مشاهد تشفي صدور قوم مؤمنين .
إب نيوز ٢١ مارس
عبدالملك سام
من جديد يقوم الإعلام الحربي بعرض لقطات جديدة للنصر المؤزر على جحافل العدوان والأرتزاق، وكأنما هذه اللقطات بصقة في وجه تاريخ طويل من الظلم والقهر، تاريخ ظل فيه اليمن حديقة خلفية لنظام آل سعود المستبد، أستخدم خلاله آل سعود شرذمة من الخونة ليبسطوا سيطرتهم على حياة الشعب اليمني وأستقلاله، ومنعوا عبر مرتزقتهم هذا البلد من احداث أي تنمية مستغلا ما حباه الله من ثروات. هاهي الجوف بكل الخير الكامن في باطنها تعود لأبنائها الأبرار، وهاهو تاريخ الأرتزاق يذوي شيئا فشيئا مؤذنا بعودة اليمن العظيم لسابق مجده وحريته.
عن ماذا نكتب؟ وكل ما شاهدناه يحكي قصة عظيمة أخرى، وكل لقطة تحكي تاريخا من الصبر والإيمان والبأس، هل نتحدث عن الأخلاق العظيمة التي يتمتع بها مقاتلينا الأبطال في معاملتهم مع من كان يقاتلهم، ثم تفاجأ بمعاملتهم الراقية فعاد يلعن من حرضه؟ أم نتحدث عن ملاحم العزة في كل تبة وموقع تم تحريره، وتلك البسالة التي فتت عزم المحتلين ومرتزقتهم؟ هل نتحدث عن التأييد الألهي ونحن نشاهد كل ذلك السلاح والدعم اللا محدود للخونة المنكسرين؟ أم هل نكتب عما شعرنا به من فخر وأعتزاز ونحن نشاهد هذه اللحظات التي لن ننساها ما حيينا؟
لقد حول النظام السعودي تلك المحافظة إلى منطقة محتلة بمعنى الكلمة، وهذا ما نشاهده عندما نرى السلاح الحديث الذي تم السيطرة عليه بعد فرار المرتزقة، فالسعودية عملت ولعقود مضت على منع أي أستثمارات او تطوير في المحافظات الحدودية، على أن تقوم بأبتلاعها فيما بعد عملية الاقلمة التي كانت تهدف لأضعاف المركز لصالح أقاليم متناحرة. كانت مهتمة بالجوف بالذات كونها محافظة واعدة بالخير كنجران وجيزان وعسير، تلك المحافظات اليمنية المحتلة سابقا، وقد ساعدها في ذلك نظام الخيانة الذي حكم اليمن بفرعيه العفاشي والأخواني منذ أغتيال الرئيس الحمدي.
يمكنك أن تشاهد الدلالات على هذا المخطط الخطير في كل شيء هناك، أبتداء من نوعية الأسلحة وحتى المنشورات والملابس والرايات. كانت السعودية تعد هناك لتحويل هوية المحافظة تمهيدا لأقتطاعها، وبالتدريج كانت ستعمل على تقليل عدد سكانها قدر المستطاع لضم هذه المحافظة مترامية الأطراف، ثم ستقوم بأنشاء شركة لتمتص ثروات المحافظة التي منع اليمنيون من أستغلال خيراتها لعشرات السنين! وبأمكان أي باحث أن يشاهد ماذا فعلت سابقا في جيزان ونجران وعسير، لقد منعت اهلها حتى من البناء على النمط اليمني القديم، وأهل هذه المناطق يعتبرون مواطنون من الدرجة الثالثة، وتتم عملية منعهم وكبح حريتهم وتوطين أشخاص من مناطق اخرى في هذه المناطق اليمنية.
بعودة الجوف اتخذنا خطوة مهمة نحو تحرير باقي المناطق المحتلة، وهذا النصر الألهي يعتبر اشارة اضافية على تراخي قبضة العدوان وسقوط ادواته، كما أن تحرير الجوف يحصن حدودنا الشمالية ويدعم جهود تحرير مأرب التي أصبحت مهيأة لتتحرر من بقايا عصابة الخيانة، وتوقيت هذه العملية يؤكد اكثر – ونحن على اعتاب الذكرى السادسة للصمود الأسطوري اليمني – أننا بمرور الوقت نزداد قوة، بينما العدوان واذياله يقتربون من السقوط والفشل أكثر.
فليستمتع كل يمني أبي بهذه المشاهد، ففيها شفاء لصدور شعبنا المؤمن المظلوم. لكن لا ننسى أن هذا النصر ما كان ليحدث لولا تأييد الله لجنده المخلصين، وهنا يجب أن نشحذ الهمم أكثر لأكمال ما بدأناه بصمودنا وصبرنا وتضحياتنا، ولنعد العدة للمعركة الحاسمة التي تقترب ونحن بفضل الله أقوى من ذي قبل. جهادنا ودعمنا وصبرنا لم ولن يضيع بأذن الله، فقط يجب أن نستعد اكثر للحظة النصر النهائي المؤزر بعون الله، فاليمن جدير بشعبه المؤمن المجاهد، ونحن جديرين ببلد حر وعزيز ننعم فيه بخيراته وبالحرية والكرامة، فعهد الاستعباد والقهر ولى، وجاء زمن الانتصارات بأذن الله.. والعاقبة للمتقين.