نصروا الله فحق لهم النصر.
إب نيوز ١٠ مارس
م. محمد فؤاد يحيى مفلح الزنداني
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
هذا وعد من الله القائل {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}.
فقد اشترط الله تعالى للنصره أن يقوم عبادة بنصرتة .
ومن منطلق هذا الوعد كان أبطال الجيش واللجان الشعبية من خيرة من نصروا الله وصدقوا في نصرهم فحق لهم من الله أن ينصرهم .
نصروا الله في أنفسهم ، نصروا الله في سكونهم وحركاتهم ، نصروا الله في قولهم وفعلهم ، نصروا الله في صديقهم وعدوهم .
نصروا الله في امتثالهم التام وانقيادهم لما أمر الله به واجتنابهم لما نهي الله عنه ، نصروا الله بتعميقهم للإيمان بالله في نفوسهم اعتماداً على ما يرجوه منه واتكالاً عليه ، نصروا الله بارتباطهم الوثيق بقيادتهم ، نصروا الله في سلمهم وحربهم ، نصروا الله في جرحاهم فهاهم حريصون على الجرحى ويقدمون الكثير من التضحيات لإنقاذ جريح واحد ، نصروا الله في حرصهم على تحرير أسراهم ، ونصروا الله وتمثلوا بمعالي الأخلاق في تعاملهم مع أسرى عدوهم ، نصروا الله حق النصر في شهدائهم وفي السعي بما أمكن بتكريم أسر شهدائهم ، نصروا الله في حرصهم على السلام حتى أقاموا الحجة على أعدائهم ، نصروا الله في إخلاصهم النية والقصد لله وحده حتى لم يشاركهم فيها غيره تعالى.
بذلك نصرهم الله ويسر لهم أسباب النصر والثبات والتمكين بعد النصر .
ولكن كان على الجانب الآخر طائفة أخرى وهم الذين سارعوا في الارتماء إلى الأعداء وراهنوا عليهم بالنصر فخاب رهانهم لأنهم حولوا بوصلتهم من نصر الله الى نصر الطاغوت وأعوانه المتمثل في تحالف الطغيان الذين ما أن يتعرضون للهزائم والدحر على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية حتى يخوّنوا ادواتهم ومرتزقتهم ويعيروهم تارة بأنهم ليسوا للقتال بأهل وتارة أخرى بأنهم ليسوا سوى جباة لأموال الارتزاق ، من بعد ذلك يولوا الادبار ويتركوا مرتزقتهم وادواتهم في تعسهم وحسرتهم يعمهون.
وبدورهم المرتزقة تناسوا قوله تعالى {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}
فهم في غرور وخداع بسبب فرط غفلتهم وأتباعهم لتحالف طغى في عدوانه.
قال تعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.