عقود على شهادة السيدة العالمة بنت الهدى الصدر .
إب نيوز ١١ إبريل
بقلم : بتول عرندس
وُلدت الشهيدة أمنة حيدر الصدر (المعروفة باسم بنت الهدى) في الكاظمية عام 1937، ومنذ طفولتها كانت قارئة شغوفة وباحثة مما سمح لها بفهم المجتمع وواقع المرأة المسلمة العالم الإسلامي، حيث نشرت مقالات وكان لها من العمر فقط 11 سنة. تميزت بذكاء خارق وقدرة على الحفظ السريع وإقناع الآخرين. حيث تقول بأنه رغم فقرهم المدقع، اعتادت أن تدخر مبلغ متواضع لشراء الكتب. السيدة بنت الهدى الصدر لم تكن تخشى إلا الله، ثائرة ونشطة وعالمة وباحثة وكاتبة ومبلغة على أعلى المستويات الأخلاقية والروحية والدينية والسياسية مع رؤية ترتكز على المعرفة العميقة والوعي والحكمة. السيرة العطرة لهذه السيدة الجليلة تعلمنا أنه لا ينبغي لنا أن نلزم أنفسنا أبدًا بالخضوع للمناخ الاجتماعي الذي تفرضه الحضارة الغربية الساقطة بل يجب أن نلزم أنفسنا بالإسلام الحقيقي المحمدي الأصيل فقد شكل وهذا الفكر الذي فرضته الشهيدة بنت الهدى شكل تهديدًا للنظام البعثي. نشرت عشرات الكتب وأنشأت العديد من المدارس الدينية وكانت صوتًا صادحًا معبرًا عن واقع معاناة المرأة المسلمة وتآكل القيم الإسلامية في وقت لم يكون بمقدور أي أحد آخر التحدث بصوت عالٍ وتمكنت من اختراق بيئة قمعية.
متميزة بطبيعتها ومليئة بالطموح في زمن كانت فيه المرأة المسلمة تعاني من التخلف والظلم والجهل والاضطهاد. تمكنت الشهيدة بنت الهدى من اختراق الصور النمطية والحواجز وتدهور القيم الأخلاقية. دعت المرأة المسلمة للنهوض وتحمل مسؤوليتها وتمكين النساء الآخريات وتعليمهن. لقد صاغت معرفتها القوية والمتأصلة في القرآن فهمها لدور المرأة في المجتمع حيث أكدت على دعوة القرآن لتمكين المرأة وحفظ حقوقها وتأكيد مسؤولياتها. في أوائل العشرينات من عمرها، نشرت مقالات في مجلة “الدعوة” الإسلامية بلغة مميزة ومختلفة، مستخدمةً أسلوبًا أدبيًا جذابًا استطاع لفت وجذب النساء من دول وأيديولوجيات مختلفة لفهم الأفكار الإسلامية. أرادت من المرأة أن تتعلم جوهر الإسلام الذي يريدها أن تكون شعلة النور الإلهي بينما يريدها الفكر الغربي الفاسد نفخة من النار، يريدها الإسلام أن تكون زهرة عطرة، في حين يريدها الغرب ورقة صفراء ذابلة تطير مع كل ريح تعصف بها، خلقها الله لتكون قبطان السفينة، لكن الحضارة الزائفة جعلت منها وليس مدرسة للأجيال.
فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية