من الذي خلق وباء كورونا ليقتل فيه الملايين .
إب نيوز ١٣ مارس
بقلم ناجي امهز
ان معجزة فيروس كورونا لا يعقل ان تكون صنيعة البشر، لان له الية عمل بطريقة انتقامية ممنهجة ذكية مدمرة للغاية، وكانه اعد ليعود بالزمن الى الوراء كما بدء.
فان راقبت تحركه تجد انه يستهدف كل شيء متحرك، فهو له فعل الزلزال والتسونامي وانفجار البراكين معا، ولكن يمكنك النجاة من هذه الكوارث مجتمعة، الا انه من الصعب ان تنجو من فيروس كورونا.
اولا ضرب الاقتصاد العالمي، خسائر بعشرات التريلونات من الدولارات بشهر واحد، وكانه ينتقم من تجار الاموال والمرابين واصحاب البنوك وشركائهم السياسيين.
بعد ان انتشر جشع اصحاب البنوك وشركائهم السياسيين، الذين دمروا حياة كثيرين من المتعثرين حين صادروا ممتلكاتهم دون شفقة او رحمة وباعوها بالمزاد العلني لتزداد ارباحهم اضعافا مضاعفة مع العلم انهم هم السبب بخلق ركود اقتصادي، مما ادى الى تدمير العائلات وتفتيتها وحالات انتحار لا تعد ولا تحصى.
كثر قالوا اين العدالة الالهية لتنتقم من هؤلاء المشاركين بدم هذا المنتحر ومضاعفة شقاء وضياع هذه العائلات، من مالك البنك الى المتنفذ السياسي الى الذين انتخبوا المتنفذ السياسي، لانهم يعلمون ان مالك البنك وشركائه السياسيين لن يموتوا من الجوع ان سامحوا رب الاسرة او اعطوه المزيد من الوقت فقط حتى تصطلح الامور.
ثانيا اغلق الاماكن المقدسة وكانه يقول للزعماء والمتنفذين والاغنياء، الذين كانوا يدخلون الاماكن المقدسة بحماية حاشيتهم وحراسهم حيث يشقون طريقهم بين الفقراء من دون جهد او تعب، ان الله لا يحب المتكبرين، وان الذي يريد ان يزور بيت الله بحماية غير حماية الله هو يعتدي علي الله، فادخلوا الاماكن المقدسة ان كنتم اقوياء بغير قوتي.
ثالثا عاقب غالبية رجال الدين والكهنوت والتابعين لهم، الذين يحرضون على التعصب والطائفية والقتل والسبي والتدمير باسمه، وهم يعلمون ان الله اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون، ولو اراد الله ان يجعل الامم كلها امة واحدة لفعل.
وباء كورونا فسر للجميع قول الله (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) والا كان قال لتقاتلوا، فاليوم الجميع يبحث عن علاج من أي امة اتى بعيدا عن دينها وطائفتها، كما انهم يفرون من ابناء طائفتهم ودينهم ان كان فيهم وباء كورونا.
رابعا نزع الملك من اصحاب الملك، الذي كانوا يتنعمون فيه بالمديح والتصفيق وحول ساحاتهم التي كانت مليئة بالشعوب الراكعة امامهم المسبحة بحمدهم، الى ساحات مهجورة خاوية لا يوجد فيها الا وحدتهم القاتلة وضعفهم وهم يتوسلون المليك الجبار ان يرفع عنهم غضبه، فاليوم لا حارس يحميهم ولا جنود تدافع عنهم، بل مرعوبين من جنودهم وحراسهم ان يكونوا حاملين لهذا الوباء،
خامسا جعل القوي يعيش رعب الضعيف، سجين قصره بعيدا عن حراسه خدمه وحشمه، معزولا حتى عن الهواء.
سادسا حرم الغني غناه وجعله يشعر بفقره الذي يمنعه من السفر والتنقل والبذخ، حيث يحاكي نمط حياته حياة الفقراء، اسير الجدران.
سابعا جعل الغرب الذي كان يظن انه بمأمن من الحروب والموت والدمار، يعيش ذات المشهد الذي تعيشه شعوب العالم الثالث الذي يدمرها بأسلحته.
كورونا ليس صنيعة البشر انه انتقام عادل من الله، الذي جعل اقوى الدول واعظمها واغناها ضعيفة هشة فارغة.
كورنا جعل كل جبابرة العالم يبكون امام شاشات التلفزة وهم يعلنون انه كورونا سيقتل الملايين، ويجعل كثر يخسرون احبائهم واقربائهم.
كورونا رسالة من السماء، انه قبل ان تحاولوا الوصول الى الفضاء واحياء الموتى بتقنياتكم المتطورة، واستقوائكم على الضعفاء بقدراتكم العسكرية، عليكم ان تفهموا وتعرفوا ان الله هو فقط المتكبر الجبار، كما انه الرحمان الرحيم ان عدتم الى انسانيتكم.
كما انه رسالة الى الفقراء والمستضعفين الساكتين عن الظلم والمناصرين للباطل، بانكم تستحقون هذا الموت لانكم لم تدافعوا عن انفسكم ورضختم للذل وللعبودية، ونسيتم ان الله خلقكم احرار، فاليوم اين الزعيم الذي كنتم تظنون انه يطعمكم ويسقيكم ويطببكم، وانه يمنحكم القوة بسلطانه.
وقوله : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) اصبحنا نسمعه اليوم اقوى من كل يوم.