الشعوب لا تتنازل عن حقوقها التاريخية .
أحمد شرف الدين
دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في العالم الملتهب ليست جديدة، لكنها اليوم جاءت على وقع جائحة كرورنا التي اجتاحت العالم وبالأخص الدول العظمى، فالأمم المتحدة هي بمثابة الصورة الشكلية للنظام العالمي الاستعماري والانتهازي والتي هي المتحكم الفعلي في نشاط وتوجهات هذه المنظمة وهي الفاعلة فيها ..وعليه فإن الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بوظيفته الروتينية بالدعوة إلى السلام والتعبير عن القلق.. سلونا نحن اليمانيين الذين نواجه أشرس عدوان وحصار لم يشهده العالم وأسوأ كارثة في تاريخ البشرية فلم يكن للأمم المتحدة التي ملأت الدنيا بالتعبير عن القلق ورفع التقارير المفزعة عن الوضع في اليمن وحتى عن جرائم الحرب الواقعة في هذا البلد المستضعف والصامد أي دور فعَّال.
لذلك نقول إن أيّ دعوة كهذه من قبل الأمم المتحدة ومن أمينها العام على وجه التحديد ليست سوى تسجيل موقف برتوكولي ،فقد سمعنا حتى من دول العدوان نفسها عن ضرورة إحلال السلام وأن لا حل للحرب في اليمن إلا بالحوار السياسي والتوافق.
أما الالتزامات القانونية لتحالف العدوان تجاه بلادنا فهي التزامات المجرم تجاه الضحية ،وبقدر الجرائم تكون الالتزامات على مدى خمس سنوات من الجرائم التي يندى لها جبين التاريخ والبشرية فإن الحديث عن الالتزامات يصبح أكبر بكثير من حجم هذه الدول وقدراتها مهما بلغت.
ومهما قلنا فإن التاريخ والزمن قد أكدا حقيقية أن الشعوب هي من تحاكم الجلادين ومن تأخذ بحقها منهم بعد نصر الله لها ولمظلوميتها، وبهذا علينا أن نؤكد أننا في المراحل الأخيرة لتحقيق النصر الحاسم بحول من الله وتوفيقه.