حتى تتطهر النُخب اليمنية من دنس الخيبة والخيانة .
إب نيوز ١٣ مارس
عبدالفتاح حيدرة
مأساة كافة النخب اليمنية ، تكمن في اعتمادها أسلوب الديمقراطية والحرية الأمريكية الزائفة ، نموذجا لها ، وهذا رسخ لديهم الاعتقاد بإن التغيير لا ولن يأتي إلا عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع ، مع أن بديهيات السياسة والمعرفة والحرية ، تؤكد أن النخب بكافة أنواعها ومختلف مسمياتها لا تكتسب دوما وضع مكانتها وأهميتها إلا كونها همزة الوصل بين آمال وطموحات وحقوق شعبها ، والتزامات ومسؤوليات وواجبات قيادة ومؤسسات الدولة ، وهو وضع يحتم على هذه النخب أن تكون فوق كل الانتماءات الشخصية الضيقة ، وفوق الولاءات الجزئية الصغيرة ، وفوق مطامع مصالح الشلل الدونية..
والرسالة والمهمة الأساسية اليوم لكافة النخب اليمنية السوية والتي عاد فيها خير ، هي حمل الهموم العامة والمشاريع الجامعة لمواجهة العدوان ، وتحمل مسئولية توحيد الجبهة الداخلية ، وتغذية آمال وطموحات شعبهم في بناء مؤسسات الدولة اليمنية ، والإسهام في إحلال الوعي بهوية اليمن الإيمانية و الوطنية الجامعة محل التضليل والجهل الشللي الخاص ، ومعالجة المشكلات المجتمعية ودرء الانقسام والتشرذم عنها ، لا الانخراط فيها وتغذية سمومها وجراحاتها..
(اليمن) دخلت عصراً جديداً ، هو عصر انتصار الهوية اليمنية الإيمانية والوطنية ، عصر الحرية والكرامة والاستقلال والقوة والهيبة اليمنية ، يشاء من يشاء ويأبى من يأبى ، وعلى كافة نخب الشعب اليمني ، بلا أي استثناء ، أن يقرروا إما اختيار العيش مستقبلا في نعيم الهوية اليمنية الإيمانية أو البقاء في جحيم عشاق وهواة التبعية والارتهان والوصاية الخارجية..
اتخذوا قراركم أياً كان ، ولكن ضعوا نصب أعينكم إنه ينطلق من موقف مبدئي راسخ وثابت خلاصته أن مشكلات اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومعضلات هويتها الإيمانية والمذهبية والمناطقيه ، لن تحل إلا بمشروعات وطنية شاملة وكاملة ، لا تلغي الخصوصيات والجزئيات ، ولكنها لا تسمح أبداً بشيء يضخمها إلى حدود التنافر والبغضاء والاقتتال والتقسيم والانفصال والخيانات والضعف والذل والهوان.