الوقت لم يفت بعد!
إب نيوز ٣٠ مارس
عبدالملك سام
لمن مايزالون يراهنون على الخارج من مرتزقة ومخدوعين، لأولئك الساكتين والصامتين، لا تفهموا كلامنا لكم بشكل خاطئ، نحن لا نحاول أن نجبر أحد لكي يكون مثلنا، أو أن نرغمه ليتخذ ذات قراراتنا وأن يقف في وجه كل هذا العدوان مدافعا عن شعبه المظلوم.. هذه المواقف ليست منة منا على أحد، ونحن نعتبرها واجبا مستحقا علينا في سبيل الله والمستضعفين من أهلنا، ومع الأيام مانراه هو أننا اتخذنا قرارا صائبا رغم ما شاهدناه من خذلان الأقربين في بداية الثورة. ونحن واثقون بالله لأن النصر من عنده مهما قل الناصر وشحت الأمكانيات، وأعداؤنا فهم أما مجرمون أو لصوص أو عملاء.
خمس سنوات مضت ونحن بدأنا في العام السادس من صمودنا، وهاهي الرهانات الخاطئة وكل ذلك الضجيج الذي صاحب بداية العدوان أنتهت مع نهاية العام الخامس للعدوان.. خمس سنوات كانوا يحسبونها خمسة أسابيع ويركع اليمنيون ويتسلم النظام السعودي البلد مجددا ليتحكم في رقاب الشعب وينهب ثروات البلد، فقد كانوا متأكدين من تدميرهم للجيش اليمني ومقدراته، وقد حشدوا المرتزقة مقدما، وماكينتهم الأعلامية كانت قد نفثت سمومها في الجو تمهيدا لحرب أهلية، وخلاياهم النائمة على أهبة الأستعداد لأي طارئ، والسعودية كانت في وضع أقتصادي جيد يضمن لها شراء أغلى مسؤول دولي ليصمت، وأنصار الله – كما ظنوا – في وضع لا يسمح لهم بخوض صراع كبير بهذا الحشد والأستعداد، ولكن كل هذا سقط!
لمن يدعي الإيمان بالله ورسوله، ولمن يدعي الوطنية وحبه لليمن، ماذا بعد هذه الخمس سنوات؟! تذكروا الأحداث وكل ما حصل خلالها، تذكروا الجرائم وقبيح ما فعلوه بشعبنا، تذكروا الحقائق التي كشفت، والوعود والشعارات التي أفتضح زيفها، تذكروا المآسي التي تشارك كل الطغاة في تجريع الشعب اليمني مرارتها، فأين أنتم من تعاليم دينكم والله يأمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الحق والجهاد؟ وأين انتم من أعراف قبائلكم؟ وأين انتم من أنسانيتكم؟! هل من المعقول أنكم مازلتم مخدوعين رغم كل ما حصل؟!
بالنظر لما جرى ويجري، أصبح الكثير من الناس في العالم يدركون حقيقة ما يجري في اليمن، ويوميا نجد العديد من الناس عرب وأجانب يعلنون تضامنهم مع الشعب اليمني المظلوم، ومايزال بعض اليمنيين – للأسف – يقف ضد شعبه، سواء في ذلك المتواطئ والساكت! حتى ذلك الكائن الدقيق الذي لا يكاد يرى ألا بالمجهر والمسمى (كوفيد-19) تسلط على هذا العالم الصامت من حولنا وحاصرهم كما حاصرونا، ولكن يبدو أن جراثيم الخيانة تسلطت على عقول البعض فجعلتهم مغيبين عن كل هذا تجسيدا لبيت الشعر الذي يقول:
لكل داء دواء يستطب به * إلا الحماقة أعيت من يداويها
خلال خمسة أعوام تغيرت الكثير من المعطيات، فأصبحت دول العدوان تعاني من مشاكل عدة ليس أخرها هبوط أسعار النفط وفيروس كورونا، بينما الشعب اليمني يزداد قوة وتماسكا وصلابة، وهاهي الأنتصارات تتوالى معلنة بوضوح أن الوضع لم يعد كما كان مسبقا، وهاهي وكالات أنباء عالمية تتجراء وتتوقع قرب أندحار دول العدوان، وهاهي العلاقات المؤامرات السرية تظهر للعلن ليفهم الحمقى أي ذنب أقترفوه بتوليهم لعدو الله وعدوهم، ولعل أكثر الناس خوفا اليوم هو النظام السعودي المجرم ومرتزقته، فأكثر الناس قلقا في السجن هو السجان كما قال برنارد شو.
ختاما.. من قال أن الوقت فات لتصحيح الأخطاء؟ ماذا لو أجتمعنا معا وتحركنا كما يجب لينتهي عذاب شعبنا؟ ماذا لو قلنا جميعا للخارج أن يتوقف عن تدخلاته فيما بيننا؟ ماذا لو عاد الجميع لأسرهم ليلتئم الشمل ونبدأ بتضميد جراحنا؟ ماذا لو جلسنا لنتناقش في كيفية بناء البلد بحيث نستفيد كل ابناء الشعب من ثروات البلد؟ ماذا لو بدأنا نفكر أن من احسبه عدوي هو أبن بلدي ولن يقسو علي كما يفعل الاجنبي المحتل؟ ماذا لو أستثمرت مالي في بلدي ليصل الخير لي ولولدي ولشعبي؟ ماذا لو أتصلت بأبن بلدي وطلبت منه ضمانات لأعود لبلدي وأهلي؟ طبعا الأمر عائد لكم لأننا لم نغلق الباب يوما أملا في عودة جميع اليمنيين لليمن، والوقت لم يفت صدقوني.