موقع بريطاني: وصول محمد بن سلمان للعرش رهن بقاء “ترامب” في منصبه .
اعتبر الكاتب البريطاني “ديفد هيرست” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومستشاريه قد ارتكبوا خطأً فادحاً بحملة الإعتقالات التي قادها ابن سلمان بنفسه مرجّحاً أن يكلّفه هذا الخطأ وصوله إلى الحكم.
الكاتب قال في مقالٍ نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن محمد بن سلمان يتّخذ قرارات سريعة ومتهوّرة ثم ينتقل إلى أخرى جديدة دون أن يأخذ بالإعتبار عواقب تصرفاته.
ولفت إلى أن هدف محمد بن سلمان الحالي هو تحطيم صورة “السعودية” كزعيمة للعالم الإسلامي السني والحارسة للمقدسات الإسلامية مضيفاً “هذه الزعامة كانت مصدراً قوياً للقوة السعودية الناعمة، وأحد مصادر شرعية حكم آل سعود”.
ووفق تعبير “هيرست”، تمثّلت آخر الكوارث التي ارتكبها محمد بن سلمان بزيادة إنتاج النفط الذي سيخلق فجوة قدرها 140 مليار دولار في الإيرادات هذا العام لدول الخليج الست إذا ظل سعر الخام عند 30 دولارا للبرميل.
وتابع أن “دول الخليج الغنية (الكويت والإمارات وقطر) يمكنها أن تتأقلم، لكن [السعودية] والبحرين وعُمان لا تستطيع ذلك، فميزانية [السعودية] بحاجة إلى 83 دولاراً للبرميل لتحقيق التعادل”.
رأى الكاتب البريطاني أنه طوال الفترات التاريخية الماضية بقيت “السعودية” مستقرة بالرغم من المشاكل والخلافات الداخلية التي شهدتها والسبب في ذلك هي أنها كانت لا تزال تُحكم بمجلس الأمراء، “أبناء مؤسسها الملك عبد العزيز الذين تقاسموا السلطة والثروة فيما بينهم بضمان تمثيل كل فرع: فرع نايف حصل على وزارة الداخلية، سلطان وزارة الدفاع، عبد الله الحرس الوطني، الفيصل وزارة الخارجية، وطلال الإعلام، وما إلى ذلك”.
لكن في الوقت الحالي، يورد الكاتب، أطاح محمد بن سلمان بهذا المبدأ المتعارف عليه داخل الأسرة والنظام، وبالتالي إن “الاعتقال الذي لم يكن أحد يتخيله أبدا وهو اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان واعتقال الأمير محمد بن نايف ربما يكونان من أقوى الأسباب التي ستطيح بسعي الأمير محمد بن سلمان لتولي عرش المملكة”.
وخلص “هيرست” للقول أنه في حال لم يفوز “دونالد ترامب” في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في أمريكا فإنه “لا يتوقع حصول الأمير على حماية من خليفة ترامب، لأنه لا يوجد أحد في العالم غير ترامب يرغب في أن يصبح ولي العهد غير المستقر ملكاً لبلد مثل [السعودية]”.
وقالت صحيفة “الفاينانشال تايمز” أن ولي العهد السعودي يستهدف خصومه لتشديد قبضته على السلطة”، معتبرةً أن الهدف من الحملة التي شنها محمد بن سلمان ضد أمراء من آل سعود هو تذكير بأنه لن يتم التغاضي عن أي بادرة على عدم الولاء.
وذكرت الصحيفة أنه جرى احتجاز ثلاثة أمراء على الأقل، من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز (77 عاماً)، شقيق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي يشاع عنه رفضه لوصول محمد بن سلمان إلى العرش مضيفةً أن “الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق ووزير الداخلية السابق، احتجز الجمعة السابق، ويعتقد أنه كان رهن الإقامة الجبرية منذ أن تم استبداله كولي للعهد بولي العهد الحالي”.