( فوبيا إيران )
إب نيوز ١٩ مارس
بقلم/
حسين زيد بن يحيى
..منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979 وما مثله ذلك الانتصار من خسارة استراتيجية للامبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني ، جن جنون محور الشر وبدأت الماكينة الاعلامية لقوى الاستكبار في حرف بوصلة العداء من الكيان الصهيوني إلى إيران تحت يافطة قومية فرس وعرب وقادسية صدام المزعومة والبوابة الشرقية ، مع ان الجميع لا زال يتذكر كيف استعدت امريكا وعربانها الخليجيين نظام الرئيس جمال عبدالناصر لتوجهاته القومية المعادية للامبريالية والصهيونية والرجعية .
أثناء الحرب المسعورة على الثورة الإسلامية الإيرانية وجد في جنوب الجزيرة العربية دولة ناشئة اسمها اليمن الديمقراطية ،
حيث بعد انتصار ثورة 14 اكتوبر 1963 نشأت دولة ذات توجهات يسارية تقدمية معادية للامبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني والرجعيات العربية ، وبينما كان عود النظام الثوري في عدن أخضر شنت الرجعية السعودية عدوانا مسنود غربيا واحتلت فيه الوديعة والشروره مع حصار اقتصادي ، تشابه الحالتين الثوريتين في عدن وطهران المستهدفتان من الإمبريالية الأمريكية والصهيونية وعبر أدواتها الخليجية فرض تحالف مبدئي بينهما ، بينما كان النظام الرجعي لعفاش شمالا يعزز عمالته مع المحور الأمريكي والمعادي للمحور الثوري التقدمي في إيران وعدن .
لربما تحت تأثير الإعلام الصهيو – خليجي وجدت ظاهرة (فوبيا ايران) لها سوقا في المحافظات الشمالية ، بالعكس من ذلك في الجنوب كان الجميع يرى في التحالف الايراني – اليمني الجنوبي انه يخدم طرفيه ولصالح قضايا الأمة العربية العادلة في مواجهة الكيان الصهيوني ، لهذا بعد حرب صيف 1994 لم تجد قيادات الحراك الجنوبي الثورية غضاضة في الذهاب إلى إيران وكذلك النظام الثوري الإيراني وجدها فرصة لرد جميل الموقف الجنوبي معهم أثناء حرب الثمان سنوات على ايران .
التحالف اليمني الجنوبي – الإيراني كان على أسس مبدئية تقوم على قاعدة العداء لأمريكا وإسرائيل الذي كانتا تستهدف الثورتين الإيرانية و اليمنية لهذا ظل متينا ومقبولا شعبيا ، بعد انهيار النظام التقدمي الاشتراكي في جنوب اليمن وانتصار نظام عفاش 1994 لم يستطع المنتصر خدش صورة إيران في عيون الجنوبيين والدليل على ذلك زيارات قيادة الحراك الجنوبي لإيران كانت تتم علنا و دون اي استغراب شعبي لها في الجنوب … لماذا ؟!!
الجنوبيين الأحرار كانوا يعلمون ماهية أسس التحالف بين الثورتين الإيرانية واليمنية ، ولانه تحالف أحرار انداد وبعيدا عن المصالح الضيقة بعد فشل انقلاب الحزب الشيوعي الإيراني (تودة) والاعدامات التي طالت قياداته طلب الرفاق السوفيت من الرفاق الاشتركيين اليمنيين قطع العلاقات مع ايران ، لان نظام الرفاق كان حر ومستقل رفضوا الطلب السوفيتي حينها لان مصلحة اليمن الديمقراطية مع استمرار ذلك التحالف .
تأكيدا على مصداقية التحالف الثوري الإيراني – اليمني انه رغم وجود أقلية (شيعية) في عدن منذ مئات السنين لم تلتفت إيران إلى تلك الجزئية ، والجميع يعلم انه منذ 1979 – 1990 مدة التحالف الإيراني – الجنوبي لم يسجل ان أقامت إيران حسينية او قامت بتشييع جنوبيا واحد ، كذلك بعد انتصار نظام عفاش الرجعي المتخلف 1994 لم تثبت أجهزته القمعية عن وجود عميل جنوبي واحد جندته إيران خلال تلك فترة التحالف الايراني – اليمني الجنوبي .
لكل ذلك فشل الإعلام الصهيو – خليجي في تسويق (فوبيا إيران) جنوبا ، وهو ما دفع بدول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي إلى امتطاء الجماعات السلفية التي شكلها الجنرال الفار محسن وحزب الاصلاح صيف 1994 لاحتلال الجنوب واستمرار تشككها من قيادات الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي والعسكريين الجنوبيين القدماء بسبب جذورهم اليسارية ، لهذا مقولة المشروع الإيراني في الجنوب بضاعة بائسه ليس لها سوقا شعبية ، عكس الحال في المحافظات الشمالية أثناء حكم عفاش ومشاركته في العدوان الأمريكي الصهيوني الأعرابي علي الجمهورية الإسلامية الإيرانية(حرب الثمان سنوات) وجدت فزاعة (فوبيا إيران) جمهور لها لكنه بداء يتأكل منذ انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014 .