هنَاك سأراكِ
.
إب نيوز ١٩ مارس
رويدا البعداني
أتوارى خلف عباءة الليل الحالك حيث لا تراني فيه مخلوقات الله المستيقظة، أهمُّ ببث شكواي ولاأدري من أين سأبدأ!
أسأل خبايا نفسي، ما الذي سيتغير إن تمتمت ببعض شجوني، ونفضت عن كاهلي ثقل الليالي، أزيح الستار عن نفسي، وأسمح لثقب ضوء مسترسل خفية بالدخول إليّ، انتصب حينها كالألف وأدعي القوة التى أساسها وهن وأكابر في الظلام بشموخ *أنثى*.
أحاول تنسم نسائم الليل من جديد، أجهزني لألتقي بنفسي بشكلٍ أنيق، وحال رتيب يظهرني أكثر.
أرتب المائدة على ضوء القمر الخافت، وأعد الطعام والحساء متناسية العناء، أحدق مرارا صوب ساعتي الكسلى، وأتوق للحظة اللقاء.
تمر بمرارة لحظات سريعة من عتبة بابي، أتوجس حينها من ارتطام الوقت ببعضه وتأخر الموعد، لكنها أتت، نعم أتت إنها *نفسي* أو بالأصح *نفسي القديمة*.
وبداية سأعترف بأنها تفوقني جمالاً ، فلها شعر أسود كسواد هذا الليل أما أنا فهناك خيوط بيضاء تتوسط شعري الأسود_شعرأبيض_
تبلغ من العمر العشرين ،أما أنا فقد تعديت الخمسين همًا لاعمرًا فنحن في العمر سواء.
تبادلنا الحوار ، واستنشقنا الزفرات الخانقة معاً، تناولنا بعض الذكريات الموجعة التى أمست تئن مع رفقة ليل أصم، استمعنا لمعزوفة حنين عبثت بأشيائي القديمة، لكنها كانت ألحانًا مغيثة لطالما أنقذتنا من قيظ الصيف، وزمهرير الشتاء.
هنا في الزمان نفسه والمكان عينه شاهدنا معًا فيلما قصيرا لذكريات باتت تحتضر بين الفينة والأخرى، وأحلام تعرج إلى سماء الدنيا بعد أن خذلتها مواعيد الأرض أجمعها .
دار الحديث بيننا ونسي كلانا كم الوقت، ولحسن الحظ لم تكن الساعة قد شارفت على *12* فأمثال سندريلا كُثر ومنهن كانت نفسي ، أخبرتني أن الوقت قد تأخر وأن عليها العودة، وإلا صار الحصان فأر، وتحولت العربة إلى بطيخة و… .
حينها من أين لـٍهآ آلة زمن لتعود ، وهل إن مسحت خاتمها الفضي سيظهر عفريت أزرق بالطبع لا فهذه محض خرافات.
وفي لحظة رحلت فجأة، ولم تترك لي دليل عودة ،لم تفلت حتى فردة حذاء، لكنها غمرتني بحديث أنيق به تنفست الحياة من جديد، وسيظل سرًا بيني وبينها. أعادتني إلى نفسي، كما كنت في الماضي لاحيث أصبحت في الحاضر فشكرًا لكِ نفسي.
كانت ليلة غريبة، هناك أسئلة لازالت حائرة ومواقف غامضة، ومنها هل كُنت أحلم؟؟
*لربما الحديث القادم وحده من سيجيب*
#الحديث_مع_النفس.