كورونا : و أبرز لقطات من تهاون المجتمع اليمني .

 

 

إب نيوز ٥ إبريل

و لازالت ( الجوادة ) التي لا أعني بها شدّة الكرم بل أستخدمها ( هنا ) بالمفهوم الشّعبي اليمني و خاصّة الصّنعاني ، فأقول لازال هذا المجتمع يعاني من (الجوادة ) أو ( الجيودة ) التي أعني بها هنا و اللحظة : الحمق و السّذاجة ، و لو ربطناها بالمفهوم العربي فاليمني و اليمنية لازالوا بــ ( جوادتهم ) هذه يتناولون موضوع فيروس كورونا الذي هدّ قوى دول عظمى اقتصاديا و إنسانيّا و صحّيّا بحمق شديد، و كأنّهم يفتحون أحضانهم لكورونا قائلين له :
” حييييييا اللّه من جاء ” !!
لازالت حالة اللاوعي تسود مجتمعنا رجالا و نساء ،
فبعد حمدنا و شكرنا للّه ربّ العالمين أنّنا نعيش تحت ظلال قيادة مسؤولة رغم شظف إمكانيات دولتها الوليدة المنتصرة الفتيّة لكنّها شهادة أرفعها للّه و أشكره على هذه القيادة المسؤولة و التي لم تلته في مسؤولياتها العظمى في استرداد وطن و تحريره من الاحتلال ، و انتصارات رجالها في كلّ ساحات الشّرف ، و رغم شحّة الإمكانيات في ظل حصار مطبق و ظلم مؤدلج إلّا أنّ وزارات : الصّحة ، الدّاخلية، الخارجية ، الإعلام ،…، تعمل كخلية نحل ، و كجناحي صقر أبيّ يضمّ بنيه بين جناحيه ، و يخفق عاليا لينتشل هؤلاء الأبناء من بين أنياب الموت حرّا شامخا .
و مع كلّ تلك الجهود إلّا أنّ تناول مجتمعنا اليمني لقضيّة و خطورة دخول فيروس كورونا إلى وطننا متبلدا ، متحجّرا ، ناكرا ، عاصفا بكلّ تلك الجهود المبذولة ، فقد حسبنا أنّ هذا المجتمع سيتفاعل و يبلّغ عن من يهرّب الآتين من مناطق الاحتلال و الذين لا يتم فحصهم و لايبلغون مدّة حجرهم .. فجريمة أن يوجد مثل أولئك الذين يهرّبون الموت لأرواح بريئة بثمن مهما بلغ ، و مثل هؤلاء من حقّ الدّولة ردعهم بأقسى العقوبات لتعاونهم مع المجرم القادم من أمريكا المسمّى كورونا و تهاونهم بل بيعهم و متاجرتهم بالأرواح عبر إدخاله مع الآتين و المسافرين دون التّحرّي عنهم و التأكّد من خلوّهم من هذ الفيروس ، و أمّا مجتمعنا كأفراد عاديين لا يشاركون في تهريب كورونا من المنافذ فهم يساعدونه بطرق أخرى عبر تصرّفات لا مسؤولة حين ظنّنا أن :
١- ستحلّ النّظافة كثقافة بديلة و قيمة فضلى نرى المخزّن لازال ( يذبل ) القات في الشّارع في أبشع و أقذر منظر .
٢- لازال عامل النّظافة يلقّط أكياس البلاستيك و العلب الفارغة و شيئا من القمائم التي يرميها الماشي بعد تنظيف عامل النّظافة الكادح الذي هو أيضا يمرّ مخاطرا بنفسه باذلا لها لكنّ عيبه أنّه لايهتم بلبس كمّامة على وجهه أو قفّاز في يديه ،
قلنا سنكون الأوعى لكن
٣- الرّجال لازالوا يخرجون إلى الشّوارع و لا يهتمون بلبس الكمّامات و القفّازات ..
٤- لازالوا يشترون القات و يأتون به إلى البيت واضعيه على أيّ سطح ليأخذه الطّفل و يناول أمه لتغسله ،
٥- وربما تمّ تناوله دون غسل ،،
٦- لازالوا يتجمّعون شللا في بيت أحدهم للتّخازين !!!!

و أمّا المجتمع النّسوي فأعظم تبلّدا فلازالت النّساء يستنفرن و ينفرن للـــ ( تّفاريط ) دون شعور بأدنى مسؤولية تجاه من يعيش معهن في البيت فالمجاملات الاجتماعية و رهافة الإحساس و الواجب الاجتماعي ( في ثقافتهن ) بأنّه :

١- يووووه : ما يسبرش ما أسيرش عرس بنت خالتي ( في البيت ) ، ما عيقلوا النّاس ، و بعدين نسير نحبشل بها ، كلّه و لا قبال أهل زوجها .

٢- يوووووه : بنت أخت زوجي عتوفّي الولاد وماقد فرحت لهاش و غطوة بن و وفاء ، و أخت زوجي حالية لا عندي ، و اللّه ما أفلّتها عتغثى منّي .

تيك الثانية ، و الثالثة :
٣- يووووه ، اللّه المستعان مرة خالي تولد و ما أبسرهاش و اللّه ما قد قعت ، خالي عيغثى منّي .

٤- يووووه : زوج بنت عمّي، و عاد هو منّنا ، فعلوا له عمليّة ، و ما قد ابسرنش في المستشفى ، و ما يمكنش ما نزوره نطمن عليه ، أبوه ما فلّتناش يوم فعل زوجي عمليّة .

٥- يووووه : جدّ صاحبتي مات ، و اليوم آخر يوم للتّعزية ، و قد عيجوا أهلهم من كل بقعة و قد هو ضروري أسير أعزيها أنا و سليفتي و أم زوجي و بنتنا ، هي صاحبتنا و بعدين ما يسبرش تقل : يا عيبتش يا محصنة و أنت ِ أعز ّ خبايري و فلّتيني في حزني ، و قد جو من كل فج عميق الي نعرفهم و الي ما نعرفهمش
و ٦ ،٧ ، ٨

فهل نحن فعلا واعون لما يجري أمّ أنّ اللاوعي سيجرف أمّة متخاذلة متهاونة مستهينة مريضة بالحماقة التي قد تكون أكبر داء، إذ إنّ :

لكلّ داء دواء يُستطبّ به

إلّا الحماقة أعيت من يداويها !!

أشواق مهدي دومان

You might also like