ولنتذكر أن هذه الإجراءات مؤقتة!
إب نيوز ٢٣ مارس
عبدالملك سام
ماذا لو ظهر وباء كورونا في اليمن؟! أولا أحب أن أؤكد أن هذا المقال ليس بهدف أثارة الفزع، بل من باب التحدث عما يجب أن نتخذه في حال ظهر هذا الوباء في اليمن فجأة.. أرى البعض منكم وهو يتبرم غضبا مني لفتح هذا الموضوع من باب “تعوذب” او “فال الله ولا فالك” ….الخ، وأنا أعذرهم، ولكن نحن لسنا بصدد الفال السيء بقدر ما نحاول أن نتحدث كأخوة وأصحاب عما يجب وما لا يجب، لذا أفتحوا صدوركم قليلا، وأستمعوا لكلامي بصدر رحب..
الأعلان عن الوضع يجب أن يتم عن طريق جهة رسمية، ومعنى هذا أنك ستجده عبر وسائل إعلام رسمية، وهنا أقترح ضرورة وجود تطبيق رسمي تابع لوزارة الصحة يوفر التعليمات والمستجدات، كما يجب أن يوضح التطبيق – كما في الصين – أسماء المصابين ومكان أقامتهم والأماكن التي زاروها وحالتهم الآنية، ويتم تحديث المعلومات والتعليمات بشكل فوري. طبعا هذا سيتيح للآخرين معرفة من خالطوهم لأتخاذ تدابير الوقاية من العدوى. كما أؤيد ما تم أعلانه من اماكن مناسبة للحجر الصحي، وقد أنزعجت بمنشور لأحد الكتاب المرموقين ينتقد توفير أماكن جيدة للحجر والرعاية الطبية بأعتبار أن هذا سيغري الآخرين للذهاب هناك!! وبرأيي أنه من المفيد أن يسلم الشخص نفسه للفحص والحجر بدل أن تؤدي هذه الفكرة لخوف البعض من فكرة الحجر الصحي الضروري، مع اني أوافقه الرأي بضرورة أقفال المنافذ لفترة عملا بطريقة الحجر التي دعا لها رسولنا الكريم.
ثقافة اللامبالاة التي لدى الكثيرين قد تضر بالمجتمع بأكمله، وأتباع التعليمات ليس عيبا أو دليل على الجبن والخوف، بل أن من يتبعها هو شخص واعي ومحترم وملتزم دينيا أيضا، ولنتذكر جميعا أسرنا وخاصة الضعفاء وكبار السن والأطفال. يجب أن نفهم ضرورة الحرص على عدم التسبب بالخطر لأسرنا ومجتمعنا، كما يجب العمل على تقليل خروجنا ألا للضرورة وتجنب التجمعات والزحام تماما، ولنتذكر أن هذا الإجراء مؤقت ولن يطول. ويجب أن يكون الشخص واعيا عما يمسك بيده خاصة الأغراض والأسطح المكشوفة. يمكننا أن نترك كيسا كبير ومتين في جيوبنا، ونطلب من البائع أن يضع الحاجيات فيه، على أن نقوم بتعقيم الأكياس عند وصولنا المنزل كون البائعين أكثر الناس عرضة للتلوث بسبب كثرة الأشخاص المرتادين للمتاجر والأسواق.
بالنسبة للأسواق أرجو أن تتذكروا أنها من الأماكن الخطيرة التي لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب دخولها، لذا يفضل أن نشتري حاجياتنا من الأطراف وترك الحرص الشديد على أقتناء الأفضل والأرخص عبر التنقل بين المتاجر، يكفي على أن تحصل على ما تحتاج ولو بجودة متوسطة طالما سيجنبك التوغل في السوق، ولبس الكمامات الطبية النظيفة مناسب جدا، كما أنه يذكر الآخرين الذين يقابلونك بأهمية الحذر من المصافحة والعناق. تجنب التجمعات حتى في المساجد، فأوقات الصلاة تسمح بأقامة عدة جماعات صغيرة وتحاشي الأزدحام، ولنتذكر أن من شروط الحج أمن الطريق، فلا بأس بالصلاة في الجامع بطريقة أمنة وترك الأحتشاد، أما في صلاة الجمعة فيجب الحرص على أن تترك مسافة مناسبة بينك وبين الآخرين وتجنب المصافحة بعد الصلاة واستبدالها بالدعاء لبعضنا، فهذا يؤدي نفس الغرض، وأقترح توفير معقم بكل مسجد فهذا مما يؤجر الناس عليه.
أطفالنا يحتاجون لوقت المرح، وهذا ما يمكن توفيره في حوش البيت المغلق او عبر تفريغ غرفة صغيرة لهم، كما يمكننا أن نقوم بنشاطات معهم وعلينا الا نقلق عليهم هذه الفترة فقط من الجلوس لساعات أمام التلفاز، ويفضل أن نوفر لهم مواد مسلية ومفيدة، ولنتذكر أنها فترة مؤقتة فقط. يجب توعية الأطفال بالنظافة وطرق الوقاية من المرض بأساليب يفهمونها، كما يجب تجنيبهم التعرض للتلوث عبر أي غرض يأتي من خارج المنزل قبل تعقيمه، وهذا يستوجب وجود علبة رذاذ قرب المدخل فيها مادة معقمة بنسبة تركيز مناسبة تقوم ربة المنزل برش المواد الداخلة للمنزل قبل ملامستها وأيضا مقبض الباب، كما يجب أن يغسل الجميع أيديهم ووجوههم عند دخول المنزل قبل أن يمسكوا أي غرض في المنزل.
أذا أصبت فلا تفزع، ظهور بعض الأعراض عليك لا يجب ان يقلقك، فقط أحرص على الحصول على تشخيص جيد وعدم مخالطة أهلك بترك مسافة بسيطة بينكم وعدم لمس أي شيء يمكن للأخرين استعماله، كما أن أصابتك بكورونا لا يعني بالضرورة أنك ستموت، فحسب المعلومات المتاحة بأن نسبة الوفاة منخفضة بينما نسبة التعافي مرتفعة جدا جدا، فلا تخف وأحرص فقط على عدم نقل العدوى لمن حولك، والمستشفيات لدينا تعمل بالمتاح بشكل ممتاز، والجميع حريصون على سلامتك وسلامة مجتمعنا من هذا الوباء.. لا تتردد في طلب المساعدة عند ظهور كل أو بعض الأعراض الشائعة مثل الحمى والتهاب الحلق والسعال والزكام خاصة صعوبة التنفس والسعال الجاف والقوي.
من قال أننا أقل من الصين أو اليابان؟! بقليل من الحرص يمكن أن نجنب أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا أي مخاطر، ودون الحاجة للروبوتات والتقنيات العالية غير المتوفرة حاليا. ولنتذكر كيف واجهنا وباء الكوليرا سابقا رغم التهويل الذي صاحب أنتشاره في بلدنا رغم شحة الأمكانيات، وتغيير نمط الحياة قليلا وبشكل مؤقت قد يجنبنا الكثير من المشاكل وربما فقد من نحب لا سمح الله. نحن شعب عظيم وبلدنا بلد الحكمة، وكم رأينا رعاية الله لنا طوال الفترة الماضية، فواجهنا الحروب والمجاعة والأوبئة وترسانات الأسلحة الحديثة والحصار الظالم، وكنا خلال كل هذا صامدون ومتسلحون بإيمان ووعي ثابتين، ونحن اليوم أمام تحدي جديد، وسنقهره بأذن الله وعونه.. ودمتم بألف خير وصحة.