مالت علـّى كتفي وبكت
ماريا الحبيشي
قبل أن تجيب بصوت شاحب ينوء بالتعب مخنوق بالضجر نظرت لـٍها وقالت لي غني بألحانك،
أجبتُها كيف سأغني يايمني وفي جسدي تسري دماء رثائي قبل الغناء والفرح سوف أخيطه بدمائي وخطوطه علـى حدودك ممنوع اﻹقترب هذه أرض مقدسة بدماء الشهداء هذه أرض حرة
وكان أول سؤالي لـٍهآ ماذا تريدي يايمن وسأفديك بروحي… ؟
نظرت إلي ومالت علـّي وبكت ،
اشتعلت بداخلي القوة واﻹنتقام
عند ذلك ردت علي وقالت: وفي ألحانك متسعاً لي ؟
قلت لـٍهآ :ألحاني كلها تتحدث عليك وكيف تسألين هذا السؤال وأنت لحني المنشود ؟!
ردت بنبرة رائعة :كلي فداكي وبدأت بالتعبير عن أحزانها وهي مخنوقه تكتمها نبرات الحزن المريره
وقالت :كفى ألا تنتهي حركة الدرامية فيني تشتت أجزائي وتقسمت أضلعي وأبنائي مشردون يتقاسمون نهاري وليلي
مِِـتــى تنتهي أحزاني؟ ويعود أبنائي إلى صدري ليغنو معي بين أزهاري وأشجاري وألوان الشمس الذهبية.
كيف سأخبر الشمس أن تعود إلى أرضي؟ وتشرقي في صباحي كي تعود الفراشات علـى بساتيني وأزهاري ،وأصوات الهدوء ،والمياه تجري وتلمع كالسماء
كيف أخبر القمر الساهر معي في أعوامي الذي دمرني فيه العدو الصهيوني ؟
كان معي يواسيني كان يلمع في السماء الزجاجية والدموع تسري في وجنتي والظلام يحوم حولي والكائنات غادرت إلى أمد الغيب لم يبق معي سوى قمري وأحزاني وسألني ماذا بك يابلد اﻹيمان ؟
تساقطت دموعي وبحت ڵـهٍ بجميع أسراري
وقالت : قبل أن يأتي العسعس بأصابعهم المسمومة كنحاس صدى باتت حروفي بالانقراض أشتهي البكاء المستحيل هل سمعت بوطن ينسج العنكبوت خيوطه في أبوابه، وذاكرته ماذاعنها!! تفتت ، لٱ أريد إسترجاع كل ماحصل لي من أبنائي ولنكتفي بوحا يا عابرة المساء ولنلتقي مرة أخرى عند مصب السلام .