مبادرة القائد ومواقف طابور النفاق (1)
عبدالفتاح علي البنوس
هكذا هي مواقف القادة العظماء ، وهكذا هي المواقف القومية النبيلة ، وهكذا هي أخلاق وثقافة المسيرة القرآنية ، وهكذا هي المواقف الأصيلة التي تعبر عن أصالة هذا الشعب وعراقته ، المواقف اليمانية الإيمانية التي يجسدها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، المواقف التي تشرئب لها الأعناق ، وتشعر كل اليمنيين بالزهو والفخر والسمو والرفعة ، المواقف الثابتة الراسخة رسوخ جبال اليمن الشامخة ، المواقف التي جعلت منه شخصية العام 2019م بكل امتياز ، والتي تفوق من خلالها على كبار الساسة والمحللين السياسيين والنخب الأكاديمية والمثقفة والحقوقية.
بعد عصر الخميس الماضي 26مارس 2020م الذي صادف الذكرى الخامسة لليوم الوطني للصمود ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة جامعة حملت في ثناياها الكثير من الرسائل البالستية ، والنصائح القيمة ، والتحليلات الدقيقة ، والمواقف الإيمانية الوطنية القومية ، وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي هي محط تناولتنا اليوم ، حيث وجه السيد القائد صفعة قوية لبعران الخليج وما يسمى بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأحزاب والتنظيمات التي ظلت لسنوات عديدة تصم أسماعنا بالحديث عن فلسطين والقدس ودعم المقاومة الفلسطينية ، وجابوا مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ، يفترشون (الشيلان) في المساجد والأسواق لجمع التبرعات تحت شماعة دعم الأقصى ونصرة القضية الفلسطينية ، ووزعوا صناديق جمع التبرعات في المساجد والمحلات والمستشفيات لذات الغرض ، وظلوا ينتجون الأناشيد الحماسية التي تتغنى بالمقاومة والمقدسات وتحث على نصرة ودعم انتفاضة الأقصى ، وفي نهاية المطاف باعوا القدس والأقصى وفلسطين وسلموا بولاية محمد بن سلمان ونتنياهو ، وظهروا على حقيقتهم بتطبيعهم العلني مع الكيان الصهيوني ومشاركة المرتزق العميل خالد اليماني وزير خارجية حكومة الفنادق السابق في اجتماعات مباشرة مع الإسرائيلي والأمريكي والتباهي بذلك في مشهد مشبع بالقبح والوضاعة والإجرام والارتزاق.
السيد القائد صفع كل هؤلاء الأفاكين الأدعياء بإعلانه لمبادرته القومية الإنسانية النبيلة والتي قدمها للكيان السعودي الباغي المجرم العميل والتي تضمنت استعداد بلادنا للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع أربعة من ضباط وجنود المعتدي السعودي مقابل الإفراج عن المختطفين من حركة حماس لدى هذا الكيان الإجرامي والذين تم اعتقالهم بصورة تعسفية تتعارض مع الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والبروتوكولات الدبلوماسية ، دونما ذنب ارتكبوه أو جريمة اقترفوها ، هذه المبادرة النبيلة الأصيلة تعبر عن الهم القومي الذي يحمله السيد القائد والذي يرى بأن الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات والسجون السعودية والإسرائيلية ، لا يقل أهمية عنده عن الإفراج عن المختطفين والأسرى والمعتقلين في السجون السعودية والإماراتية وسجون المرتزقة ، وأن فلسطين ستظل قضية كل الأحرار من أبناء يمن الحكمة والإيمان ولا يمكن المساس أو التفريط بها أو المساومة عليها وإخضاعها للصفقات والبيع والشراء والمقايضة.
حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية أشادت بمبادرة قائد الثورة المتعلقة بإطلاق المعتقلين لدى الكيان السعودي ، حيث أكدت حركة حماس في بيان لها ( أنها تتابع باهتمام المبادرة المقدرة التي أطلقها السيد عبد الملك الحوثي مساء يوم الخميس بخصوص مبادلة الأسرى لديهم مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية ، وثمنت حركة حامس روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده ومقاومته، معبرة عن شكرها على هذا الاهتمام والمبادرة ) ، وجددت مطالبتها للسلطات السعودية بضرورة الإفراج العاجل عن جميع المعتقلين الفلسطينيين لديها.
بالمختصر المفيد، التاريخ لن يخلد إلا العظماء ، ولن تفاخر الأجيال المتعاقبة إلا بسجلهم الحافل بالعطاء والمواقف النبيلة التي تعبر عن أصالتهم ، ولهذا فنحن في اليمن علينا أن نحمد الله على نعمة القيادة الحكيمة ، القيادة التي نجحت في قيادة سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان رغم الأعاصير والزوابع والمخاطر التي تعترض مسارها ، القيادة التي تحمل هموم الوطن والأمة ، وتقف موقف الحق في وجه الباطل ، والعدل في وجه الظلم ، طاعة لله ورسوله ونصرة للحق وأهله.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.