مأساة كربلائية .
إب نيوز ٢٣ مارس
فاتن جبران
ها قد عادت إلينا ذكرى مؤلمة لمأساة كربلائية، أبكت العيون، و أوجعت القلوب، ذكرى امتزجت بين المظلومية والانتصار فلم أعد أدري من أين أبدأ حديثي؟؟ و ماذا عساني أن أقول فالكلمات لن تكون كافية، و الكلام يطول ويطول .
ففي وقت ساد فية الضلال و الخنوع و أصبح الواقع العام و الحالة السائدة بالنسبة للأمة هي التجاهل واللامبالاة تجاه هذا الواقع المرير، والغفلة أمام مايحصل من مؤمرات تحاك ضد الأمة .
تحرك الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي بحركة القران، و أحيا في الأمة ثقافة الجهاد والاستشهاد، بعد أن عم فيها الفساد والإفساد، و أيقضها من غفلتها وسبات نومها، وعمل على أخراجها من واقعها المليء بالظلمات إلى الواقع الذي يجب ٱن تكون عليه وهو الواقع القرآني .
ولكن في كل زمان ما أن تصحو الأمة من غفلتها، وتتحرك ضد أعداءها، تشن الحروب ضدها، و تحاك المؤمرات لإفسادها.
فحينما أحست أمريكا بالخطر على نفسها، عملت على تحريك عبيدها، لشن حرب لإطفاء نور الله و إسكات صوت الحق، فتحركت السلطة اليمنية السابقة بجدية للقضاء على المسيرة القرآنية، استرضاء لأوليائها، أمريكا ومن يدور في فلكها، و استمرت تلك الحرب تستهدف البيوت الآهلة بالسكان، بهدف القضاء على الشهيد القائد لتنتهي معه المسيرة القرآنية.
وهنا عادت مأساة كربلاء من جديد، امتزجت المظلومية بالانتصار فكما حوصر الأمام الحسين عليه السلام ونساؤه و أنصاره بكربلاء ، و قطع عليهم الماء و أحرقت خيمهم، هاهم أحفاد يزيد يستخدمون تلك الأساليب، ففي الأيام الأخيرة من الحرب الأولى في كربلاء مران حوصر الشهيد القائد ومعه أطفاله و نساؤه داخل الجرف وقطع عليهم الماء و وضخ بدله البنزين و أشعلوا الجرف وعملوا على تفجيره بالألغام ، فتساقطت الصخور على السيد حسين فأصيب إصابة بالغة في ظهره و أغمي علية لساعات ثم خرج من الجرف محمولاً على الأكتاف وهو مثخن بالجراح، وقد خرج بناء على أمان قد أعطوه ، ولكن ما أن وصل إليهم حتى شنو حقدهم وجشعهم، وصبوا عليه نيران أسلحتهم من كل جهة ، فارتقت روحه الطاهرة إلى ربها.
ففرحوا فرحاً شديداً، وظنوا أنهم بمقتله قد أطفوا نور المسيرة القرآنية، ومحوا ذكرها، ولكن هيهات لهم ذلك فقد خابت آمالهم ومساعيهم، وتلاشت أوهامهم
وهاهي المسيرة القرآنية، والصرخات الحسينية، يصل صداها إلى العالم ويشرق نورها على الدنيا لتطفى نيران أحقادهم، وتكشف زيف أدعاءدتهم ، وتحبط مؤمراتهم و أعمالهم.
وعهداً منا ياسيدي بأن نبقى على الدرب ماضون، و للعهد أوفياء مخلصين، رحلت عنا ياسيدي بجسدك ولكن روحك مازالت بيننا، فأنت ياسيدي سر لصمودنا .