اليهودي داخله..
إب نيوز ٢٢ مارس
عبدالملك سام
هذه الكلمة الشهيرة تتردد في مسمعي كلما واجهت أحد أولئك المردة، وبصوت (أبو حرب) بالذات.. أحيانا استغرب وأشعر بالدهشة إلى حد البله وأنا أشاهد ماذا يمكن أن يتحوله أنسان بسبب الحقد والغل! لا حدود للحماقة كما رأينا، وقد تتسبب هذه المشاعر السلبية لدى البعض أن يهلك نفسه كما قال من سبقهم: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}!!
مع أعترافات الخلايا الخائنة التي تم القبض عليها مؤخرا، مع تلك المشاهد التي تثبت خيانة البعض لله وللشعب، مع كل تلك الآيات التي تظهر لنا يوما بعد آخر، مع مشاهد الحرمان والقصف والحصار لملايين الناس، وليسوا أي ناس، بل اهلك وشعبك! مع كل هذا يبقى ذلك الطاعون يأكل داخل قلوب البعض حتى صاروا أكثر حقدا على شعبهم من اليهود أنفسهم! يتألمون لماذا لم يصل المرض إلى بلدهم، ويحاولون ثني الناس عن الجبهات بشكل غريب، يتمنون أن نهزم وأن يكسر السعودي أنوفنا ويدوس كرامتنا، يبثون سمهم في المجتمع بحماس غير طبيعي!
دعونا نتفق أولا ان هذه العينة موجودة بيننا، وحجمها الكبير يثير الكثير من التساؤلات لدى كل ذي عقل سليم، وتنتشر في مناطق عدة، فما السبب؟ وكيف يمكن لإنسان كرمه الله بالعقل أن يسعى بنفسه لحياة الذل التي اخرجه الله منها؟! ولماذا يمكن أن يصبح شخص يمني حاقدا ولئيما لهذه الدرجة المفزعة؟! وحاقدا على من؟! على جيرانه وأهله وشعبه!! ولماذا قد يصل لدرجة لا يبالي فيها أن تزيد خصومته لدرجة أن يتمنى أن يحرق كل من حوله حتى لو أدى ذلك لأن يحترق هو؟! بل وأنه يصل لدرجة ان يلوم الله – استغفر الله – انه يؤيد المستضعفين؟! ويصل لدرجة انه يمتنع عن الصلاة حانقا من خالقه على أنهزام العدوان!!
طبعا هذه النفسيات موجودة بكثرة في القرآن الكريم لتعبر عما يمكن أن يصل أليه النفاق بأهله، والقلوب متى ما قست قد تصل بأصحابها إلى مستويات لا يمكن تخيلها، وقد حكى الله عن تلك الآيات والمعجزات التي أيد الله بها رسله وكيف كان رد أقوامهم، وكان المفترض بهؤلاء ان يأخذوا العبرة من هذه الدروس الجاهزة والتي بفضل الله وصلت ألينا بيسر حتى نعتبر.. يقول أبن خلدون في هذه الحالة: “من سيم الخسف تمرس عادات النفاق”، بمعنى أن الذي تسلط عليه الظلم لفترة طويلة فأنه يعتاد طبائع النفاق من كذب وخيانة وفجور، وهذا ما أظنه حدث مع هؤلاء الخونة بالضبط.
أصبحنا نرى الخيانة بصورة علنية بعد ان اختفت لفترة بسبب الخوف من رجال الثورة، ولكن بعدما رأى هؤلاء المنافقين التعامل الراقي معهم والتسامح أعلنوا عن انفسهم تحت مبررات واهية، وبمرور الوقت أعلن أخرون عن موقفهم متشجعين بمن سبقهم، وهكذا وجدنا اخيرا هؤلاء في الباصات والشوارع والاجتماعات وفي كل مكان يبثون هذه السموم التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتباينات بين المجتمع.. فما الحل؟
في مرحلة ما يجب أن تتخذ أجراءات شجاعة، ونحن شئنا أم أبينا فأن وسائل العدوان لن تسكت عنا، وهم يكذبون في حقنا ليل نهار بصورة مستمرة.. الحل يكمن برأيي في فرض حالة التوعية في كل مكان، خاصة في المساجد. يجب ان تفرض الدورات والأجتماعات الثقافية لتعرية هؤلاء أمام الناس، ويجب أن تتاح فرصة للناس لمنع هذا الوباء من الانتشار، فالخيانة ليست وجهة نظر كما قال الكاتب صلاح خلف، بل هي عمل هدام يهدف لتهيئة الظروف لأضعاف صمود الشعب وتمكين عدوه منه ليفعل به ما يشاء، فلماذا لا يسمح للناس بالدفاع عن حريتهم وعزتهم وكرامتهم؟! ولتأخذ هذه المبادرات الشكل التنظيمي الذي تراه الحكومة صحيحا، او ان تقوم جهات حكومية بعينها بتلقي الشكاوي وملاحقة هذه الظاهرة الهدامة، والغرامات تعني المزيد من الإيرادات، والقضاء على هذه الظاهرة يعني المزيد من الأستقرار والصمود، أليس كذلك؟!
أما أولئك المنافقين فلا أرى فائدة من تذكيرهم، ولكني انصحهم ان يتقوا الله في انفسهم وفي شعبهم الطيب المظلوم، ويوم الندم قادم لا محالة، وأخشى ما أخشاه عليهم أن يأتيهم الموت قبل أن يتوبوا.. أسألوا أنفسكم قبل أن تسألوا، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإلى أين يمكن أن تصلوا بحقدكم هذا؟ ماذا يضير في أن تنضموا لبقية شعبكم العزيز؟ لماذا تكرهون أن نتحرر ونتطور ونعيش بلا مشاكل؟! حتى لو كنتم تؤمنون بأن هذا لن يحدث، فلماذا لا تصمتون وتتفرجوا علينا فقط؟! دعوا اليمنيين يحاولون فقط! فهل ستخسرون شيء؟! بالعكس، فأذا ما انتصرنا فلابد أن ينالكم من الخير جانب، أما تمكين العدوان من بلدكم فأنه سيعني أن الشر سيصل إلى كل بيت، ولكم في الشعوب الأخرى عبرة لو كان لديكم منطق وضمير.. والله من وراء القصد.