بردقوش شمروش!!
إب نيوز ١١ مارس
عبدالملك سام
في البداية دعونا نتفق أن السحر والعلوم الأخرى كالأرقام علوم اندثرت، لكن الدجالين في ازدياد! والسبب هو ان الظروف الصعبة تجعل من الوضع بيئة مناسبة لتكاثر الدجالين، فهم يعملون على أستغلال حاجات الناس، مثلهم مثل تلك البنوك الربوية التي تستغل حاجات الناس، وهذا الاستغلال في حد ذاته يعتبر من المحرمات، وهذا لوحده كافي لمعرفة طبيعة هذا النشاط، فلا يوجد اي مبرر للشك ما اذا كان هذا الفعل حراما ام حلال، وبدون الحاجة لفتوى أو رأي خبير!
من النقاط التي تجعل البعض ينخرط في هذا العالم هي نقطة حب الرعب والغموض، وهو احساسنا بالخطورة وأننا في طرف المتفرج، وهي تختلف بحسب الظروف، فمثلا اثناء الحرب الباردة كانت اكثر الأفلام رواجا هي افلام الغزو وما شابهها وهي ما سميت الفترة “المكارثية”، وايضا هذه الايام مع انتشار أخبار وباء كورونا نجد الناس يتحدثون بشغف عن اخبار الوباء ويتابعون كل ماله صلة بهذا المرض! ولهذا نجد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ميل الكثيرين نحو الهروب إلى أحلام الثروة التي تأتي بسهولة، وهذا ما يشجع النصابين أيضا.
كلما كان الإنسان مؤمنا او إيجابيا فهو ينأى بنفسه عن هذه الطرق الملتوية، وعادة تكون قراراته متوافقة مع واقعه، وها نحن نشاهد مثلا في حالتنا حيث تحرك الناس بإيجابية لدعم الجبهات رغم صعوبة الوضع الذي كنا نعاني منه، وأثبتت الأيام جدوائية هذا التحرك. بمعنى آخر كلما وجد الخوف أزداد الميل للحلول الخيالية، وهذا ينطبق على موضوع اللجوء للدجل والشعوذة، فهو تعبير عن الخوف من المجهول او الأوضاع، وكلما كان الشخص رابط الجأش كان ميوله نحو الحلول المنطقية، فالإيمان بالله والثقة في وعوده تجعل قراراتنا أكثر صوابية.
الخوف من الفقر، والخوف من المجهول تجعل عدد ضحايا النصب أكثر، ومن خلال العديد من التجارب التي سمعت عنها كانت النتائج مخيبة للآمال، وأدت للمزيد من السوء نتيجة خيبة الأمل الكاذب. هذا يختلف طبعا عن اولئك العقلاء الذين عانوا من صعوبات في توفير لقمة العيش فأتجهوا نحو حلول مفيدة وسليمة، وهذه النماذج موجودة حولنا في بلد فيه من الخير ما يسع جميع أبناءه، ولا ننسى أن الله سبحانه هو الرزاق، ومهما حاول المجرمون حصارنا فلن يستطيعوا محاصرة فضل الله ورحمته، فلنفكر بإيجابية وسنجد الكثير من الوسائل المتاحة.. ودمتم بود.