آل سعود.. لا أمة ولا شعب ولا أسرة!
إب نيوز ١٣ مارس
عبدالملك سام
يوم جاء سلمان لحكم السعودية استمر كسابقيه في أستشارة مشعوذي البلاط الملكي، وهي عادة متأصلة في جميع طائفة اليهود، لذا حاول بقدر المستطاع أن يحافظ على كرسيه الذي قيل له أنه لن يستقر! جاء بأبنه (مبس) الذي تفرس فيه أنه سيكون مناسبا أكثر منه، فالعاهل الضعيف كان يعرف بكثرة لهوه وعدم أكتراثه بشيء، ولكن حظه العاثر جعله ينشغل بأمور لم يكن يحبذ أن يتقلدها، وقد كان أن أستحدث لأبنه منصب ولي ولي العهد ليقربه من منصب الملك أكثر، وليحظى بالراحة ويتفرغ لنفسه وملذاته، ولكن ما لبثت شهية أبنه أن أنفتحت بعدما أقنع الأمريكيين بأنه الأنسب لتولي هذا المنصب، فأزاح محمد بن نايف الذي أنخرط في سباق محموم معه على كسب رضاء الأمريكان، وأخيرا أنفرد (مبس) بالأمر..
للأمور هذه أصولها، ولكن محمد بن سلمان كان طفلا مدللا طوال سني حياته، وفي ظل تلك التربية التي حظي بها – كما أخبر هو – على يدي خادمة أثيوبية من أصول يهودية، فكان من الطبيعي أن يجهل الكثير من الأمثال والحكم العربية، كما أنه بعده عن الدين جعله فريسة لشهواته ورغباته التي أستطالت حتى أعمت بصيرته، وهاهو يتغول على أبناء عمومته الذين كانوا أكثر الناس قدرة على الحفاظ عليه، خصوصا والسعودية أنتهجت سياسة تنفيذ ما يطلبه الأمريكان على طول الخط، وهذا ما جعلهم يخسرون خط الدفاع الأول وهو شعوب المنطقة، ومؤخرا فقدوا أيضا دعم الجماعات التكفيرية التي طالما ساندت آل سعود، وتحولت أسرة (آل الشيخ) إلى متعهدة حفلات وترفيه!
بمعنى أن (مبس) – زاده الله ضياعا – قد خسر كل عناصر الأمن لبقاء حكمه، فلا جوار ولا تيار ولا أسرة بقيت له مقابل محاولاته البائسة لكسب الأمريكان إلى صفه، مع العلم أن من سبقوه كانوا يحظون بدعم الأمريكان دون أن ينكشفوا بهذه الصورة التي جعلته عرضة للأبتزاز في أي وقت! لو كان للحمق حدود فإن (مبس) قد كسر كل الأرقام القياسية في هذا الجانب، وأصبح بقاءه مرهون بمزاج ومصالح الأمريكان الذين يمكن أن يتخلوا عنه في أي لحظة، وربما حتى الأمريكان لن يستطيعوا أن ينقذوه في حال نجحت احدى محاولات الإنقلاب عليه من الداخل، وهي محاولات لا تحتاج الكثير من الدعم والحظ لنجاحها برأيي كونه قد أصبح مكشوفا كما سبق وأشرنا..
أعتقاله لأعضاء من الأسرة لن يكون آخر هذه الخطوات الحمقاء، وقد خسر (مبس) عمقه الأستراتيجي والشعبي وأخيرا العائلي، ومشاكله الأقتصادية لن تحل أبدا طالما وشهية الأمريكان مفتوحة، ومشاكله مع الجوار لن تحل طالما وهو يعتمد على الإسرائيليين في تنفيذ سياساته، ومشاكله مع شعبه لن تحل بإباحة الخمور وفتح المراقص والمزيد من التطبيع، ولو كان يقرأ التاريخ لوجد أن شاه إيران قد فعل أكثر من هذا سابقا، لذا فمصيره لن يكون أفضل من مصير شاه إيران الذي لم يجد مهربا من ثورة شعبية أطاحت به، وفي الاخير لم يقبل حلفاؤه الأمريكان أن يحط بطائرته حتى على أراضيهم!
أرى بعضكم يشير لي أن أسكت لكي يستمر في ضياعه، وأنا أحب أن اطمئنكم، هذا الغر لن تفيده النصائح ولا العبر ولا الآيات، ونحن نشاهد هذا الموت البطيء لهذا الكيان الدخيل على المنطقة والذي أسمه (قرن الشيطان)، وأنكساره بداية النهاية لقريبه الشيطاني الذي يقبع في فلسطين. لن يطول الأمر صدقوني مهما حاولوا، فبالعودة للأحصائيات والتقارير خلال السنوات الماضية يتأكد لنا أن ما نشاهده هو عملية سقوط نظام آل سعود، وأما لماذا تأخر هذا السقوط فهو لكي يصل المستضعفون إلى مستوى معين، وبوصلولهم له سنشاهد العجب صدقوني، يومها سنتذكر كل ما حصل ونعرف لماذا وكيف حصل، والعاقبة للمتقين.