امساحل امغربي؟!
إب نيوز ٢٦ مارس
عبدالملك سام
تطالعنا يوميا أخبار عن أعتداءات متكررة وخروقات للمرتزقة لكل الاتفاقات والمواثيق كعادتهم، ومن المؤلم حقا أن نجد مرتزقة يمنيين يعتدون بكل غل وحقد على مناطق سكنية يقطنها ناس بسطاء من أبناء الشعب اليمني. هذه الاعتداءات والانتهاكات مستمرة سواء قبل الأتفاقيات أو بعدها، ألا أنها تشتد بحسب مزاج ورغبة النظامين السعودي والإماراتي، وقد عملت قوى الأحتلال على وضع المرتزق اليمني في خط المواجهة، بينما يحظى مرتزقة أخرون بمواقع خلفية للرقابة على ما يقوم به المرتزقة المحليون!
هؤلاء المرتزقة المحليون تجاوزوا المتوقع منهم، فحصارهم وحقدهم على أبناء جلدتهم أذهل المحتل نفسه، نعم هو يعتبرهم رخيصين ولذلك هم ينالون أقل الأجور بالمقارنة مع باقي المرتزقة، لكنه لم يتوقع أن يكونوا بهذا الحمق والشراسة على أبناء شعبهم، بل ويجد من يتبرع منهم بأفكار وأعمال لم تخطر له ببال! والأسواء أنهم يشاهدون المحتل يستعبد وينتهك حرمات اليمنيين دونما أي ردة فعل تذكر، حتى أنهم قد يشاركوه جرائمه ضد المواطنين المستضعفين من أبناء اليمن بكل جراءة ووقاحة قلما وجدت في بلدان أخرى، وهذا ما يفسر معاملة ضباط الاحتلال مع كل مرتزق يخالف أوامرهم، حيث يعذبونهم بكل قسوة وأحتقار وأمتهان دون أن أي تردد أو خوف من أي ردة فعل لديهم!
ليس سرا أن نقول أن معركة الساحل تختلف عن المعارك في أي منطقة أخرى، خاصة في ظل تواجد طيران العدوان وطبيعة تضاريس تلك المناطق، ولولا هذه الظروف كانت معركة الساحل قد حسمت منذ وقت مبكر، ولكن تراكم الخبرات لدى المقاتل اليمني شكل سدا منيعا أمام أحتلال الساحل بالكامل، خاصة بعد التخلص من الثغرات التي شكلها عفاش وزمرته والتي سمحت للأحتلال بالتغلغل وسقوط عدة مناطق في الساحل الغربي والجنوبي للبلاد، ونحن بحاجة لتحييد طيران العدوان تماما أذا ما أردنا تحرير تلك المناطق، وبأذن الله مع تطور قدراتنا الدفاعية سنصل لتحقيق هذا الهدف.
تأخير معركة الساحل كان قرارا صائبا برأيي، لكننا كنا في غنى عن هذا لو تحرك أبناء تلك المناطق بشكل أكبر وأكثر جدية، فنحن نشاهد أبناء مدينة الحديدة مثلا والذي شكل تحركهم الجاد والقوي درعا حصينا أمام قوى الاحتلال التي سعت لخنق أبناء الشعب اليمني عبر أغلاق موانئ الساحل طمعا في اخضاع الشعب وتركيعه بالمجاعة التي طالما هددونا بها، فقد رأينا ما يحاولون فعله عبر عرقلة سفن الغذاء والمشتقات النفطية والحرب البيولوجية التي شنوها على المناطق الزراعية وصفقات الغذاء والدواء الفاسدة، ولكن بفضل الله لم يصلوا لمرادهم بل أن صمود الشعب أزداد صلابة رغم خمس سنوات من الحصار الظالم.
هنا نجدد الدعوة لأبناء تلك المناطق بالتحرك الجاد والفاعل والقوي، فهذا كفيل بأذن الله بتغيير الواقع المفروض علينا بأكمله كونهم أبناء هذه المنطقة المستهدفة واكثر دراية بتضاريسها وسكانها، ويجب أن يعوا أن الأحتلال لن يتسامح مع أولئك الساكتين، وقد رأينا توجهه نحو شرذمة ونشر الصراعات والأنتهاكات في المناطق الخاضعة له، كما على أبناء هذه المناطق أن يتخلصوا من أثار الأهمال والظلم التي عانوا منها في الماضي وجعلتهم أسيري وضع مؤلم، يجب أن يعرفوا أنهم جزء عزيز من أبناء شعبهم الأبي، وهم قادرون على فعل المعجزات كما فعل أخوانهم في باقي الجبهات. أيضا على القيادة العسكرية على العمل لضم أبناء هذه المناطق لقواتنا العسكرية بشكل أكبر لما يمكن لهذا أن يؤثر أيجابا في حسم معركة الساحل التي تشكل جزءا مهما من معركة التحرر والأستقلال التي نخوضها، فنحن نعلم كيف كان النظام السابق يتعامل معهم في مسألة التجنيد والتوظيف.
يجب أن نفكر في حلول غير تقليدية لحسم المعركة، ولا يجب أن نقف عند حد طالما ونحن نرى ما يفعله المرتزقة والعملاء بأبناء شعبنا في هذه المناطق. في العام السادس يجب أن نشحذ الهمم كما في العام الأول، وأن ننتصر في معركة الوعي المستمرة خاصة وقد أصبح لدينا رصيد كبير من الخبرات والقدرات، كما أن العدو اصبح لديه أسواء سمعة وبات غالبية الشعب يدرك نوايا هذا العدوان الشيطانية لاحتلال ونهب وأستعباد اليمن وأهله. العام السادس سيكون عام أنتصارات بأذن الله، وما علينا سوى أن نصمد أكثر ونقف صفا واحدا ونشارك في معركة التحرير التي ستغير واقعنا وواقع المنطقة إلى الأبد، والعاقبة للمتقين.