المرأة اليمنية.. خمسة اعوام من صناعة الإنتصارات .
إب نيوز ٢٥ مارس
*إكرام المحاقري
من هنا تبنى الأوطان وتتحرر من قيود العبودية والاحتلال.. في حضور سبأ وحمير لسنا بحاجة إلى من يعلمنا ماذا يجب أن نعمل، فنحن الشعب اليمني العريق لنا أصالة تعلم منها كل من عبر التاريخ كيف تُبنى الأوطان من تحت الانقاض، وكيف يستقل القرار في وجود شرذمة لئيمة من العملاء الاشرار، وإلى براقش لنا فيها زخرفات حكاية حيّكت بخيوط ذهبية متلئلئة، وخطت بحبر الدماء وصبر الثكالى، وعطاء النساء، ولتشهد على عظيم كل ذلك خمسة اعوام من الصمود الاسطوري.
فراق ومعاناة، ألم وانين، فقر وحاجة، قابلها صبر وثبات، بذل وعطاء، صرخة حق، أمرً بالمعروف ونهيً عن مكر تجسيدًا لقوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} كذلك {بعضكم من بعض}.
وليكن كل ذلك عنوان لبزوغ فجر النصر والفتح المبين للشعب اليمني الحر المجاهد, فلولاها لما كان ذاك العظيم داعس بقدمية الحافيتين على فخر الصناعات الأمريكية، ليدعس بذلك على كرامة أمريكا نفسها, ولولاها لما كان هناك وطن آمن وحدود مشتعلة بالنار يفر منها تحالف العدوان الغاشم وكل من سبح بحمدهم الجاحد, ولولاها لما قلنا وصرخنا وهتفنا قادمون في العام السادس، فهي حقا نبراس لكل ما تم ذكره، وأنه لقليل أمام تضحية أم واخت وزوجة المجاهدٍ, شهيدٍ, جريحٍ, أسيرٍ , ومفقودٍ، فهذه هي المرأة اليمنية بكل فخر.
لربما حاول اعداء الأمة والدين حرفها عن صراط الله المستقيم بتقديمهم ثقافات تدجينية ماجنة، غربية دخيلة على الدين تحت مُسمئ حرية وديمقراطية وإنفتاح وتطور، حسب واقعهم وواقع من أصبحوا متقبلين لهذه الثقافات الدخيلة على الإسلام وقيمه ومبادئة الأصيلة والتي تختص بها المرأة قبل الرجل، لكن رهانهم خسر وتلاشى أمام حفيدة الزهراء ذات الثقافة القرآنية والوعي الثابت تجاه مؤامرات حيّكت من أجل اضلالها وضياعها وافسادها وافساد المجتمع من خلالها, فوضعت نفسها حيث أراد الله لها أن تكون مسلمة قانتة، مسبحة مستغفرة، عفيفة طاهرة، باذلة صابرة محتسبة لاتقل شأن عمن خُلد ذكرهن في صفحات القرآن الكريم، فهذه قد حذت حذوهنّ ولها فضل على الدين حالها كحالهنّ.
تعرفت المرأة اليمنية خلال الخمسة اعوام من العدوان على مسؤليتها الوطنية والدينية، فكانت مجاهدة وشهيدة، ومن تحت الانقاض نهضت لتعد عدة المواجهة للعدوان, كان لها دور بارز ومهم في ثبات الجبهات، حيث رفدت الجبهات بالمال والرجال والحلي والكعك والقوافل المتتالية تحت عدة عنواين مختلفة، ورفدت الوطن بالدم الطاهر والنفس الزاكية، واستبشرت بجثة عادت من ساحات الوغى وقد أرتقت روح فلذت كبدها إلى جوار الرحمن، ليكون لها موقف خجل منه التاريخ لعظمته وهيبته حين انشدت الاهازيج والزغاريد وأطلقت النار قائلة: أهلا ياولي الله، رافعة رأسها عاليا بكل فخرٍ وشموخٍ واعتزاز بمن قدم نفسه رخيصة في سبيل الله ولم تكن هي الاخرى فتنة له لتصده عن سبيل الله.
لم تؤطر المرأة اليمنية مواقفها في دائرة محصورة في الجبهة الاجتماعية بتجهيز القوافل والصبر على فراق الاحبة وانتظار المصير الذي قدره الله تعالى لها!! بل أنها وقفت بثبات في منبر السياسة بكل بلاغة وشجاعة وطلاقة، خرجت المسيرات الاستنكارية ووقفت الوقفات الاحتجاجية، صرخت حتى سمع صوتها العالم الخانع, كانت تلك الإعلامية الكاتبة الشاعرة المخترعة، بل أنها جبهة متكاملة لها بصمتها ورونقها الخاص في صناعة النصر المؤزر لليمن واليمنيين.
فمهما تحدثنا وتكلفنا في الحديث لن نوفي المرأة اليمنية حقها، ولن نصل إلى ذرة من قدرها، ولن نستطيع وصف عظيم تضحياتها، فالوطن والدين والشعب والعالم اجمع مدين لها بمنهج ستتعلم منه الأجيال التضحية والثبات، وسيتعلم منه العدو أن اليمن مقبرة الغزاة ليس الغازي المحتل للارض فقط بل الغازي المستهدف للعقل والعقيدة والهوية الإيمانية بحرب ناعمة باردة.
فقد انتصرت المرأة اليمنية بقوة إيمانها على العدوان العسكري لخماسي الشر الصهيو سعو أمريكي الإماراتي البريطاني كما انتصرت على عدوانهم الثقافي, فليس لهم في اليمن سبيل إلا العودة إلى بيت العنكبوت {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت} والعاقبة للمتقين.