مُنقذ أُمّته .

إب نيوز ٢٨ مارس

*بنت صعدة

لقد أنعم الله على هذه الأمة التي كادت أن تُهلك أن سدد فيها قدوة، ليُحيي فيها دين الله الذي كاد أن يندثر بسبب التخاذل والسكوت على أعداء هذه الأُمّة وهم يعملون ليلهم ونهارهم لدمارها وإخضاع أبنائها ،نعم لقد سدد الله حُسيناً ليكمل الرسالة ويحمل على عاتقه قضية هذه الأُمّة التي كثر فيها من يجنون عليها وعلى الإسلام.

إنهم أولئك الذين يعرضون الإسلام على عقولهم فإذا وافقها قبلوه ، وإذا خالفها رفضوه. وقاصمة ظهر الأمة أن يتزعم هؤلاء المنافقين قضية الأمة أو يلبسوا لباس أهل التقوى فيُحِلّوا ويُحرموا فيَهلَكوا ويُهْلِكوا، لقد أكرم الله أهل اليمن إذ سدد منهم السيد حسين الحوثي ليتحرك في فضح كل الذين يتحركون لإخضاع هذه؛ الأمة وهلاكها .

ولا ننسَ كم عانى الشعب اليمني من حرمانه حتى أبسط حقوقه وهو أن يعيش بحرية وكرامة كشعب مسلم. وكذلك سُلِبَ جميع ثرواته وكل المقومات التي تمكنه من العيش مستقلاً ؛ مما جعله يعاني الفقر والمرض وسيادة الغرب عليه وتنعمه بسرقة ثرواته وكنوزه العظيمة .

فحال الشعب اليمني لم يكن يُرضي ذلك السيد المؤمن بالله. وكذلك وضع الأمة المزري مما هي فيه من جهل وفساد ديني وأخلاقي بسبب تركهم لكتاب الله والإستعانة بغيره من الغرب والأخذ بثقافتهم المغلوطة والهادفة لتدمير الأمة والدين الإسلامي.

من هنا ومن هذا المنطلق تحرك السيد حُسين ذلك الشخص البسيط القوي الإيمان بالله. فكان يمتلك روح وإيمان الأنبياء والمرسلين وهذا وحده كفيل بأن ينجز به أعظم أهدافه وهو إنقاذ الأمة ، هو لم يمتلك تلك الأسلحة الفتاكة والطائرات والدبابات وغيرها لتكون حافزاً ودافعاً للتّحرُك لمواجهة أمريكا ومن معها.

لكنه كان يمتلك الثقة بالله ،كان يمتلك قوةً عُظمى وجبّارة؛ هي قوة الله التي واجه بها كل من وقف في طريقه ليصده ويوقفه عن إكمال ذلك المشروع والهدف القرآني لإنقاذ الأمة، ذلك السيد لو يكن يمتلك ربع ما أمتلكته ملوك العرب من أسلحة وأموال لكانت مصدره الأساسي لمواجهة أمريكاولكنه كان يمتلك بصيرة وهدى من الله لأنه أطاعه.

الحديث القدسي يقول ” عبدي أطعني تكون مثلي تقول للشيء كن فيكون” . كان يعتقد بأن القوة ليست قوة المال والسلاح. وإنما القوة الحقيقية هي قوة الله التي يُمكنها ويهبها لمن يشاء، كان السيد حسين يمتلك روح المبادرة والجد والعمل للتحرك في بدأ تنفيذ ذلك المشروع لتغيير واقع الأمة. فكانت بدايةً عمله نشر الوعي الثقافي والقرآني لإرشاد الناس وإصلاح حالهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم كما عمل على حل مشاكل الناس ومساعدتهم وإنشاء بعض المدارس والمساجد ومبادرته على تعليمهم فيها وتوعيتهم ونشر ذلك الوعي الثقافي النابع من القرآن .

تحرك السيد حسين كداعية لا يخاف في الله لومة لآئم ، دخل مجلس النواب ممثلاً للدائرة *(294) في محافظة صعدة عام *1993م وأصبح نائباً من نواب حزب الحق. حرص السيد حسين بأن يوسع علاقاته بالشخصيات الإجتماعية المخلصة.
وكان السيد في ذلك المنصب يعمل على صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة ،فكان يجهر بالحق ويحارب الباطل ؛ وعرف بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة كل من يحارب الحق ويقف مع الباطل.

في ذلك الحين زادت همته لإكمال مابدأه لإخراج الشعب مما هو فيه من ظلم وخضوع وخنوع. فلم ينحصر تفكيره عند شعبه فقط بل كان هدفه هو الأمة بأكملها ، في ذلك الحين كان عشاق السلطة من عملاء وعبيد بني صهيون كعادتهم يحيكون مؤمرة وخطة لشن حرب باطلة و ظالمة في اليمن. ولكن السيد كان حريصاً جداً على مصلحة شعبه ووطنه فعمل بكل جدٍ وإهتمام على تجنيب اليمن حرباً كهذه. فكان ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين. ولكن لا جدوى من ذلك فعشاق السلطة أبوا إلّا أن تقوم تلك الحرب.

ولكن السيد نأى بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شركاء في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادرة الممتلكات ، فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم السلطة التابعة لبيت الأحمر التي فرضت إقامة جبرية لأعضاء مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي إلا أن السيد حسين لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضه للحرب لأن الخاسر فيها هو الشعب المظلوم.
وعبر عن رفضه هو ومن معه لهذه الحرب بمظاهرات حاشدة في صعدة وظل على هذا الموقف حتى نهاية الحرب.

وعندما أنتهت حربهم من الجنوب عادوا بكل حقد  للسيد حسين ومن معه لمحاربتهم حتى يوقفوا مشروعه القرآني ، فكم حاولوا إغراءه بعرض المناصب وغيرها ليتنازل ويتوقف عن جهاده ومشروعه القرآني ولكنه كان أقوى وأعظم من أن يتخلى عن مشروعه وهدفه في إنقاذ الشعب والأمة وعندما عرفوا بأنه لن يتخلى عن هدفه ولن يكون بصفهم؛ أعلنوا حربهم عليه لأنه يشكل خطراً كبيراً عليهم وعلى أسيادهم أمريكا والسعودية وإسرائيل.

بدأوا حربهم  بإنزال حملات عسكرية على مرّان بصعدة، وقاموا بتدمير المنازل وكذلك المساجد وقاموا بفرض الحصار على أبناء تلك المنطقة ممن يقفون بصف السيد حسين ، ولكن ذلك العدوان لم يُثنيه ولم يحد من عزيمته وإرادته التي لم تنكسر رغم ذلك العدوان والحصار.

بعد فترة وجيزة تسلم السيد حسين منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويته لمجلس النواب ليكمل دراسته العليا في السودان ، وفي الجامعة كان للسيد حسين حضوره المهيب ومداخلاته العلمية التي كانت تثير إعجاب الدكاترة والطلاب فحظي بشعبية كبيرة في أوساط المثقفين هناك. وبعد عدة سنوات عاد السيد حسين إلى اليمن ليقوم بتحضير رسالة المجاستير في علوم القرآن الكريم.

وبعد ذلك الإنجاز والنجاح الذي ناله السيد حسين، بدأ السيد في تأمل حال الأمة ووضعها المزري والمؤلم وما أصبحت عليه من ضعف وذل وخنوع. ثم أخذ يبحث عن أسباب ذلك الأنهيار والتردي الذي حدث لها ، فوصل إلى أن السبب يكمن في البعد عن كتاب الله وعترة نبيه وإستبدالهم بما يوافق ويطابق أهوأهم وشهواتهم. فقام السيد بتصفير العدادات ليبدأ من جديد في إعادة بناء الأمة بناءً صحيحاً بما يتوافق مع كتاب الله ودين رسوله.

بدأ السيد في مشروعه وبدأ أعداء الله في حصارهم وحربهم عليه هو ومن معه ، لكنه لم يكن يأبه أو يبالي بكل تلك القوى والحشود التي جأت لحربه وحصاره ، في ذلك الحين وبعد أن تم حصاره وصلته رساله من الكتلة البرلمانية للمؤتمر طلبوا منه فيها أن يبعث برسالة إستغاثة لعبد وعميل أمريكا علي عبدالله صالح يطالبه فيها بوقف الحرب عليه باعتباره أحد مواطنيه وهو مستعد أن يفعِّل هذه الإستغاثة في البرلمان.

وعندما وصلت الرسالة إلى السيد حسين رمى بها وقال : *(سنستغيث بالله القوي العزيز ) استمر السيد حسين في التحرك والعمل الجاد لإكمال مشروعه القرآني ونشر الملازم وإعطاء الدروس لتوعية الناس وتثقيفهم بالثقافة القرآنية ، في ذلك الحين تم طباعة ونشر 91 ملزمة ذات عناوين قرآنية مختلفة، وكل ملزمة تحتوي على عدة صفحات قليلة ولكنها كانت تحمل في محتواها كلاماً قرآنياً يهدي التائهين والضالين إلى الصراط المستقيم.

وما يميز تلك الملازم أن الورقة الواحدة لا يكتب إلا في جهتها الأمامية بحيث تترك جهتها الخلفية فارغة ، وذلك لردة فعل القارئ من حيث عرضه ملاحظته أو إقراره بوجود أي خطأ يعارض ماجاء به كتاب الله ، كما أن تلك الملازم متوفرة في كل مكان في صعدة وبعض المناطق وتوزع مجاناً للمساجد والمراكز وغيرها.

أول ملزمة نشرت للشهيد القائد بعنوان (يوم القدس العالمي)
ما يوضح لأبناء الأمة مدى وعي الشهيد القائد وأهمية مشروعه القرآني ، ففلسطين بالنسبة له هي القضية الأولى التي لم ينساها.
قدم الشهيد القائد عام 2002/2/3 ملزمة بعنوان خطر دخول أمريكا اليمن ،محذراً فيها أبناء الشعب اليمني من ذلك الخطر وكيف ستكون (عاقبة) سكوتهم وجمودهم ( وخيمة) .

إنطلق الشهيد القائد (يوم 17/ يناير/2002 م) مصرحاً ومعلناً بشكلٍ رسمي عداءه لبني صهيون ومن حالفهم معبراً عن ذلك بصرخة إستنتجها من القرأن الكريم وَتأثراً بنهج الإمام الخميني الذي رفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.
وكان لهذه الصرخة دورها العظيم في زرع الخوف والرعب في قلوب المنافقين والموالين للكيان الصهيوني.

واجه الشهيد القائد حرباً إعلامية غاشمة بدعم صهيوني عملت على تشويه سمعة ذلك المشروع القرآني وإظهاره للعالم بالشكل غير الصحيح وتزييف حقيقته وقلب الحقائق.
لم يبالِ السيد بتلك الحرب وإنطلق بدافع إستشعاره للمسؤلية ؛ وفي ذلك الوقت تلقى إتصال هاتفي من شبكة الــ (بي بي سي) أثناء تلك الحرب الظالمة وكان أحد أجوبته على تلك القناة (نحن في هذه المرحلة الخطيرة نقول للجميع أن المسلمين اليوم في مرحلة خطيرة حسب ما أعتقد مرحلة مؤاخذة آلهية في القرآن بتبليغ الناس. هذا هو شيء أوجبه الله على من لديهم معرفة ).

وكذلك وضّح لهم من خلال رؤيته وثقافته القرآنية أهم قضيتين إنطلق على أساسهم :-
*القضية الأولى قضية رفع الشعار؛
*والقضية الثانية : مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني.
لم يكن ذلك مجرد كلام فأفعاله كانت أعظم شاهد ودليل على مصداقيته.
وذلك ما جعل الكيان الصهيوني يعيش أصعب مراحل زمانه من الذل والخوف من ذلك الشهيد القائد .

عندما حل الخطر بذلك الكيان الصهيوني نتيجة ثورة الشهيد القائد الثقافية لمواجهة هذا الكيان المغتصب للأمة الإسلامية ، عقدت أمريكا إجتماعاً في ولاية جورجيا الأمريكية يضم ثماني دول صناعية ، ويحضر في ذلك الإجتماع العبد والخادم والعميل الخائن الرئيس اليمني(( علي عبدالله صالح)). دون أن يعرف أحد المغزى أو الهدف من هذا الحضور إلا الله وزعماء تلك الدول ومن معهم.

وبعد ذلك الاجتماع توصلت أمريكا إلى شن حرب ظالمة لإيقاف ذلك الخطر الذي سوف ينهي وجودها من كيان الأمة الإسلامية.،بدأ الخائن والعميل هذه الحرب بالتهديد والوعيد للشهيد القائد بأنه سيكلف هذه المهمة من لا يخاف الله ولا يرحم أحداً وهو السفاح المجرم( علي محسن الأحمر) . ولكن الشهيد القائد كان أعظم وأقوى من أن يخاف من عبيد أمريكا وإسرائيل.

قدم الشهيد القائد نصيحته لكل من يخدم بني صهيون بأن لا يكونوا عبيداً لأمريكا يضحون بشعوبهم لأن مصيرهم لن يكون أقل من مصير سائر الخونة كــ( شاه إيران ،وعرفات، وصدام حسين، وغيرهم) ؛ ولكنهم لم يستجيبوا لنصحه أياهم ، وأبدوا كرههم وحقدهم لمواجهته.

أكمل الشهيد القائد مسيرته القرآنية في إشعال أكبر ثورة ثقافية قرأنية تحارب كل الثقافات المغلوطة وتعيد للأمة عزتها وكرامتها، لقد كان العملاء والخونة أشد خطراً وفتكاً لهذه الأمة ، وذلك لتجرأهم على خدمة الكيان الصهيوني والوقوف معه لإنهاء المشروع القرآني ومن يقف لإنجاح ذلك المشروع.

وبعد تلك الحرب التي شنها العملاء على الشهيد القائد واصل العدو زحفه على جبل مران ، وشن حروباً بدعم وتوجيه أمريكي وكأن الشمر ومن معه عادوا لقتل الحسين ومن معه.
وبعد ما شنته تلك الطواغيت عدة جولات ظالمة دامت أكثر من ثمانين يوماً وصلوا إلى مكان الشهيد القائد،وهو جرف صغير أسمه جرف سلمان يقع في جبل مرّان ؛
كان ذلك الجرف يأوي فيه عائلة الشهيد القائد ، وأصحابه، ومن كان مناصراً له ،وعدداً من الجرحى .

تم محاصرة ذلك المكان حصاراً شديداً مانعين وصول أي شيء لإنقاذ حياة من في ذلك الجرف حتى على مستوى الماء ؛ وكأنه يجسد ما عاناه الإمام الحسين في كربلاء ليخبرنا كيف فعل به أعظم طواغيت الأرض ، ويخبرنا عن قسوة قلوب أبكت من قساوتها الصخر والجماد.

وبعد حصارهم لذلك الجرف لم يكتفِ الجبابرة بحصارهم وإماتتهم جوعاً وعطشاً بل قاموا بوضع قنابل كبيرة في فتحة الجرف من الأعلى وصب البترول إلى الجرف وإشعاله في وحشية لم يسمع عنها أحد من قبل في تاريخ البشرية ، ودع الشهيد القائد ومن معه الحياة لتسجد لهم ملائكة السماء وترحب بأرواحهم الطاهرة لتصعد إلى جوارِ الله.

أحيا الشهيد القائد في قلوب أبناء هذه الأمّة نبض العزّة والكرامة.
وهاهو الشعب اليمني يقف متوحداً لمواجهة الكيان الصهيوني.
وها هو اليمن يتحرر ويعلن إستقلاله عن الكيان الصهيوني، وهاهو اليوم السيد القائد (عبد الملك الحوثي ) يكمل ذلك الطريق والمشروع القرآني الذي بدأه السيد حسين. ولن يقف هذا المشروع حتى تحقيق التحرير الكامل للوطن ليعود اليمن موحداً وليعود إلى أيام العز وتعود تسميته  السابقة “اليمن السعيد” .

You might also like