قادمون في العام السادس .
إب نيوز ٢٨ مارس
عبدالملك سام
كنت أبتسم وأنا أسمع خطاب السيد قائد الثورة المتحفظ والذي ذكرني بمواقف كنا فيها نحاول أخفاء مشاعر السرور تواضعا، خاصة وهو يقول: “قادمون في العام السادس”، فهو يعرف كما يعرف الجميع أن موقف السعودية أسواء من السيء، ووضعها مرشح لمزيد من السوء والسقوط، ووفق أفضل التوقعات فأنها لن تحتمل عاما آخر. لقد ورطت نفسها في مواجهة مع شعب لا ينبغي أن تثيره بهذا الشكل، وقد كانت معتمدة على دعم أمريكي لا محدود كما توقعت، ولسوء طالعها فأمريكا مازالت تحاول أن تخرج نفسها من أزمات تسبب فيها قادة متغطرسون مازالوا غارقين في أوهام العظمة. هذا عام ستتلقى فيه السعودية أبشع الضربات من كل الجهات، ونعرف أنها أيضا ستحاول أن تكشر عن انيابها النخرة وربما ترتكتب حماقات كثيرة ستحاسب عليها لاحقا، لكننا نعرف أيضا أنها لحظات النشوة التي تسبق الموت أو كما يسميها الأخوة المصريين “حلاوة الروح” قبل الموت.
الخطاب كان هادئا ومتعقلا، ووضح لنا نقاط مهمة كالعادة، ولعل أهم تلك النقاط هي تلك التي وجهها القائد لشعبنا لكي يهيء نفسه بما يليق لمرحلة جديدة، مرحلة ستجعل اليمنيين يغيرون نظرتهم المنكسرة لأنفسهم، مرحلة متغيرة يجب أن نستقبلها بالمزيد من الصبر والثبات والعزيمة والأرتباط بالله، فقد تهيأت الظروف بفضل الله وأصبح لدينا جيش أسطوري رغم شحة الأمكانيات، وشعب قوي وواعي لكل ما يدور حوله، ولم يتبقى سوى أنكسار العدوان والحصار لبدء مرحلة البناء لدولة مستقلة وقوية ومؤثرة، دولة قادرة على فرض أرادتها على الآخرين بما يتوافق مع هويتها الإيمانية، وقادرة على الأفادة من ثرواتها التي حرمت من أستغلالها لفترة طويلة.
كالعادة المستجدة أصبح خطاب السيد القائد عالميا ويتم تحليل كل كلمة يقولها وكل حركة يقوم بها، فقد تعود الآخرون أن خطابات السيد لا تأتي جزافا كما اعتاد السياسيون، وذلك أنه قائد يفعل ما يقول، ويتحدث وهو مدرك لكل حرف يقوله، وفي ظل الأوضاع الراهنة والمتقلبة يكون من الصعب أن تتكلم بما يمكن أن تفعله، ولكننا تعودنا أن خطاباته تحمل الكثير من الصدق والفهم الدقيق لكل ما يجري. ناصحا وصادقا تحدث للمرتزقة وللأعداء، وموجها ومشفقا تحدث لأبناء شعبه، ومواسيا وداعما تحدث لأبناء الأمة المظلومين، وشاكرا ومساندا لكل من يحمل مشاعر صادقة نحو شعبنا الحر الصامد.
مع انقضاء العام الخامس يحق لكل يمني أن يفخر بما تم انجازه، فمع مرور كل عام نزداد قوة وصلابه ويزداد أعداؤنا ضعفا وتشرذما. وخطاب هذا العام يؤكد المؤكد، فالشعب اليمني كما هو شعب طيب ومسالم فأنه شعب قوي وعزيز، وصموده يؤكد أنه شعب عظيم، وفي ظل قيادة حكيمة لن يعجز عن أثبات تلك الروحية العالية التي قل ما تمتعت بها الشعوب الأخرى، ففي ظل هذا العدوان الكبير وتلك الاسلحة والجيوش والحصار المطبق تعجز أكبر الأمم عن الصمود طوال هذه الفترة، ولكن شعبنا أستطاع الصمود رغم الظروف الصعبة التي كان يعاني منها وتخلص من نقاط ضعفه، بل وقلب الطاولة رأسا على عقب ووجه صفعة مدوية في وجه اعداءه.. وها نحن بأنتظار أن يعلن أولئك الأعداء عن عجزهم وضعفهم أمام قوة وصلابة هذا الشعب.
إلى الأمام يا شعبنا المظلوم المنتصر، بالرجوع إلى الله اكثر، وبالصمود والبذل أكثر سنحصد ثمرة صبرنا عزة ومجدا وعيشا كريما. أصبروا وصابروا، وقد مضى الكثير الصعب واقتربت ساعة الحقيقة، وليبذل كل واحد منا ما يستطيع، ومن لا يملك ما يقدمه فليعمل على حشد الآخرين، وسيأتي اليوم الذي يشار فيها للمواطن اليمني بالبنان وبالأعجاب والاحترام. كيف لا ونحن الشعب الذي قهر المستحيل، وعلى مرأى ومسمع العالم الساكت قهر أكبر وأخطر المخططات التي استهدفته وأستهدفت أمته بأعتباره رأس الحربة في مواجهة دول الأستعمار التي قهرت أكبر أمبراطوريات العالم لمدة طويلة، وتستمر اليمن تحمل أسما يعرفه كل الطغاة عبر التاريخ، لقب مقبرة الغزاة.