثافة خلال شهر رَمْـضَـانَ، وكذلك امتهان الآلاف من الأسر لبيع خبز اللحوح في رَمْـضَـانَ؛ نظراً لارتفاع الطلب عليه، وهو ما يوفر فرص عمل كبيرة. وبالنسبة للمحلات التجارية جُملةً وتجزئة فإنها خلال شهر رَمْـضَـانَ تكثّف عمالها استعداداً لارتفاع الطلب خلال رَمْـضَـانَ.
فشهر رَمْـضَـانَ في الـيَـمَـن يتحوَّلُ كالعادة إلَـى موسمٍ تجاري واستهلاكي تودّع خلاله الأَسْـوَاق حالة الركود التجاري وتنتعش الحركة التجارية والاقْتصَـادية طيلة أَيَّـام وليالي الشهر الكريم.
وكما احتفت الأَسْـوَاق والمستهلك الـيَـمَـني بقدوم شهر رَمْـضَـانَ الكريم شدّدت اللجنة الثورية العليا بإشراف رئيسها محمد على الحوثي وكافة الجهات المعنية بحماية المستهلك الـيَـمَـني وخُصُوْصاً مسؤولي الجهات التموينية والاقْتصَـادية والأمنية الاجراءات الرقابية على الأَسْـوَاق المحلية، وأًقر في اجْتمَـاع تم بإشراف رئيس اللجنة الثورية العليا وحضور مسؤولي الجهات التموينية والاقْتصَـادية والأمنية وبمشاركة القطاع التجاري المصنعين والمستوردين والتجار محضرٌ توافقي نَصَّ على اتخاذ اجراءات قاسية بحق كُلّ متلاعب بأقوات الناس خلال الشهر الكريم، ووافق التجار والموردون على عدم رفع الأَسْعَـار وإعادتها إلَـى ما كانت عليه قبيل محاولات العدو افتعال أَزْمَـة في السوق وتحميل تبعاتها المواطن الـيَـمَـني، ونص محضر الاجْتمَـاع على الآتي: نحن المصنعين والموردين والتجار الموقّعين أدناه نلتزمُ بما يلي:
– نلتزم نحن المصنعين والموردين وتجار الجملة بالأَسْعَـار التي كانت سائدةً قبل الارتفاع غير مبرّر للأَسْعَـار قبل 10 مايو 2016 م.
– نلتزم نحن المصنعين والموردين والتجار بنشر أَسْعَـار السلع الاستهلاكية للمستهلك في وسائل الإعلام والصحف الرسمية لمرة كُلّ أسبوع لمدة شهر ونصف.
– نلتزم نحن المصنعين والموردين والتجار بعدم البيع لأي تاجر يثبت تلاعبه بالأَسْعَـار ومخالفته لقواعد وشروط استقرار السوق.
– نلتزم نحن المصنعين والموردين والتجار بدعم السياسات الرقابية ولجان الضبط الميدانية ونؤكد قبولنا ودعمنا لأيَّة عقوبات رادعة للمخالفين وضامنة لاستقرار السوق.
– نلتزم نحن المصنعين والمورّدين والتجار على مبدأ التكافل الاجْتمَـاعي والانحياز لمصلحة المواطنين، بما يحقق الاستقرار والسلم الاجْتمَـاعي.