مبادرة عبد الملك الحوثي بإطلاق سراح أحد الطيارين وضباط سعوديين مقابل إفراج السعودية عن معتقلي حماس تضع المملكة أمام أربعة خيارات فأيها تختار؟..
إب نيوز ٢٧ مارس
أطلق زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بشكل مفاجئ مبادرة تقوم على استعداد الحركة الإفراج عن احد الطيارين وأربعة ضباط وجنود سعوديين أسرى لدى الحركة مقابل افراج السعودية عن معتقلين من حركة حماس داخل السعودية . ووضع الحوثي المبادرة في سياق تضامن اليمن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية . وأشار السيد الحوثي إلى أن النظام السعودي يحاكم المختطفين الفلسطينيين بتهمة دعم جهة “إرهابية” ويقصد المجاهدين في المقاومة الفلسطينية.
حركة حماس وعلى لسان القيادي البارز فيها محمود الزهار رحب بالمبادرة واعتبرها هامة جدا و أفرحت قلوب كل المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين”.. وقال الزهار في اتصال مع ” قناة الميادين” انه وفور سماع المبادرة في خطاب عبد الملك الحوثي بادر بالاتصال برئيس الحركة إسماعيل هنية الموجود خارج غزة، وبحث معه هذه المبادرة واتفقوا على العمل للاتصال بحركة أنصار الله ووسطاء لم يكشف الزهار عن هويتهم لتفعيل آلية تضع المبادرة موضع التنفيذ، وأضاف الزهار أن المبادرة تؤكد وحدة صف قوى وحركات المقاومة.
حركة أنصار الله وبعد خطاب عبد الملك الحوثي إطلاقه مبادرة إطلاق سراح معتقلي حماس في السعودية، أعلنت أنها لن تكتف بإطلاق المبادرة عبر الإعلام، إنما سوف تقدم المبادرة رسميا للجانب السعودي حسب المتحدث باسم الحركة.
ولكن كيف ستتعاطى الرياض مع هذه المبادرة ؟ حسب رأي محمود الزهار فإنه من الصعب معرفة ذلك الأن . ولكن يبدو أمام السعودية عدة خيارات أولها قبول العرض لأنه مغري ويؤدي إلى الافراج عن ضباط سعوديين إذ أن هذا الملف محل اهتمام من قبل السعودية وطرحته في أكثر من مسار ومع وسطاء . والاحتمال الثاني هو أن السعودية قد تجد في المبادرة انتصارا سياسيا لحركة أنصار الله امام الرأي العام العربي والإسلامي والذي مازال يعتبر قضية فلسطين هي القضية المركزية ولن تعطي الرياض هذا الانتصار الواسع التأثير للحركة اليمنية . أما الاحتمال الثالث هو أن تفرج السعودية عن معتقلي حماس بدون مقابل وبدون قبول المبادرة اليمنية وبالتالي تمنع حركة أنصار الله من تحقيق مكاسب من هذا الملف، أما الاحتمال الرابع وهو الأرجح هو أن السعودية سوف تتجاهل تماما المبادرة وكأنها لم تحصل.
وفي ايلول سبتمبر العام الماضي كشف حماس للمرة الأولى بعد صمت استمر لشهور عن اعتقال السلطات السعودية للقيادي فيها محمد الخضري (81 عاماً) ونجله الأكبر، وعدداً من الفلسطينيين المقربين من الحركة.
وقالت الحركة في بيان صحافي إن جهاز مباحث أمن الدولة السعودي، اعتقل الخضري في 4 نيسان/أبريل الماضي، في عملية “غريبة ومستهجنة”، بعدما قضى نحو ثلاثة عقود في مدينة جدة، عمل خلالها كمسؤول عن إدارة العلاقة مع السعودية على مدى عقدين من الزمان، متقلداً مواقع قيادية عليا في الحركة.
بيروت ـ “رأي اليوم” ـ كمال خلف: