مواقف خالدة رغم الجِراحات العميقة .
إب نيوز ٢٨ مارس
*براءة الجمل
لقد اختنقت في جوف اللـيل حـين أمسكتُ قـلمي، وفاحت منه رائحة الـحبر، وبدأت بالكاتّبة على الأوراق البيضاء بقبضات من الحزن وتطرقت للـنفير العـام بـعد أن نظـر أبناءالشعب اليمنيّ أول مـجزرة فـي أول ليـلة مـن هذا الـعدوان وشـهد لهُ ذلـك اليوم 26مارس لعام 2015 والـذي شهدت فيه الـعاصمةُ صـنعاء بضـرب مـفاجىء وغدار فـوقفت صـنعاء تتـعجب من مناظر الأشلاء والقتل من أبنائها ،فحملت على عاتقها نفير الـجهاد من كـلّ الخونة .
بدأ العدوان في 26مارس وكـان يظن نفـسه أنهُ سيقضي عـلى شعـب فـي عدِة أيام أو إلى شهرين ، من خلال القـتل والدمار والقصف المدمر على هذا الشعب المظلوم والمنتصر ،شعبنا اجتمع في مظلومية وانتصار ، فـكان حجم المـظلومية كـبير ، فالمجازر لايمكن لهذا الشعب أن ينساها وقد تسجلت عبر التاريخ بحزن، القصف في الأعراس والعزاء ولم يرحموا الأطفال والنساء ،عدوان وحشي ظالم لم يرحم شيخ ولاعجوز لاطفل ولا امرأة.
ولمحة من مجازرهم هناك الطفلة إشراق التي تلاشت أجزاءها وهي كانت على حافة الطريق ذاهبة المدرسة تطلب العلم ، وهناك الأطفال الكثير الذين تم قتلهم بدون أيّ ذنب ،أطفال كالزهور، أطفال العشق، أطفال البراءة ،هم أطفال ضحيان الذين استهدفهم العدوان وهم على الحافلة عابرون إلى رحلة فذهبوا من كل الدنيا ، غابت الشمس من ضحيان _صعدة_ لأن أطفال ضحيان هم شمسها ونورها ، فهو جُرح عميق لايمكن لشعبنا أن ينسى تلك الجرائم البشعة المدونة عبر التاريخ .
لكن الشعب لم يصمت على تلك الجرائم ،ولم يستسلم لهذا العدوان ،بل تحرك إلى موقع العزة والكرامة إلى الثغور ، رجال هذا الشعب حملوا السلاح الشخصي وواجهوا كل الطائرات والكتائب ومدرعات الإبرمز وغيرها بصبر وثبات ونصر وعزة وقوة.
والتاريخ يشهد لمواقف عديدة منـها موقف الجندي الحافي وهو ينكل بأعداء الله ، هكذا هم رجالنا حفاةً ،يقتحمون بالسلالم بكل عزة وينادون :سلم نفسك ياسعودي أنت محاصر، كذلك موقف الشهيد عبد القوي الذي رفض الاستسلام لجحافلة الشرّ وقال :هيهات هيهات أن نركع لغير الله.
أيضاً موقف أبو قاصف الذي دمر كتيبة بأكملها بالحجارات.
والمجاهد الصامد الذي حامل شقيقه وصديقه في ساحات القتال وهو جريح والرصاص كالأمطار تتساقط فوق رأسه فـلم يبالي حاملاً بذلك روح الإيمان والأخوة المترابطة بالله تعالى.
ومواقف كثيرة من خيرة رجال هذا الشعب، مواقف عظيمة تقشعر منها الأبدان وتخشع لها كل الأصوات ، لأنهم الأنصار الذين انحنت لهم كل هامات هذا العالم .
منذُ خمسة أعوام سجل يا تاريخ تلك المواقف المشرفة عبرالأجيال ،وسجل لذلك المعتدي الخزيّ والعار عبر الأجيال ولهُ كل الصفحات السوداء عبر كل الأزمنة.
تعلم شعبنا من هذا العدوان كيف يواجه الأعداء وكيف يبني نفسه ويحقق حريته ، أخذ درس من هذا العدوان كيف يكون شعب يصنع وينتج ويبني نفسهُ بنفسه على كُل المستويات، وهو يحمل الثقة بالله والتوكل على الله وموقن بقولهِ تعالى(ومنْ يتوكل على الله فهو حسبهُ).
.