كورونا تربصٌ وإهمال
إب نيوز ٢٦ مارس
سارة الهلاني
انفجر فيروس كورونا بدءا من أكثر الدول قوة وإعدادا لأي نوائب وخطوب مسببا وباء ‘covid 19’ الذي حصد أرواح الآلآف في غضون أسابيع بل أيام و العالم كله في مونتاج فيلم رعب كالعادة المعهودة أنتجته أمريكا في ‘هوليود’ الإبادة والسيطرة العالمية وبدون مدة تصوير أو نقل بث عبر الأقمار فالصورة مباشرة والحدث حصري والإحصائيات اليومية توجز صعوبة الموقف وتُحذر من خطورة المأساة.
وإيطاليا في الأمس القريب 651 حالة وفاة حصدها الفيروس وكان العدد أكثر في اليوم الذي يليه ، بالمئات وليس بالعشرات!
وإن فتك عشرة أشخاص في اليوم الواحد أو أقل فإنه موجع وأداة قتل وإبادة لابد من التصدي لها وأن نبادله نفس السرعة وبطرق أشد من طرق انتشاره.
السيد القائد العلم عبدالملك الحوثي بعد أن حمدالله أن اليمن ماازالت خالية من أي إصابة بالفيروس قد أوضح وأكد بشواهد واقعية وتاريخية بأن (كورونا ) صناعة أمريكية وألهم بالحجة القرآنية عاقبة التفريط وحتمية العقاب على من يُلقي بدلوه في بئر التهلكة ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ خاصة ونحن شعب مُعتدى عليه ومحاصر أولاً، ثم يفتقر لكثير من العدة الطبية الرئيسة والتجهيزات الصحية ثانياً ؛ فلما نسمع هزير الاستهتار ونشاهد عصيان اللامبالاة بالإجراءات الإحترازية والخطوات الوقائية التي أعلنتها الدولة!
يقول الكثير : الله رحيم بنا ولن يزيد الطينة بلة واللي فينا يكفينا….
نعم ؛ ومن أعظم من الله رحمة ومن أشد منه عقاباً أيضاً، لأنه إن كان موقفنا هذا يعبر عن توكلنا عليه فالتوكل له مقتضى الاستعانة بالأسباب التي تؤهلنا لرحمة الله فعلاً ولا سيما أنه أداة إجرام افتعلها عدو لله وللبشرية فلا بد من التسليم والعمل بقول الله ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم﴾ ولا أظن أن الإعداد لمجابهة العدو هو عتاد عسكري بحت بل إعداد نفسي ثقافي بالدرجة الأولى وهذا مانحتاجه الآن.
الدول العظمى انهارت قواها أمام صِغر هذا الفيروس الكبير بأثره حِيال تجاهله والاستهانة به فسمع العالم عويل بكاء رؤوساء قادة النفط والاقتصاد وتراءت للأنظار هشاشة كل إمكانياتهم فقط بسبب إهمال الوعي بخطورته واستهتار شعوبهم بقوانين محاربته ونحن الشعب اليمني وضعنا الاقتصادي والخدمي لن يخّفض عننا سعر الفاتورة والأرواح التي حصدها العدوان لن تكون شفيعاً لأن يفتك بنا هو الآخر بل الواقع أشد والضربة ستقصم وبشراسة فالعدو متربص بكل ماأوتي وانتشار الفيروس في بلاده لم يشغله بأن ينقله إلينا بل أنه اعتبر الفيروس أحد أوراقه الجديدة لحربنا وبجهد بسيط وبدون تكلفة ونحن نتفاخر بسمفونية الإهمال وأن طائر السلوى على رؤوسنا يحمي ويشفي.
الدولة تبذل قصارى الجهد وعظيم الإنجاز والحفاظ على كل روح يمني ولابد من شعب يحتضن قرارات القيادة بجدية وصدق عملي وتعاون وإلا ستفشل كل قامت به الدولة فلا نجاح لها الا بتعاون الشعب ، ألا نتذكر الٱمام علي بن أبي طالب حين قال: “أفسدتم علي رأيّ” كيف كان الإمام علي على ماهو من بحر العلم وسداد الحكم وصوابية الرؤية بإيمان وسياسة قرآنية إلا أنه حين تخاذل القوم ولم يتجاوبوا معه ومع مصاديق دروسه ودعوته لجادة الصواب وفلاح المصير أفسدوا رأيه بأن عصوه فما طُبق حكم الله بينهم ولا صلح لهم حال.
وما الذي يعسر علينا الإلتزام بالنظافة الشخصية والعامة ، ورفع مستوى المناعة بالغذاء الصحي والنظيف ، ومنع انتشار أي حالة بعدم الاختلاط وتجنب الزحمة والتجمعات….. الخ، كلها إجراءات لا أبسط منها وإن أهملناها ولاقدر الله فسيكون أثر عدم العمل بها كبير جدا لدرجة أن أول حالة ستكون سببا لوفاة العشرات بل المئات وسلامتكم.