كاتب مصري : معارك تحرير الجوف وصرخات غريفيث وبن دغر .
إب نيوز ١٠ مارس
وتزامنا مع الانتصارات الميدانية الحديثة للمقاومة في الجوف ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة، قال غريفيث المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لمجموعة من الصحافيين بمكتب المحافظ في مأرب “أن البلد يمر بمنعطف خطير، مشيراً إلى أن (طرفي النزاع) أمام خيارين، إما تصمت البنادق ويتم استئناف العملية السياسية، وإما ينزلق اليمن مرة أخرى لنزاع ومعاناة”.
وكأن هناك نزاع له اطراف، وكأنه لا يوجد عدوان ومقاومة للعدوان ولا محل للنزاع في قضايا التحرر الوطني!
وتنبأ غريفت بالمحطة القادمة للمواجهة، حيث قال “مثلت مأرب ملاذاً لمئات الآلاف من اليمنيين منذ بداية النزاع. في الأسبوع الماضي وحده، وصل الآلاف من النازحين هنا هرباً من القتال في الجوف. يجب على أطراف النزاع ضمان استمرار مأرب كملاذ وألّا تتحول لبؤرة النزاع القادمة”.
وهو ما يذكرنا بصرخات “حلب تحترق” و التباكي على المعاناة الانسانية في ادلب وغيرها من المدن السورية التي يحررها الجيش السوري وقوات المقاومة.
وهو ما يعني ان الانسانية لا تتولد الا عند التقدم الميداني لمحور المقاومة.
وقد حققت جماعة أنصار الله وقوات المقاومة اليمنية البطلة، تقدما ميدانياً جديداً في مواجهات مع ميليشيات العدوان في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية.
وسيطرت المقاومة على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، بما فيها مبنى المجمع الحكومي ومقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة، عقب معارك عنيفة مع ميليشيات عبد ريه والسعودية.
ومحافظة الجوف ليست محافظة عادية، بل لها أهمية استراتيجية كبرى وتأثير كبير على مجرى الصراع بين المقاومة والعدوان.
والاهمية لا تنبع فقط من كونها خزاناً ضخماً للنفط ، بل هي أكبر المحافظات الشمالية من حيث المساحة، حيث تصل مساحتها إلى 39 ألفا و400 كيلومتر.
ومن حيث الأهمية العسكرية والجغرافية، فإنه ووفقا للخبراء، تشترك في حدود مفتوحة إلى الغرب مع محافظتي صعدة وعمران وهما تحت سيطرة المقاومة، وهو ما يعني ان تحريرها يعزز من حظوظ المقاومة في تأمين معاقلها.
كما ان تحريرها يقضي على امال العدوان في استعادة صعدة وعمران وصنعاء العاصمة.
كما ان الخبراء التابعين للعدوان يقولون ان سقوط الجوف يشكل خطراً على محافظة مأرب المتاخمة للجوف من جهة الجنوب، والتي تنطلق منها عمليات ميليشيات العدوان ضد المقاومة في منطقة الشمال، وهذا يفسر صرخات غريفت وقلقه (الانساني) على وضع مأرب!
والادهى من ذلك، هو إن الأهمية الاستراتيجية للجوف لا تقتصر على الأراضي اليمنية، بل تشكل خطراً على السعودية، التي تتشارك معها في أكثر من 266 كليومترا من حدودها الجنوبية، مما يجعلها عرضة لاستهدافها من قبل المقاومة بشكل أكبر.
هذا الفتح الاستراتيجي للمقاومة جعل أحمد عُبيد بن دغر مستشار هادي يطلق صرخاته واستغاثاته قائلا:
“سقوط الجوف قد يغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في معركتنا المصيرية مع الحوثيين، وإذا تعاملنا بذات المستوى الذي تعاملنا به في شأن سقوط نهم، فسنكون قد قررنا مصير المعركة لصالح الحوثيين يمنياً، ولصالح إيران إقليمياً، وسيكون دور التحالف قد انتهى في اليمن، وحينها ستتدخل الأمم المتحدة على الخط لوضع الأمور في نصابها، والاعتراف بالإوضاع الراهنة، إذ لا يمكن استمرار الحرب دون نهاية.
وواصل بن دغر صرخاته بكلمات نعتبرها نبووءة صادقة ستتحقق عما قريب، حيث قال:
“سنتلقى جميعاً هزيمة تاريخية نكراء، فالعدو تمكن من الحصول على وسائل وعوامل القوة، أتاحت له الصمود، وتتيح له التقدم اليوم، كما أننا شرعية وتحالف قد تسببنا فيما نحن عليه انقساماً وعداءً لبعضنا البعض في إصرار عجيب على إهداء الهزيمة للحوثيين وإيران في هذه المواجهة التاريخية”.
الربط بين صرخات بن داغر وقلق غريفت، وتطور الاحداث على الارض، يلخص الوضع العام في ثلاث حالات، وهي: صمود المقاومة وهزيمة العدوان والنفاق الدولي.
والنصر صبر ساعة.
(إيهاب شوقي – كاتب مصري)