الجوف ومصاديق التمكين الإلهي .
إب نيوز ١٩ مارس
كتب / سعاد الشامي
الجوف محافظة يمنية مستفيضة الرقعة ، ذات أودية عريضة ، وتربة خصبة ، رمالها ذهب كما يصفها بعض خبراء التعدين ، وفي باطن أرضها الكنوز المتعددة والآبار النفطية التي تسيل عليها لعاب الغزاة .
هذه المحافظة بهذه المؤهلات الاقتصادية التي تجعلها من أغنى مناطق العالم ، لم يكن سكانها ينعمون برغد العيش ويتفيئون ضلال هذه النعمة ، بل كانوا كغيرهم من أبناء الشعب اليمني يعيشون حالات الحاجة والافتقار !!!
ندرك جميعا بأن الاشياء الثمينة المحجوزة والمتخفية عنا لانصلها ولانستمتع بها حتى وأن كانت ملكنا لأن هناك من لايتمنى لنا الخير فسعى ووضع بيننا وبينها العوائق ..
فمن الذي وضع العوائق في محافظة الجوف وحال دون الوصول إلى تلك الخيرات ؟
إنها سلطة عميلة كانت تتخبط في دياجير الارتهان والوصاية الخارجية ، لايهمها لا بلاد ولا عباد مايهمها فقط كم ستجني من أموال مقابل الارتزاق .
بعد قيام شركات التنقيب الأمريكية بعدد من الزيارات إلى اليمن وخاصة محافظة الجوف في عهد النظام السابق واكتشاف مايحتوي عليه باطن هذه الأرض من الخيرات ، جن جنون أمريكا وزاد تلهفها للسيطرة والاستحواذ على هذه البلدة الطيبة ، فتوقفت عمليات التنقيب باليمن بقرار أمريكي ، ونطق لسان السفير الأمريكي بالعبارة التي فضحت حقيقة مطامعهم ( اليمن مازالت بكرا….)
فكانت مهمة عفاش العميل حراسة تلك الثروات والهاء أبنائها عنها ، إلى أن تجهز أمريكا أوراقها العسكرية وتأتي الفرصة المواتية للهجوم على اليمن وفض خيراتها ، باستثناء بعض الآبار التي كانت قد مدت منها أنابيب سرية الى السعودية بعد أن اشترت السلطة العميلة ذمم بعض المشائخ هناك وكممت أفواهم بالريال السعودي .
لذلك لما شنت أمريكا العدوان على بلادنا قبل خمسة أعوام سعت الى ضرب أوتاد الاحتلال على تلك المحافظة وعندما رفض الأحرار من أبناء الجوف هذا الاحتلال استخدمت ضدهم ابشع صور الاجرام من القصف والقتل والتشريد والتهجير ، وخيل لها بأنها قد كسبت الرهان ونالت مطامعها !
ولأنه لايضيع حق وراءه مطالب ولايوجد عوائق أمام المؤمن الصادق ،، لم تعيق تلك الترسانة من الاسلحة المتطورة وتلك الجحافل من الجيوش رجال الإيمان وأصحاب المبادئ الصادقة من أبناء الشعب اليمني عن حقهم في استعادة محافظة الجوف وأعادتها إلى حضن الوطن، فأنطلقوا بكل ثقة ومصاديق الوعود الالهية تضيء لهم دروب الجهاد حتى أمكن منهم …
واليوم هاهي محافظة الجوف تتنفس صباح الحرية ونسائم الاستقلال تداعب آمال قوم لاعوائق بينهم وبين خيراتهم ، سينعمون بها بمشيئة الله وينعم منها كافة أبناء الشعب اليمني بعد بتر أذيال أمريكا هناك وذهاب مطامعها أدراج الهزيمة والانكسار .