خيال معروف خير من واقع مجهول
إب نيوز ٢١مارس
عفاف البعداني
يقال أن في تلك الجبال العشبية عاشت أخطر الثعابين ومعها موسوعة من حيوانات زاحفة وطائرة،ط ومسالمة ،لم يكن لديها حل أومكان إلا أن تعيش في تلك القمم ولكن…… كيف تأقلمت وتكيفت؟؟ وكيف ٱمنت المكر والخطر …؟؟
من هذه اللحظة سنعلن الخبر نعم الحيوانات نجحت في عيشها بطريقتين أولًا:غضت البصر والطرف وتجاهلت خوفها وتمكنت من السيطرة عليه مع زخم واسع من قصص الرعب التي لاترحم خيال اﻵمنين في غالب اللحظات
ثانياً:ابتعدت عن المواطن والتضاريس والأعشاب التي تمكث فيها تلك المخلوقات الشريرة
ثالثاً:وضعت لها أوراق فيها تأريخ الحروب وآلية النجاة منه في كهف تحميه تمتمة ربانية،ومن تلك الحكاية سننطلق سوياً مسلحين لندخل موسوعةمن مخاوف وأمراض النفس والروح ونبني عليها جسراً من الحياة فالمساحات هناك في أعماقنا واسعة ونادرة وجديرة أن نصنع فيها حياة، تلك المساحة التي تعيش فينا تتنظر وصولنا بصدق كما ينتظر السجين محاميه وكما تنتظر جياع صغار الحمائم على عش الشجرة إذًا فلننطلق إلى عالمنا الداخلي محملين بالشجاعة والقوة ولا نسوف للغد
فعلى كل شخص أن يبحر بمعيته وسجيته الذهنية ويدخل إلى عالمه النفسي ويرى أين مقر تلك المخاوف السلبيات واﻷمراض منه وأين تعيش،
فإذا حصرناها بمرض عضوي علينا مراجعة الطبيب أولاً وإن تعددت وهاج وتضارب موجها ولم نعد ندرك أين قاعها من رأسها،علينا بتهذيب ومراجعة بقعة غويصة تشبعها فقط الرغبات وتضاخم اﻷنا ألا وهي الــــــنفــــــس
ولا أنكر أو أخفي عليكم أننا منشغلون غالبًا ومكابرون تارة وحينا نخاف من تعداد المواجهة وهذا هو العائق المعني ﻷن الخوف عندما يغلف أخطاءنا مساوئنا ويكتشف أننا نهرب من القوامة والتسديد الصائب يزيد ويصمم دعوةلحضورأحفاده وأنسابه في كل داوخلنا الذاتية ليستطقب أجزاءنا الضعفية وفي هذه اللحظة ستقف متفاجئ وتقول أنا جئت هناوقفت ليتخفف حملي وليس ليزيد أرقي وعنائي وتخيلي وتعبي ولكن تريث وركز
فمن هنا ستحرر كل مساحات أمراضك النفسيه أوالروحية ﻷنك بتلك الطريقة تعرفت على مواطن ضعفك التي قد تكون ربما بالنفس أو الروح وقد تجر معها حتى العضو
بعدها تذكر أن الطرق النفسية أو الوقفة التأملية القائمة على حقائق علمية هي تشكل خط التشخيص والمساعدة هي فقط وقود تستمد عليه لكي تواصل وتستمر معركتك وليس لكي تحتمي بقدرات علمية بحتة خالية من الثقة والرجوع إلى الله أوربما تتوقف وتستسلم أمام أمراضك لا… ارجع إلى كتاب الله بصدق بعيد عن عنايات البشر فالقران قبل كل شيء سيد زمانك ومكانك وأمراضك إذاً كيف نتعامل أرواحنامع السيد
أولًا…… .
أفتح عينيك بقوة وحصر مكان مخاوفك وثقوباتك وكن قويا بما فيه الكفاية فمثلا قد تزيد هلاوسك وتزيد تخيلاتك وتقل ساعات نومك وسترى أشياء ليس لها أساس من الواقع وستجد وحوش بشرية غريبةولكن إعلم أنك أقوى من هذا كله ﻷنك بهذا ركزت وعرفت مدى مقاومتك وماهي أركان ضعفك ستقول هذا اﻷمر صعب وأنتي خيالية ومفرطة في ترجمة اﻷحداث ولن أقدر على تفعيل هذه النظامات المثقلة فما أمر به لا يقاس بمتر الواقع أويقدر بميزان الحقيقة
نعم أعرف ذلك أعرف أن أمراضنا النفسية والروحية خطرةوهي أشبه ببحور تغرق كل من لايجيد السباحة فيها أعرف أنها خطرة وهي أشبه بالملاصقات التي تتشب بكل ركن فينا ولاتغادرنا
ولكن لابئس عليك الله معك فقط تحرك وانطلق وإذا استمر عليك الحال ولم تستطع أن تحرركيانك من ذلكم المعازيم((المخاوف))عاود اللجوءإلى الله،
الخطوة الثانية وهي التجاهل وغض الطرف كما فعلت تلك الحيوانات وعاشت رغم خطر الثعابين إذًا تجاهل كل شيءخيالاتك ،أوجاعك ،شرودك
مخاوفك،سقوطك،هزيمتك،إحباطك مر منها وعشها كلها ولاتترك أحد منها ولكن بطرف خفي عش وتنفس وواجه هذه الحياة بتفاءل شارك شروق الصبح في نوره والليل في سكونه ولكي يزيد نجاحك ويفك حصارك إحقن روحك بالتوكل على الله واشبع نفسك بالمضي قدما
الخطوة اﻷخيرة: لاتنسى قبل تفكيرك بهذا أن اﻷمراض الروحية والسلبيات النفسية تختلف عن اﻷمراض العضويةفهي تتلبس وتتجسد فيك وتحمل مرآة تعكس كل ماتفكرفيه وماتقدم عليه وتعكسه على إدراكك اللاواعي فتصبح أنت الضحية وأنت المتهم في نفس الوقت،لذا عش بطمأنينة وحكمة مع أمراضك سلبياتك لاتخف منها أبدا واجها وأعترف أنك قد تضعف ولكن الزم طرق باب الله وحده ولو على أقدام محروقة وكرر هذه الطريقة
وأعلم أن الضيف الغير مرغوب فيه عندما نتجاهله ولانطعمه ولا نحادثه ولا نونسه حتماً سيضجر ويغادر ويلعن اللحظة الذي جاء بها إلى بيتك أو بمعنى أدق إلى نفسيتك،ولكن أنتظر الضيوف الذي نتجاهلهم والذين قصدتهم هم اﻷمراض الروحية والسلبيات النفسية أما ضيوف البشر حذاري أن تتجاهلهم وإلاستلحقك ويلات السماء واﻷرض
فسلام الله على كل روح نجت ومازالت تبحث عن دوروب الاقوياء.