كورونا يدق الباب.. لا تقلقوا ، بل أحرصوا!
إب نيوز ١٦ مارس
عبدالملك سام
العالم كله مرعوب من الكورونا، الخوف من الموت يجتاح ضمير الأمم التي لم يهتز لها طرف وهي تشاهد مسلسل الموت اليومي في اليمن! هل نحن شامتون؟! بالطبع لا، فشعبنا أطيب شعب في العالم، ولكنني أرى أن المرض جاء في وقته ليفكر الجميع بجميع مآسي العالم، فعندما تشاهد الموت وأنت بعيد يختلف تماما عندما يدق الموت بابك.
أحببت أن أكتب مقال مختلف هذه المرة عن هذا الضيف الثقيل الذي أصبح يدق باب اكثر من 70 دولة تقريبا.. المقال سيكون طويل نوعا ما، ولكني حاولت أن اجمع ما يمكن من معلومات لموضوع الساعة هذا، ومن مصادر موثوقة غير تلك التي تنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي والتي نسمع فيها العجب العجاب من الحلول التي لا تمت للعلم والواقع بصلة!
أبن آدم ضعيف مهما تكبر وتجبر، هاهو كائن أصغر من أن تراه العين يجعل أكثر المتكبرين يرتعش منه، وهذا يذكرنا بقصة النمرود الذي هلك بسبب بعوضة! شعب بأكمله يرزح تحت وطأة حصار ظالم وعلني ومخالف لكل الشرائع والقوانين، وهاهي الدول التي تحاصره تفرض على نفسها حصارا أضطراري خوفا من الكورونا! مطارات تقفل، ومؤتمرات تلغى، وأنشطة رياضية تحظر، ورقابة صارمة على أي تجمعات بشرية!
معظم أصابع الأتهام تشير إلى أن الكورونا مصنع، ومعظمها أيضا يشير إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها صاحبة سوابق في مجال الحرب البيولوجية، كما أن نظامها منعدم الضمير قد أستخدم الاسلحة غير التقليدية في أكثر من مناسبة! وكل أمة تلوم الأخرى، وهذا يعطينا تصور لما سيحدث يوم الحشر، كما انه يؤكد أن الساكت عن قول الحق لابد أن يصله من الشر جانب.
منظمة الصحة العالمية تخرج عن صمتها وتعلن أننا بصدد “جائحة” عالمية، فالوباء يحدث في منطقة معينة، أما عند أنتشار الوباء في عدة مناطق فهو يسمى “جائحة”. هذا الفيروس فتك بما يقارب 5000 آلاف شخص حتى الآن، وحتى اللحظة فشلت جميع محاولات الأحتواء، وكما يبدو فأن معلوماتنا عنه لم تكتمل بعد، وما نعرفه عنه لا يكفي لمعرفة التدابير اللازمة لإيقافه كما حدث مع السلالات السابقة له، فعائلة الكورونا (نسبة لشكلها الذي يشبه التاج) تحوي العديد من الأوبئة التي أنتشرت في فترات سابقة كالسارس 2002 والميرس 2010 وأخيرا الوباء الجديد الكوفيد19.
طبعا هذه الأنواع هي الأكثر فتكا من بقية الفيروسات التاجية التي لا تتعدى اعراضها الزكام لفترة، وهذه الانواع الثلاثة أصولها حيوانية وأنتقلت للبشر نتيجة طفرة جينية – طبيعية او مصنعة – أدت لأمكانية انتقالها، ومعظمها أنتقلت من حيوانات محرم أكلها في الشريعة الإسلامية!! وموطن الثلاثة الأنواع السابقة الذكر هو (آسيا)، ووفق نظرية المؤامرة فموطنها يختلف عن مصدرها..
الكوفيد19 او الكورونا يتشابه في الأعراض مع الانواع الأخرى كأرتفاع درجة الحرارة والسعال والآم الصدر والتهاب الحلق، ألا أن صعوبة التنفس وشدة السعال تميزها عن الأنفلونزا العادية، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى فشل رئوي والموت. حتى الآن فأن نسبة الوفيات بسبب الكورونا لا تتعدى ال4% من الحالات المصابة، وهذا أقل بكثير من نسبة الوفيات بسبب السارس والميرس حيث بلغت 10% و30% على التوالي! بمعنى أن النسبة غير مخيفة (حتى الآن)، وذلك أنه كلما كثر عدد المصابين أرتفع عدد الوفيات أيضا.
وفق المعلومات المتاحة فأن أغلب الضحايا هم من كبار وصغار السن، او اولئك الذين يعانون من امراض مزمنة او ضعف في الجهاز المناعي، كما أن ما يقارب 80% من المصابين كانت الأعراض لديهم خفيفة، وهذا مطمئن ومقلق في نفس الوقت! فمعنى هذا أن معظم الحالات قابلة للشفاء ولكنهم في نفس الوقت يمكن أن ينقلوا المرض بسبب جهلهم ان ما يعانون منه هو الكوفيد19..
العالم بحاجة إلى عام أو اكثر لأنتاج عقار مضاد لهذا الفايروس، كما اننا لا نعرف خطورة الطفرة الجديدة التي قد تكون اكثر فتكا، ولكن أجراءات الحظر تقلل من سرعة أنتشاره، كما اننا بشيء من الحرص نستطيع ان نتجنب الأصابة بهذا الوباء، ويؤسفني أن اقول هنا أن الكمامات ليست الحل الأنجح لتفادي الأصابة بالمرض، فيكفي أن تتلوث يدك برذاذ مصاب فينتقل المرض عبر الفم او العين أذا ما لامست يدك الملوثة، لذا يجب غسل اليدين وتعقيم أي شيء ممكن ان نتناوله بدون طبخ، كما ان غسل اليدين يجب أن يتم لوقت كافي (20 ثانية تقريبا) بأستخدام مادة مطهرة او معقمة، وايضا البعد قدر المستطاع من اماكن الزحام والتجمعات مع التأكد من نظافة الكمامة.
أخيرا.. لا تنسوا الدعاء والألتجاء لله في كل شدة، حمى الله يمن الإيمان وكل بلاد المسلمين والبشرية جمعاء، كما اتمنى من الجميع ألا يصبحوا فريسة الخوف او الشعوذة، والمعلومات في هذا المقال قابلة للتحديث، فقط احرصوا على أن تكون مصادر علمية معتبرة، كما يجب أتباع التعليمات التي تأتينا من وزارة الصحة بين الفينة والأخرى، ولا ضير في استخدام غذاء صحي، ولكن يجب أن نركز على النظافة بالمرتبة الأولى، فكما تعلمون أن الوقاية خير من العلاج. يا من لطفك يسري وعبدك لا يدري. ودمتم بخير.