(وَ كَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
إب نيوز ٢٩ مارس
*أسماء السياني
بعد أن مَكّن الله لعباده المؤمنين وأيدهم بنصره، وأراد لمسيرة الحق أن تظهر للعالمين، بعد سِت حروب شنت ظلماً وعدواناً؛ طاعة للرغبة الأمريكية، تجلى نصر الله لهؤلاء المؤمنين في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، تلك الثورة التي جاءت لتصحيح مسار ثورة الحادي عشر من فبراير، ولتحقيق أبرز أهدافها ومضامينها على مستوى السلطة والنظام الحاكم، حينها شعرت سلطات العدو الأمريكي والإسرائيلي أنها فشلت في إخضاع هذا الشعب اليمني، وأن مشروعها الإحتلالي والذي يرمي إلى السيطرة ونهب الثروات أصبح يتلاشى، بالمقابل تنامي في أوساط الشعب حالة الوعي والسخط ضدها كعدو للإسلام والمسلمين.
لم يكن بوسع تلك السلطات الجائرة إلا توسيع دائرة الاستهداف، وحشد أكبر العدة والعتاد والجيوش، والاستعانة بأكبر العملاء لها في المنطقة بحسب وضعهم الاقتصادي، وفتح حلبة الصراع لهم؛ ليتقدموا ليحرزوا أي تقدمٍ أو أي انتصاراً أو ليحققوا أدنى هدف لهم، وإتاحة الفرصة أيضاً لعملاء آخرين بتقديم الجيوش والغطاء الإعلامي على المستوى العالمي، وإصدار المواقف المؤيده والتصريحات المبررة ڵـهٍ.
وفي هذه الحلبة المفتوحه تقدم العملاء جمعيهم وبدأ الصراع، فكل واحد منهم يريد أن ينال رضى الأمريكي ببذل إمكانياته ولو كان ذلك على حساب شعبه. كان نتائج كل ما ذكرته سلفاً هو: العدوان السعودي الإمريكي والإسرائيلي على الشعب اليمني العظيم، على بلد الإيمان والحكمة، فتلك الهجمة الشرسة والوحشية لم يكن لها أي مبررٍ إطلاقاً، وإن تحججوا ببعض الأعذار الواهية والتي من المضحك ذكرها حتى، فإعادة ما يسمونه بالشرعية لرئيس منتهيه صلاحية رئاسته، وهو في نفس الوقت فار من البلاد التي يريد أن يعود ليحكمها، لم يكن ذلك الهدف بل السيطرة التامة، والإخضاع والإذلال والإبادة، والأهم من ذلك هو إطفاء صوت الحق وإخماد النشاط الثائر في واقع الشعب المتمثل بإنطلاقة المسيرة القرآنية، وتوسع الوعي وكشف جميع مخططات ومكائد الأعداء في المنطقة العربية، مما سبب إنزعاجاً شديداً لأمريكاء وحليفتها إسرائيل، وخوفاً من أن هذه الثقافة تنتقل إلى بلدان عربية أخرى بحكم أن العرب جميعهم يحكمهم دين واحد وشريعة واحدة وهيّ القرآن الكريم.
فاليوم وبعد خمس سنوات قطع تحالف العدوان هذه الفترة الزمنية الكبيرة جداً دون تحقيق أدنى هدف يُذكر، وكل ما بنوا عليه آمالهم وأحلامهم ونتائجهم في تحقيق السيطرة والإحتلال كلها بآءت عكسية وأصبحت ضدهم في كل المجالات، الشعب اليمني بهذا العدوان إستطاع بأن يبني قدراته من الصفر؛ حتى أصبح اليوم يتمتع بقدرات كبيرة،فعلى المستوى العسكري فقد تطورت القدرات العسكرية اليمنية -وخصوصاً في السنوات الآخيرة لهذا العدوان- تطوراً ملحوظاً وهو الآن بمستوى توازن الردع على الاعتداءت والخروقات، وعلى المستوى الاقتصادي فقد حاول العدوان استخدام الورقة الاقتصادية أكثر المرات ومع فرض الحصار المستمر؛ إلا أن الفشل كان حليفه.
بالمقابل تدني المستوى الاقتصادي لتحالف العدوان أكبر مما سبق؛ نتيجة الضربات على أهداف حساسة وذات أهمية اقتصادية وأما على المستوى الجغرافي لم يكن بوسع التحالف إحراز أي تقدم عسكري، ومخاطرتهم بشن زحوفات في الآونة الأخيرة أفقدتهم السيطرة على محافظات كانت محتلة من قبلهم، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، وعلى المستوى الأمني إحباطُ عمليات وتحركات كبيرة لخلايا تابعة لتحالف العدوان وإلقاء القبض عليها، وعلى المستوى الاجتماعي فقد حافظ الشعب اليمني على وحدة اللحمة الشعبية وحل النزاعات والتعاون والتماسك والتصدي أمام هذه الهجمة العدوانية، وهكذا في جميع المجالات والمستويات المختلفة.
فاليوم صمود هذا الشعب العظيم، وإيمانه الكبير والواثق بقضيته العادلة والمُحقة، وإنتمائه الحقيقي للإيمان بالله والوثوق به جعله محطاً لنصر الله وتأييده الواسع، فالهوية الإيمانية لهذا الشعب هيّ من أهم ركائز الصمود في وجه هذ العدوان، وهيّ من أفشلت جميع مخططات أعداء الإسلام في شن هذا العدوان، وهيّ الرافد الأساسي لهذا الشعب بأن جعلته يتحرك من موقعه في المسؤولية أمام الله في التصدي ودفع الخطر عن نفسه وعن أمته، والتمسك بها جعل من النصر حليفه، الخزي والهزيمة حليف أعدائه.
#اليوم_الوطني_للصمود